الجنوب ونخب الشمال.. ضجيج "وحدوي" يحصن "انفصال" الحوثي

تقارير - Sunday 04 September 2022 الساعة 03:49 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

بابتسامة عريضة ظهر كل من العميد مختار النوبي إلى جوار العميد سند الرهوة، الأربعاء الماضي، بصورة معبرة اكتسحت مواقع التواصل الاجتماعي لما تجسده من حجم التغيير الكبير للمشهد في الجنوب منذ أحداث شبوة قبل نحو شهر. 

دلالة الصورة والتي التقطت في أبين تكمن في أن كلا من النوبي والرهوة مثلا رأس الحربة للقوات التي خاضت المواجهات في مثل هذه الأيام قبل 3 سنوات؛ فهما يتقاسمان منصب قائد محور أبين (انتقالي - شرعية). 

والتقطت الصورة داخل أحد معسكرات الشرعية في منطقة جحين ضمن عملية سهام الشرق التي تنفذها القوات الجنوبية في محافظة أبين لتطهيرها من العناصر الإرهابية؛ بدعم ومشاركة من القوات المتواجدة بالمحافظة والتي كانت موالية في السابق لجماعة الإخوان والجنرال الأحمر. 

التغيير في موقف هذه القوات جاء صادماً لما كانت تنتظره الجماعة والجنرال بان تخوض بها جولة من الصراع تعوض من خلالها هزيمة التمرد الذي قادته تشكيلاتها في عتق شبوة الشهر الماضي. 

تغييرات المشهد في أبين عسكرياً تزامنت مع خطوات وتحركات لافتة من قبل المجلس الانتقالي للحوار مع قيادات ومكونات جنوبية ودعوتها للعودة إلى عدن وتأكيده على الانفتاح مع كل الرؤى والمشاريع الجنوبية تحت سقف وهدف استعادة الدولة الجنوبية. 

خطوات ومساعي التوحد جنوباً قوبلت بخطاب وهجوم عنيف من قبل جماعة الإخوان اعتبرته مؤامرة من قبل التحالف لتقسيم اليمن؛ ولاقى هذا الخطاب تأييداً ومشاركة من قبل جماعة الحوثي عبر ناشطيها وإعلامها. 

اللافت كان اشتراك قطاع واسع من قيادات ونخب من الشمال (خارج إطار الجماعتين) ضمن هذه الموجة وتحت لافتات الحفاظ على الوحدة؛ مع بروز دعوات للتحالف بين الحوثي والإخوان لمواجهة ما تراه بأنه "خطر الانفصال" جنوباً. 

تصاعد حدة هذا الضجيج "الوحدوي"؛ مثل فرصة مناسبة لناشطين من الشمال والجنوب للتذكير بحقيقة وواقع "الانفصال" الذي تقوده جماعة الحوثي منذ طردها من المناطق المحررة في السنوات الماضية؛ بات فيه ما تبقى من مساحة اليمن تحت سيطرتها دولة خاصة بها. 

انفصال بدأت ملامحه مع منع جماعة الحوثي للعملة الجديدة الصادرة عن بنك عدن ما خلق عملتين بسعر صرف مختلف؛ تبع ذلك تغييرها لمناهج التعليم عن المنهج الرسمي؛ مع عدم الاعتراف بكل ما يصدر من وثائق ومعاملات من المناطق المحررة. 

ووصل الأمر إلى إنشاء جماعة الحوثي لنقاط جمارك على الطرق الرابطة مع المناطق المحررة وفرض رسوم جمركية على البضائع القادمة منها؛ كحال البضائع القادمة من دولة أخرى. 

ويبقى أخطر ملامح الانفصال الذي يقوده الحوثي هو سياسته المكثفة في غرس أفكاره المستوردة من إيران بمناطق سيطرته عبر التعليم والمراكز الصيفية والإعلام وإجبار أكبر قدر من المواطنين على حضور ما تسمى بالدورات الثقافية؛ وهو ما يهدد بخلق مجتمع طائفي منفصل ليس عن محيطه اليمني بل والعربي.