بين الجبزي والمخلافي أين مجلس القيادة.. الحجرية مفتاح تحرير تعز من إرهاب الإخوان

تقارير - Thursday 01 September 2022 الساعة 08:09 am
تعز، نيوزيمن، خاص:

بعد نحو عامين من ذبح نجله الدكتور أصيل، عاد القائد عبد الحكيم الجبزي إلى قريته ليواري جثمان نجله المذبوح والمسحول بسواطير إرهاب مليشيات الإخوان المسلمين في تعز، بيد أن صوت الإرهاب الإخواني ما زال يتحكم بالحجرية كلها وليس فقط قرية الجبزي.

كشف موكب تشييع الدكتور أصيل الجبزي، قبل أيام، كيف أن موقف الإخوان ما زال ثابتاً من قيادات اللواء 35 مدرع الذين شكلوا النواة الأولى لمواجهة الانقلاب الحوثي على مستوى اليمن كلها، وكذلك أكد المشهد الذي رافق التشييع كيف أن الإخوان لم ولن يكونوا يوماً طرفاً يمكن الوثوق به.

لا توجد مساحة يمكن لإخوان تعز أن يفسحوها للتعايش مع المكونات والقوى السياسية الأخرى أو حتى مع رفاق السلاح ومن كان لهم فضل إطلاق شرارة المقاومة لمشروع الحوثي الإرهابي، بل إن قيادات التشكيل الأول ضد إرهاب الحوثي وجد نفسه هدفا لإرهاب الإخوان.

كان عبد الحكيم الجبزي الضابط العتيق في الجيش اليمني وأحد من تبقى من قيادات تعز المشبعة بقيم النضال واليسار الثوري المنضوية ضمن جيش اليمن الذي بدأت عملية تفكيكه في السبعينات من ذات القوى الإمامية والإخوان التي ما زالت تناصب الجبزي العداء حتى وهو اليوم فرد.

شكل الجبزي أول كتيبة منضبطة في منطقة الضباب معقل المقاومة الأول ضد مليشيا الحوثي ذراع إيران في تعز، وكانت هذه الكتيبة أولى تشكيلات اللواء 35 مدرع الذي شكله العميد الشهيد القائد عدنان الحمادي مع رفاقه من الضباط المؤهلين الذين تحولوا إلى هدف لإرهاب الإخوان المسلمين في تعز واعتبرهم الإخوان أخطر عليهم من الحوثي.

بعد أيام من تشييع المذبوح اصيل وجد والده المناضل عبد الحكيم الجبزي نفسه مطالبا من إخوان تعز الذين ذبحوا نجله بالرحيل من قريته مجدداً، ورغم التغيرات في المشهد وتشكيل مجلس قيادة رئاسي ما زالت الحجرية إمارة إخوانية يتفرد بحكمها حمود المخلافي من مقر إقامته في مسقط.

قال العقيد الجبزي في آخر بيان صدر عنه نشر في صفحته على فيس بوك، إنه ما زال يؤمن بأن المجلس الرئاسي بقيادة الدكتور رشاد العليمي قادر على وضع نهاية للعمليات المميتة التي تقوم بها جماعات العنف المتطرفة وخلق مساحات وطنية تحفظ وتصون دماء الناس وتؤسس لدولة يسودها النظام والقانون. 

وأكد الجبزي تمسكه بالقانون في إلقاء القبض على القتلة وإرسالهم للنيابة الجزائية المتخصصة عدن من أجل تحقيق العدالة وانصافنا فيما أصابنا من ظلم وعدوان طال كثيرا من الأبرياء داخل تعز.

ما حصل مجدداً للعقيد الجبزي والتهديدات التي طالته ومطالبته بمغادرة منطقته ومسقط رأسه يكفي لأن يتحرك المجلس الرئاسي لإعادة هيكلة القوات الموجودة في تعز وإنهاء سيطرة الحزب الواحد والفصيل الواحد على القرار العسكري والأمني في المحافظة.

بقاء الحجرية محكومة من قبل مليشيات الإخوان بقيادة حمود المخلافي يعني وجود أهم مناطق تعز خارج سيطرة مجلس القيادة والحكومة الشرعية وهو وضع مختل يتحتم إصلاحه عاجلا كمقدمة لاستعادة تعز من مليشيات الإخوان إلى رحاب منطق الدولة والشراكة المجتمعية والسياسية.  

ِكما أنه يجب أن يعاد النقاش العام لبحث وضع الحجرية المختل تحت سلطة عصابات نهب وإرهاب تتقاسم جغرافيا المنطقه كمساحات امتياز خاصة، في حين يتم التعامل مع قوات الأمن الخاصة المنضبطة في المنطقة من قبل هذه العصابات الإخوانية كقوة غير مقبولة ويغذي هذا الوضع محور تعز بقيادته الإخوانية التي منحت غطاءً لإنتاج هذا الوضع المختل.

ويبقى قبول مجلس القيادة الرئاسي بالوضع الحالي في تعز وترحيل هذا الملف الهام على طاولة التصحيح المطلوب ميدانيا تعزيزا لسلطة المليشيات على محافظة تشكل رافعة أساسية من روافع المشروع الوطني ومشروع استعادة الدولة في المناطق المحررة.

تعز بوضعها الحالي تعيش خارج سلطة الدولة والحكومة الشرعية ومجلس القيادة الرئاسي، ووجود مليشيات ومعسكرات غير تابعة لوزارة الدفاع على مشارف الجنوب وباب المندب ورقة لأطراف دولية تعبث بالوضع الداخلي خدمة لذراع إيران وأجندة إقليمية. 

أن يكون عبد الحكيم الجبزي مؤسس أول كتيبة في جيش الشرعية غير قادر على التواجد في منزله ومنطقته في حين زعيم عصابة يعمل لصالح حمود المخلافي يسرح ويمرح ويتحكم في حرية تواجد أبناء الحجرية في بيوتهم فهذا وضع يجب أن يكون في رأس أولويات المجلس الرئاسي والحكومة والنخب وكل مكونات تعز السياسية والمجتمعية.