بين صنعاء وسيئون.. فوضى "الرئاسي" تمد الحوثي بالحياة

تقارير - Sunday 15 January 2023 الساعة 02:08 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

بعد أسابيع من اختطافهم، بثت مليشيات الحوثي، ذراع إيران في اليمن، الأربعاء، صوراً لأولى جلسات محاكمة أربعة من أبرز المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، بتهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام، على خلفية انتقادهم لتردي الأوضاع المعيشية في مناطق سيطرتها.

وعقدت المحكمة الجزائية المتخصصة والخاضعة لسيطرة الحوثي في صنعاء، الأربعاء، أولى جلسات محاكمة الناشطين على اليوتيوب أحمد حجر، ومصطفى المومري، وأحمد علاو، وحمود المصباحي، بتهمة "تحريض الناس على الفوضى والخروج إلى الشوارع واقتحام الوزارات بما يؤدي لخدمة العدوان"، في إشارة للتحالف العربي.

صور المحاكمة لاقت تفاعلاً كبيراً من قبل اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط انقسام حاد في نظرتهم إلى المحاكمة، بين مندد لها بشدة لكونها دليلاً على مدى القمع الذي وصلت له جماعة الحوثي، وبين مشكك بها نظراً لمواقف الناشطين الموالية للجماعة، وأنها مجرد مسرحية فقط لإرهاب المجتمع ومنع أي تحرك شعبي ضد الجماعة.

وبعيداً عن صحة وجهتي النظر، إلا أنها –بحسب المراقبين– تتفق على أن المحاكمة الحوثية للناشطين تعكس مدى الرعب في صفوف جماعة الحوثي من أي تحرك شعبي ضدها في مناطق سيطرتها خلال الفترة القادمة.

ويشير المراقبون إلى أن مخاوف الجماعة تعود إلى سقوط أهم ذريعة كانت تستخدمها لتبرير نهبها للإيرادات ولأموال اليمنيين وهي "الحرب" أو ما تسميه بـ "مواجهة العدوان"، وهو الأمر الذي توقف منذ إعلان الهدنة الأممية المستمرة منذ أكثر من 9 أشهر.

لافتين إلى أن سقوط ذريعة الحرب، رفع أصوات المواطنين في مناطق سيطرة جماعة الحوثي للحديث عن مصير الإيرادات المنهوبة في ظل استمرار رفض سلطات الحوثي دفع الرواتب أو تقديم أي خدمات بمناطق سيطرتها.

ويرى المراقبون بأن عوامل الانفجار الشعبي بمناطق سيطرة الحوثي متوافرة وتزداد مع استمرار توقف، إلا أن الجماعة تراهن على الضغوط الدولية في إجبار الشرعية والتحالف على الموافقة على شروطها لتمديد الهدنة وبخاصة بند المرتبات وتسليمها لها من عائدات النفط والغاز.

حيث تخطط الجماعة إلى تحويل المرتبات إلى ورقة جديدة لإخضاع المواطنين في مناطق سيطرتها بصرفها للموالين لها، كما أن ذلك يسمح لها أيضاً بالاستمرار في نهب الإيرادات بمناطق سيطرتها.

ويؤكد المراقبون أن مشهد الفوضى الذي لا يزال يحكم الوضع السياسي والاقتصادي بالمناطق المحررة جراء حالة الصراع داخل القوى المؤلفة لمجلس القيادة الرئاسي، يظل أهم أوارق جماعة الحوثي لإرهاب المجتمع في مناطق سيطرتها من أي تحرك شعبي ضدها.

وهو ما يشير إليه نشاط لبعض القيادات الحوثية على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، وتركيزهم على الخلافات داخل مكونات المجلس الرئاسي، حول أكثر من ملف وبخاصة الوضع المتوتر الذي تعيشيه حالياً مناطق وادي حضرموت، على خلفية مطالبات الشعبية بإخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى.

توتر يعتبره المراقبون دليلاً على فشل مجلس القيادة الرئاسي في حل الملفات الهامة وتطبيع الأوضاع بالمحافظات المحررة، كهدف هام سيعمل على نسف أهم العوامل التي تستند عليها جماعة الحوثي لإبقاء قبضتها على محافظات الشمال.