خطابات طارق صالح وحوار محمد بن سلمان.. "القادسية الثالثة" معركة قومية سلماً أو حرباً

تقارير - Friday 18 March 2022 الساعة 09:14 am
نيوزيمن، كتب/ عبدالسلام القيسي:

الخطاب المتزن لطارق صالح منذ تشكيل المكتب السياسي والدخول في معترك السياسة والتماهي مع السلام العادل إلى جانب حديث ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مقابلته الأخيرة، عن المعركة العربية ودعوته لجماعة الحوثي العودة إلى الحضن العربي وكذلك الصلح الخليجي بين السعودية وقطر والتصالح المصري التركي والسعودي التركي -كما تقول المعطيات- كل هذه تشير إلى دائرة واحدة موحدة وأن المعركة تختلف كلية عن المنظور البسيط وأن القضية اليمنية جزء أصيل من العرب وأن الفارق بيننا وبينهم هو الانتماء للعرب أم لإيران. 

الفكر السياسي للعميد طارق: العروبة منهجي والديمقراطية 

بعد تشكيل المكتب السياسي برأي ورؤية العميد طارق صالح تشكلت رؤية جامعة تمت للكل بصلة، لليمن الجمهوري، لمرحلة معركة خلاص مع الجميع في بساط اليمن أو مرحلة سلام من هوى السلام العادل واليماني. 

خطاب صريح من العميد طارق لأكثر من مرة، أول شرط لقبول السلام هو تخلي الحوثي كلية عن خرافة الولاية وما الكوارث هذه إلا لخرافته بحكم الولاية. 

التخلي عن فكرة الولاية إلى ناموس يحقق المستقبل العادل والذي سيكون بنزع سلاح الحوثي والعودة مع الجميع إلى صناديق الاقتراع وللشعب حق اختيار حكامه، وحق ممثليه. 

التخلي عن فكرة الولاية هي مجمل البدء بالسلام، والتخلي هذا يعني أن تتخلى عن إيران والعودة إلى الحضن العروبي.

الخط الفاصل في المعركة برأي محمد بن سلمان: كن عربياً 

مقابلة قبل عام مع ولي العهد السعودي وقوله على الحوثيين العودة إلى الحضن العربي يؤكد رؤية القائد طارق، فنحن نقاتلهم بسبب الحضن الفارسي وإيران فقبل تواجد إيران كانت البلاد عروبية ولم تكن هذه الحرب الكارثية وكانت دعوة الإسلام تقاتل المرتدين للعودة إلى قلوبهم السليمة من دين الله.

يقاتلنا الحوثي بالشعب، بمن يمثلون عروبية البلد، يغرر بهم ويجبرهم ويرهبهم وعودتهم إلى الحضن العروبي مهما انتمى هذا الحوثي للفرس يعني انتصارنا المنهجي طويل المدى وستتوالى الانتصارات بعد تلك العودة بتأصيل الفكرة العربية. 

الهاشمية سلوك، كذلك خرافة الولاية سلوك، فالحميري المقاتل مع الحوثي من جنس الهاشمية فلم تعد هذه الصفة جنسا ودما، بل أصبحت فكرة من شذ بها شذ عن حقيقة أمته العربية الكبيرة. 

تاريخ علي عبدالله صالح العروبي وفكره السياسي

كان علي عبدالله صالح يقاتل بجانب صدام ضد طمع الفرس من دولة إيران بعراق العرب ثم عندما قام صدام باقتحام الكويت لم يقاتل معه ولم يدعمه وقال قوله الصريح نحن ضد غزو الكويت وسوف نجبر صدام سلما أو حربا للخروج من الكويت فكلنا عرب وهذه حربنا، ولكن حين حدثت حرب الخليج وقف بصوته شامخا: نحن ضد الآلة العسكرية الأجنبية في العراق. 

أي أن ما يترجمه طارق في معركته الوطنية هو الانتماء لهذا المجال العربي الكبير وقضاياه الخالدة والدفاع عنها والارتباط الوثيق من مصر إلى الخليج إلى اليمن بساحة معركة واحدة تقف ضد الأطماع الأجنبية بالمنطقة.

