على قدم وساق.. ألغام ذراع إيران تحصد أطراف اليمنيين وأرواحهم

تقارير - Saturday 19 March 2022 الساعة 07:58 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

من محافظة تعز مرورًا بحجة فالحديدة وشبوة والجوف ومارب والضالع والبيضاء ولحج وأبين حتى صنعاء، استطاع الحوثي زراعة آلاف الألغام التي جعل منها سلاحًا أساسيًا من أجل إزهاق أكبر عدد من أرواح المدنيين.

فقد حولت هذه الجماعة طيلة سبعة أعوام من الحرب، معظم مناطق اليمن وخاصة المحافظات الشمالية إلى بؤرة من الألغام، لم تترك منطقة إلا ولغمتها، وديان، مزارع، طرقات، حتى الصحراء.

وقد أظهرت الصور التي تم تداولها طيلة أعوام الحرب، في وسائل الإعلام وتقارير المنظمات الدولية والمحلية؛ فداحة ما ارتكبته ذراع إيران بحق الشعب اليمني، بكل فئاته ومختلف أطيافه. 

أطراف كانت هنا

إلهام شوعي. طفلة ذهبت للبحث عن وجبة طعام لأسرتها في أواخر العام 2019، أخطأت الطريق لا أكثر، لم تكن تدرك أنها تسير في حقل من الألغام وأنها ستعود بلا ساقين.

إلهام من محافظة حجة مديرية عبس واحدة من بين آلاف الضحايا من الأطفال، الذين لم يذهبوا في طريق خاطئ؛ إنما تجار الحروب من جعلوا من هذه الأرض، ممرات إلى الموت والبتر وقتل الطفولة في المهد.

تشير التقارير إلى أن زراعة الألغام بكميات كبيرة أفقد آلاف اليمنيين أرواحهم فيما البعض تعرضوا لإعاقة دائمة جراء فقدانهم أجزاء من أجسادهم وهو ما يشكل عبئا مستقبليا على الأسرة والفرد نفسه، كما أنها تخلق أجواء نفسية خطيرة.

في الحديدة التي لا تبعد كثيرًا عن حجة سقط مؤخرًا 6 مدنيين من أسرة واحدة، آخر الحوادث المخيفة جراء زراعة الألغام من قبل المليشيا، وتحديدًا يوم الأربعاء 16 مارس الجاري.

الحادثة وقعت في جولة الغراسي داخل المدينة، نتج عنها أضرار بالغة بالمركبات التي كانت تقف في نفس الموقع.

هذه الحادثة دليل آخر ثابت، يدين المليشيا في الساحل الغربي بعد أن تم تحويله لحقول ألغام، فقد تم زراعة الأماكن السكنية والطرقات والمزارع، ما أوقع أكبر عدد من الضحايا معظمهم نساء وأطفال.

آخر الإحصائيات

آخر الإحصائيات التي أعلن عنها من قبل مشروع (مسام) تم انتزاع ما يقارب 325.227 لغمًا وذخيرة غير متفجرة في اليمن حتى مارس/ الجاري 2022، منذ بدء المشروع بالعمل قبل سنوات وتحديدًا في منتصف يونيو/ 2018.

إحصائية كارثية تشير إلى أن المتبقي مجرد قنبلة موقوتة ستخلف آلاف الضحايا، خاصة وأن معظم الحقول، تم زراعتها بصورة عشوائية.

في أسبوع واحد أعلن المشروع نفسه أنه تم نزع 1352 لغما وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، بإجمالي 2438 منذ بداية شهر مارس الجاري في عدة محافظات.

وقدم مشروع مسام منذ أن بدأ عمله في اليمن ما يقارب ال30 قتيلا، منهم 5 خبراء أجانب بالإضافة إلى أكثر من 32 جريحا، وفق البيانات الصادرة عن المرصد الإعلامي للألغام.

تعز نموذج آخر

في محافظة تعز المرتبطة بالحديدة، وهي ضمن مناطق الساحل الغربي، تم توثيق مئات الحالات خلال الحرب التي تواصل حصد آلاف المدنيين.

تقول آخر الإحصائيات إن أكثر من 3263 مدنياً ضحايا ألغام الحوثي في 5 سنوات، وأن عدد القتلى المدنيين الذين تم توثيقهم 942 منهم  223 من الأطفال و217 من النساء و502 من الرجال؛ هذه الإحصائية حتى مارس الماضي من عام 2021.

وبحسب المرصد الإعلامي للألغام فقد تم توثيق عدد المصابين في المحافظة نفسها ب2321 منهم 406 من الأطفال و365 من النساء كذلك 1550 من الرجال.

قصص مأساوية

لقد خلفت الألغام قصصا مأساوية في اليمن لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية، تشير التقارير إلى أن ذراع إيران لا تزال تمارس هويتها الأكثر خطورة في المواجهات على الأرض بحيث أن ما تم انتزاعه حتى مارس 2022 نسبة لا تتجاوز 25% بحسب التقديرات الأولية، فهناك ما يقارب 1.5 مليون لغم وترجح بعض الإحصائيات أن العدد يقترب من مليوني لغم وعبوة وقذيفة لم تنفجر بعد، الأمر الذي سيجعل اكتشاف الحقول وخطوط الألغام مستقبلا وانتزاعها صعبا ويحتاج إلى جهود واسعة وإمكانيات عالية وهذا لن يتم في ظل استمرار سيطرة مليشيا الحوثي.