شبوة.. نحو تشكيل مرجعية تنقذ المحافظة من مستنقع الحوثي والإخوان

تقارير - Sunday 07 November 2021 الساعة 07:19 am
شبوة، نيوزيمن، خاص:

يواصل المحافظ الإخواني محمد بن عديو المقامرة بمصير محافظة شبوة وأبنائها من خلال التفرد بقرارها وإقصاء كل مكونات المحافظة ومجتمعها المحلي والرموز القبلية والقادة العسكريين.

ومع وصول مليشيات الحوثي إلى مديريات شبوى واقترابها من السيطرة على بقية المديريات تبحث شبوة عن خيارات لتجاوز الوضع الحالي الذي يهدد الجميع بمصير تواجهه حاليا قبائل البيضاء والجوف ومأرب في المديريات التي اجتاحتها المليشيات.

يتطلب التهديد الذي تواجهه شبوة التحرك أولا لتشكيل مرجعية جامعة تمثل المحافظة لتحل بديلا عن سلطة الإخوان التي استحوذت بالباطل على قرار وثروة شبوة لخدمة مشروع حزبي خاص يتجاهل كل من ينتمي للمحافظة.

لا يشكل بن عديو مرجعية جامعة لشبوة بل هو مسؤول يمثل حزبا ذا حضور متواضع في محافظة لديها مرجعيات قبلية تاريخية تعد الناظم الرئيس لحياة الناس وترتيب قضاياهم بعيدا عن سلطة بن عديو وغطرسته الجوفاء التي تهاوت مع أول استحقاق يخص شبوة بمديريات بيحان الثلاث فيها.

ربما يكون بن عديو ابن إحدى قبائل شبوة العريقة، وهذا يمنحه حق أن يكون أحد ممثلي شبوة القبليين والمرجعيات التي يتوجب أن تكون صاحب القرار وليس صاحب القرار الأوحد، فلم يحصل أن تفرد ممثل حزب أو قبيلة أو فصيل عسكري بقرار الآخرين، خصوصا في ظروف استثنائية وقاهرة.

كما أنه معلوم عدم وجود شرعية قادرة على مواجهة المخاطر الماثلة والتمسح برأس كيان ميت سريريا يعد مشاركة في جريمة خيانة الناس والتفريط بأملاكهم وأمنهم وعقيدتهم وحريتهم في الحياة بدون قيود عبد الملك الحوثي دعي الاصطفاء والتفرد بتمثيل السماء.

وإذا كانت تعز شكلت ما يسمى مؤتمر تعز الجامع كإطار عام يمثل المحافظة متجاوزا المحافظ المعين من قبل الشرعية، رغم أن الإخوان المسلمين هم من يحكم تعز إلا انهم فرضوا هذا الإطار كتمثيل سياسي اجتماعي عسكري لإزاحة السلطة المحلية أو الشرعية المهترئة.. فإن شبوة كذلك بحاجة إلى تشكيل قيادة مرجعية لها تتبنى خطابا، وتحرك جامع لا يستثني مكونا أو طرفا أو قبيلة ولا يستقوى بحزب أو مليشيا واختيار هيئة قيادية تضم رموزا قبلية وسياسية وقادة عسكريين يرجع إليها تقرير مصير المحافظة والتخاطب مع التحالف العربي لاستدراك الوضع وتجنب الانزلاق إلى متاهة السقوط في أيدي مليشيات إيران الحوثية.

في تعز كان المحافظ كذلك معينا بقرار رئاسي وممثلا عن الشرعية، غير أن الإخوان يقررون ما يريدون ويشنون حروبا كما حصل في الحجرية والمدينة القديمة رغم قراراته الرافضة لهذه الحروب التي أطلق عليها الإخوان حملات عسكرية أمنية.

هذا الوضع يرجعه قادة الإخوان إلى أن مصلحة تعز تقتضي تجاوز الشرعية وقراراتها، رغم أن نتائج ما أقدمت عليه مليشيات الإخوان في تعز كانت كارثية وضد تعز وتعايش فصائلها ومكوناتها.

وكذلك مصلحة شبوة تقتضي اجتماع كبارها ورموزها وترك الشرعية تغط في نومها العميق، وذلك في لقاء جامع أو مؤتمر جامع لأبناء شبوة يحدد الخيارات بوضوح ودون تردد، لأن الوضع عسكريا يفرض إزاحة الخيارات الرمادية وتقرير تحرك يزيح كل ما يشكل خطرا على المحافظة وأبنائها وعلى رأس هذه الأخطار مليشيات الإخوان والحوثي.

ربما تكون عودة الشيخ القبلي عوض الوزير إلى شبوة مؤشرا إيجابيا على استشعار المرجعيات القبلية التاريخية أهمية التحرك ولم الشمل لإنقاذ المحافظة من المصير المظلم الذي ينتظرها حال استمر الإخوان وبن عديو في قيادة زمام السلطة واحتكار قرار المحافظة والتحكم بثروتها.

الأيام القادمة كفيلة برسم مشهد يتمنى الجميع أن يكون إيجابيا ووفق ما يتوق له أبناء شبوة الذين يبحثون عن منقذ لهم من مأزق السقوط في مستنقع الحوثيين والذي يعمل بن عديو والإخوان على إغراقهم فيه.