تخاصم علي عبدالله صالح لسنوات مع السعودية ولكنه في ذات الوقت لم يسمح باستثمار خصومته مع المملكة من قطر ومن ليبيا ومن إيران ضد جاره السعودي ورفض العروض، رفض المال والنوال والبقاء والخلود، فالمجال العربي أعلى من شهوة المال والسطوة ولا يمكن مقامرة أمن الجزيرة العربية لأنه يختلف بملفات كثيرة مع الأشقاء هناك.

أرادت إيران من صالح العمل وفق منهجيتها وأن يكون بمثابة المرشد للبلاد بحكم زيديته وأن يكون الرئيس الذي سوف يعطى الدعم اللازم وستكون الحوثية بقوتها الصلبة تحت تصرفه إلى جانب الجيش والشعب وجانب القوة التي يتمتع بها وبهما كدولة وكحوثي يقود المعركة ضد السعودية باسم ومعنى الجمهورية اليمنية وحوله كامل الشعب وسوف تساعده مكينة الجزيرة الإعلامية وسوف تسنده إيران ولن يتخلى عن السلطة لكنه رفض ذلك وبشدة.

كان صالح لو أنه ينسلخ عن عروبته أن يشحذ، باسم اليمن وبمظلوميات عمقتها أطراف شتى، ضد المملكة كل الفئات الشعبية ولا أسهل بوجوده أن يصف خلفه كل النخب لحرب السعودية بعنصريها الشيعي الذي يمثله الحوثي الناشئ والسني كإخوان وعامة الشعب الذين وبلا مواربة وجدت فيهم ومنهم وبالمقابل من السعودية ملفات خلافات اجتماعية كبيرة، ولكنه الجندي الذي تربى بربى الانعتاق التحرري العربي بلون مصر وعقود التحرير يعلم كل هذه المؤامرة، وهل يمكن للذي قاتل إلى جانب الجندي المصري، للتخلص من كهنوت الإمامة في اليمن، أن يقف بموقف ضد العرب وضد مصر التي مصيرها من مصير هذه المنطقة العربية وكل الخليج.

صالح الذي قاتل في العراق ووقف مع حزب الله ضد الكيان الصهيوني وحافظ على سلامة وأمن المملكة من المؤامرات لن يبيع قيمه بخيط العمامة السوداء، فهو أول العرب وأكثر العرب انتماءً لقضية العروبة.

السعودية تدرك هذا المنحى، اختلفت مع صالح، لكن خلاف الرجال فهو جمهوري أصيل وعروبي معتق ولا يمكن له أن يخون عروبته، لذا وقفت إلى جانب العميد طارق الذي هو روح الزعيم بعد سنوات العداوة أكثر من ثقتها بسواه وبالذين وقفوا من أول طلقة والثقة أن هناك حدا لفكرة صالح سواء بحياته أو بعد موته عبر طارق ومؤيديه تتمثل بالعروبة وتكفي لأن يكون طارق حليفاً خرافياً.

القياس بين تاريخ صالح الحافل، بالعرب، وبين رؤية طارق الحافلة بالتمسك العربي وبين حديث محمد بن سلمان وطلبه من الحوثي، وهو يقصد عامة الناس، العودة إلى حضن العروبة بيان مفصل لنوعيات المعارك التي حدثت وستحدث. 

إذاً هناك خيط رفيع وخط أحمر يدعى بالعمق العربي ولا يمكن التفريط به والمعركة هي عرب وفرس، عرب وإيران، وسواهما.

وقد أصبح طارق صالح بمثابة قائد عروبي ينزع لمعركة هذه القومية الماجدة بقدر معركته اليمانية، ومن باب الصمود في وجه أطماع الطماع أصبح بطلا.

هل يدرك الحوثي واجباته؟

التخلي عن خرافة الولاية والعودة للحضن العربي، مطلبان بسيطان، يمثلان إنهاء للكارثة اليمنية، من موقف عربي موحد، تحدث به محمد بن سلمان باسم التحالف والأشقاء العرب وطارق صالح باسم الجمهورية وأحرار اليمن خاصة والمعارك تقترب من مأرب.