مأرب وشبوة.. عجزٌ في المال أم في الرجال عن صد زحوفات ذراع إيران؟
تقارير - Thursday 04 November 2021 الساعة 01:50 pmما حدث في محافظة مأرب في الشهور الأخيرة من سقوط مديريات بيد ذراع إيران أربك آمال المواطن اليمني في إمكانية التخلص من هذه الجماعة الإرهابية على الأقل في وقت قريب.
فقد أظهرت قيادتا السلطة المحلية والجيش عدم قدرتهما على إدارة المعركة العسكرية والسياسية وتجنيب مركز المدينة اقتحام مسلحي الحوثي والعبث فيها كما جرى لمحافظات ومدن أخرى.
هذا السقوط انعكس على محافظة البيضاء التي حاولت جاهدة أكثر من مرة، كسر شوكة المليشيا غير أن ظروفاً استراتيجية وحسابات حزبية كانت كفيلة بذهابها تجاه الحوثي.
التضحيات الجسيمة لم تكن كافية لردع الحوثي ومن خلفه النظام الإيراني وتواطؤ أممي ودولي، فقد شكلت عقلية القيادات التي تنتمي للتجمع اليمني للإصلاح، فرع الإخوان في اليمن، عقبة في فهم طبيعة ما يجري في تلك الجغرافيا.
شبوة نموذج أسوأ
اعتقد البعض أن محافظة شبوة سوف تشكل جبهة متقدمة وستعمل على تغيير السيناريوهات المحتملة في حال تعرضت مأرب للسقوط، غير أن المفاجأة كانت أسوأ.
دخلت شبوة بقيادة ابن عديو في صراع جانبي مع قوى محلية ومارست القمع والاعتقالات ونهب الإيرادات والتصرف كأنها قطاع مستقل أو كما لو أنها فرع من فروع مليشيا الحوثي.
بالإضافة إلى ذلك خاضت صراعاً سياسياً مع التحالف العربي بإيعاز من دول إقليمية تلعب بشكل لافت في الملف اليمني لصالح محور إيران.
ظهر المحافظ المعين من قبل الشرعية في حالة تأهب لمواجهة زحف المليشيا، لكنه وقبل أن يتم استكمال الترويج لتلك الصور والمشاهد التي حمّل الرئيس السابق الراحل علي عبدالله صالح فيها مسؤولية ما يجري، كان الحوثي قد ابتلع بيحان بما فيها من 3 مديريات وزحف نحو عسيلان في طريقه إلى عتق.
اليوم انسحبت القوات السعودية والإماراتية بعد تحريض مستمر، لتخرج قناة الجزيرة بالإعلان عن بيان منسوب إلى قوى حزبية في مأرب تحمّل التحالف العربي الهزائم التي تتلقاها القوى العسكرية هناك.
بحسابات العقل لم يعد مفهوما ماذا تريد هذه القيادات بعد أن سلمت المعسكرات والمواقع من حدود صنعاء حتى شبوة وحرضت على التحالف في ظل تربص واضح بالجنوب.
يبدو أن عجز العقل في إدارة المعارك السياسية منها والعسكرية على حد سواء وعدم قدرة هذه القيادات على التعاطي مع الآخر منذ العام 2015 أدى إلى كل هذا العجز رغم التضحيات التي قدمت من قبل المقاومة هناك ورجال القبائل.