محافظ انقلابي.. ابن عديو لا يملك مشروعية إدارة شبوة

تقارير - Friday 29 October 2021 الساعة 10:06 am
شبوة، نيوزيمن، خاص:

بعد ساعات فقط من دعوة محافظ شبوة الإخواني ابن عديو كافة أبناء شبوة إلى نبذ الخلافات ورص الصفوف وحشد كل الطاقات والإمكانيات من أجل مواجهة مليشيا الحوثي الانقلابية، يوجه مليشياته بالهجوم على قوات النخبة التي ينتمي أفرادها إلى مناطق المحافظة.

الهجوم الإخواني على معسكر العلم واستهداف قوات النخبة الشبوانية جاء عقب حديث ابن عديو عن انتهاء ترتيب الدفاعات "حسب قوله"، وأصبح زمام المبادرة في الهجوم على مواقع المليشيات بيد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية لكن الهجوم اتجه صوب خصوم الحوثيين من قوات النخبة وليس ضد الحوثيين.

المحافظ الذي تحدث عن رفض المجتمع الشبواني تواجد هذه المليشيات في أرضه وقدرة الجميع في شبوة على حماية استقرار وتحرير بيحان من هذه المليشيات، كان قبل أيام قد وجه مليشياته الإخوانية بمهاجمة تجمعات قبلية شبوانية احتشدت للدعوة إلى تحرك عاجل لمواجهة المليشيات الحوثية.

يتعامل محافظ شبوة ومعه عدد من قادة مليشياته وكأنه حاكم مطلق الصلاحيات وليس هناك حق لأبناء شبوة من قادة عسكريين ورموز قبليين وأفراد مجتمع محلي في تمثيل مناطقهم والإعداد لحمايتها من تمدد مليشيات الحوثي التي تحشد قواتها لابتلاع كل المحافظة.

ابن عديو الذي ينصب نفسه حاكما بقوة بطشه ومليشياته يبرر حربه ضد المجتمع المحلي باحتكار الشرعية كجلباب فضفاض يرتديه الإخوان المسلمون لتنفيذ خياناتهم ومخططاتهم التآمرية ضد كل القوى المجتمعية والسياسية الأخرى.

يخاطب القبائل التي حشدت لحماية مناطقها بأنه ومليشياته التي يسميها جيشا وطنيا، سيدافعون عن كل شبوة ولهم حق احتكار السلاح والحرب والدفاع عن المحافظة دون غيرهم، بينما سقطت 3 مديريات مهمة خلال وقت قصير.. فقط مسافة سير أطقم الحوثيين إلى هذه المديريات.

يتشدق الإخوان كحكام في شبوة ومأرب وتعز بأنهم يمثلون الشرعية ومجرد الاقتراب منهم من قبل طرف ما ضمن إطار التحالف والشرعية يعد انقلابا، بينما أن تسيطر مليشيات الحوثي على مساحات ومناطق شاسعة فهذا يعد في شرعيتهم إضافة للانقلاب وليس جديدا عندهم.

وحين الحديث عن الشرعية ومشروعيتها فإن الشرعية ذاتها لا يمثلها الرئيس هادي وحزب الإصلاح. بل شرعية توافق الأحزاب جميعها وفق المبادرة الخليجية وهادي وحزب الإصلاح هم من انقلب على الشرعية وسيطروا على قرار السلطة بشكل يخالف إجماع الأحزاب التي تمثل المرجعية الانتقالية للحكومة منذ تشكيل حكومة محمد سالم باسندوة.

هل منحت الأحزاب جميعها التي وقعت المبادرة الخليجية المحافظ ابن عديو المشروعية ليتحكم بسلطة شبوة وكذلك العرادة وقبله نبيل شمسان محافظ تعز كممثلين للسلطة الحقيقية ذات الشرعية المتفق عليها.

تمثل المبادرة الخليجية المرجعية الأولى من المرجعيات الثلاث التي يشهرها الرئيس هادي وحزب الإصلاح في كل مناسبة أو حديث عن مبادرة دولية لإصلاح مؤسسة الرئاسة إلى جانب قرار مجلس الأمن 2216 ومخرجات الحوار الوطني.

منح هادي بعض قيادات المؤتمر المحسوبين عليه بعض المناصب والامتيازات مكتفيا بذلك، معتبرا هؤلاء هم ممثلو حزب المؤتمر صاحب نصف السلطة في الحكومة بموجب المرجعية الأولى.. المبادرة الخليجية.. واستحوذ الإصلاح على الشرعية وقرارها ووزع المناصب على قيادات الحزب بشكل يخالف المرجعيات الثلاث.

في هذه الحالة يصبح محافظ شبوة ممثلا لطرف انقلاب وليس ممثلا للشرعية كون حزبه هو الذي انقلب على شركائه سواء بقية أحزاب المشترك الذين تم تمثيلهم مع الإصلاح كطرف بموجب المبادرة الخليجية أو على الطرف الآخر الشريك في نصف الحكومة الذي هو حزب المؤتمر الشعبي العام.

وما يفعله ابن عديو بحق  شبوة وأبنائها يتساوى مع ما تفعله مليشيات الانقلاب الحوثية هذا من جانب عدم مشروعية تمثيله للشرعية في شبوة.. في المقابل يملك المجلس الانتقالي بموجب اتفاق الرياض حق الشراكة في السلطة والقرار وينص الاتفاق الذي وقعت عليه الشرعية على تعيين محافظين لمحافظات الجنوب بالتشاور بين الانتقالي والشرعية.

محافظ شبوة الحالي ليست لديه مشروعية البقاء كمحافظ، سواء حسب المرجعيات الناظمة لقرار تعيينه أو حسب اتفاق الرياض، إضافة إلى خيانته وتفريطه بثلاث مديريات من خلال تسليمها للحوثيين دون قتال وكذلك التعدي على أبناء شبوة وقبائلها، مستخدما مليشيات حزبه التي شكلت وفق أسس حزبية إخوانية متطرفة.

يتساوى إذن هنا الوضع القانوني للمحافظ ابن عديو وحزبه ومليشيات الحوثي كانقلابيين.. الأول انقلب على الدولة والثاني انقلب على الشرعية وأي تحرير لمحافظة شبوة يجب أن يبدأ بطرفي الانقلاب الإخوان والحوثيين، وابن عديو لم يعد قانونا سوى مشرف إخواني فرضته جماعة الإخوان على شبوة.