لون "إيران" يكسو صنعاء.. عبث نخب الشمال يطيل قبضة الحوثي عليه

تقارير - Friday 07 October 2022 الساعة 08:56 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

"اللون الأخضر المبالغ فيه يبعث فينا خيالات النجف الأشرف"، مقارنة لافتة يقدمها أحد الناشطين الشباب المقيمين في صنعاء بمنشور له على حائطه في موقع التواصل الاجتماعي، كتعبير مكثف عن وضع المدينة وأغلب مناطق سيطرة ذراع إيران حالياً.

تشير هذه المقارنة إلى عشرات الصور التي تداولها ناشطون موالون لجماعة الحوثي على مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين لصنعاء وهي تشع باللون الأخضر ليلاً، للتباهي بها والادعاء بأنها دليل على حجم الاحتفال الشعبي بذكرى المولد النبوي.

ادعاء يجافي حقيقة أن الصورة دليل على حجم الاحتفال السياسي الذي تمارسه مليشيا الحوثي باسم المولد النبوي بمظاهر تفرضها بقوة السلاح وتسخر من أجلها كل موارد الدولة بل وتنهب الأموال من اليمنيين لصبغ صنعاء ومناطق سيطرتها باللون الأخضر.

مظاهر جعلت من صنعاء –كما يقول الشاب- وهي مصبوغة باللون الأخضر اشبه بمدينة "النجف الأشرف" في العراق وهي إحدى المدن المقدسة في المذهب الشيعي الأثنى عشري الحاكم في إيران، في استنكار شعبي يؤكد بأن ما تفرضه جماعة الحوثي من مظاهر احتفال إيرانية لا علاقة لها باحتفال المجتمع اليمني بهذه المناسبة منذ قرون.

استنكار شعبي وإن بدا خجولاً على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب مستوى العنف من قبل مليشيات الحوثي ضد أي صوت معارض أو منتقد في مناطق سيطرتها، الا أنه ينسف كل محاولاتها في تدجين مجتمع الشمال واخضاعه بشكل كامل لمشروعها بالحكم والتسلط.

لكنه في المقابل يمثل إدانة لنخب وقوى الشمال المعارضة لمليشيات الحوثي في فشلها المستمر في إيجاد جبهة عريضة تعمل على إيجاد مشروع حقيقي لتحرير الشمال من قبضة ذراع إيران واستثمار كل أشكال الرفض الشعبي هناك.

تغيب هذه النخب والقوى اليوم أمام صور "خضرنة" صنعاء والشمال على يد ذراع إيران حتى على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، في حين يظهر البعض منها بشكل خجول كإسقاط واجب، على عكس الحضور المنفعل والصارخ الذي سجلته قبل نحو شهرين في حادثة إهانة العلم المزعومة في شبوة.

تناقض يوصف فداحة ما ترتكبه هذه النخب والقوى بحق الشمال بتركه رهينة بيد الحوثي عاماً بعد عام، لتخوض معركتها الوهمية ضد الجنوب باسم "الوحدة" بدلاً من أن تتخذ منه عوناً ومنطلقاً لتنجز معركتها الحقيقية ضد ذراع إيران في اليمن، كما فعلت قوى ونخب الجنوب عام 2015م وتمكنت من إنجاز ذلك بوقت قياسي.

إنجاز جعل من الجنوب اليوم رقماً صبعاً بالمعادلة السياسية والعسكرية بكيان يمثل قضيته وأهدافه وهو المجلس الانتقالي الجنوبي، في حين أوصلت المعارك العبثية لقوى الشمال ونخبه إلى ترسيخ الحوثي كممثل له وبقوة وحيدة بلا منازع.