فتح الحظر أعاد لرمضان طقوسه في ماليزيا.. المطاعم اليمنية سفر للإفطار وأماكن للعبادة

تقارير - Saturday 23 April 2022 الساعة 03:55 pm
كوالالمبور، نيوزيمن، فاروق ثابت:

عامان على التوالي كانت فيها قيود الحظر على أوجها ما جعل مواسمها الرمضانية لليمنيين في ماليزيا ليست كما ينبغي.

غير أن قرار الحكومة الماليزية بفتح الحظر المفروض للحد من انتشار جائحة الفيروس التاجي (كوفيد -19) منذ مطلع أبريل الجاري أعاد الإحساس بالطقس الرمضاني للصائمين وجعله أفضل عن الأعوام التي سبقته. 

فالصلاة بمسافة قريبة كما كانت في السابق وإلغاء التباعد شجع الصائمين ومكنهم من التوافد للمساجد والمصليات دون التخوف من العقوبات أو امتلاء المساجد بفعل التباعد الذي كان مقررا، خلال فترة الحظر وانتشار الجائحة. 

رغم مغادرة الكثير من اليمنيين ماليزيا خلال العامين الأخيرين إلا أن الآلاف ما يزالون يقيمون حتى الآن في هذا البلد المسلم والمسالم. 

مآدب الإفطار الرمضانية هي من أهم طقوس الشهر لليمنيين في ماليزيا، ففي سيردانج يجتمع المئات من اليمنيين بشكل شبه أسبوعي في مجمع "سكاي فيلا" على مأدبة الإفطار خلال الشهر الفضيل، كان آخرها مأدبة أقيمت برعاية رجل الخير والإحسان فؤاد هائل سعيد أنعم للمئات من اليمنيين، كان فؤاد هائل في مقدمتهم بمعية رئيس البعثة الدبلوماسية لسفارة اليمن والمستشار الثقافي.

في هذا الموسم عاد للمطاعم اليمنية في ماليزيا صخبها وروحها المكتظة بالزبائن على عكس الموسمين السابقين. 

ف"الصيادية" والمأكولات البحرية وجهة الصائمين في مطعم باب اليمن، فيما يتصدر "المزموم" و"المدفون" و"الكبسة" السفرة الرمضانية في مطعم "الحمراء" ومأكولات متميزة أخرى، وفي مطعم "سبأ" تتنوع الوجبات اليمنية بشتى أشكالها، وعن مطعم "رويال حضرموت" فالسفرة اليمنية تكتظ بكل مالذ وطاب. 

مدير مطعم الحمراء عبدالله الصالحي أكد ل"نيوزيمن" أن رمضان هذا الموسم أفضل بكثير من الأعوام السابقة من حيث الإقبال على الطعام بسبب فتح الحظر. 

يؤيد ذلك مدير مطعم "رويال حضرموت" ياسر فيصل، مضيفاً إن الطعام اليمني في ماليزيا ليس وجهة لليمنيين فحسب بقدر ما بات قبلة للعرب والأجانب معاً بما في ذلك الماليزيين. 

إن داهمك دخول المغرب وأنت ما تزال في الشارع وخاصة إذا ما كنت بالقرب من مطعم يمني سيشدك صوت التواشيح الدينية من مطاعم "الحمراء" أو "رويال حضرموت" أو "سبأ" أو "السرايا" أو "قصر بلقيس" أو "يا هلا" المكتظة بالصائمين وهم ينتظرون أذان المغرب ليدب الأذان من على السماعات، الأمر الذي يخلق فيك أحاسيس روحانية الشهر الفضيل، واللافت أن كل المؤسسات في ماليزيا الرسمية والخاصة تحوي مصليات بداخلها  تدعى "سوراو" يتمكن المرء من أداء الصلاة فيها كلما داهمه وقتها، وهو الأمر الذي جعل للمطاعم اليمنية ميزة أخرى تجمع بين لذة الجلوس للإفطار، ومكان للصلاة. 

لا يقتصر نهم الصائمين في رمضان على المطاعم فحسب ولكن أيضا لمحال الحلويات اليمنية نصيب من التهافت، فإن تزر محل "تازة" قبيل المغرب ربما قد لا تستطيع الدخول بفعل الزحام، وإن دخلت قد لا تلحق شراء ما تشتهيه من السنبوسة والباجية واللحوح، والحلويات والمعجنات اليمنية أو العربية التي تعد الهدف الأكبر للزوار في هذا المحل.

من جانب آخر أعاد قرار فتح الحظر الفرصة لكثير من العائلات اليمنية وربات البيوت للترويج وبيع الملوج اليمنية وحلويات رمضان بالإضافة إلى بيع الباجية والسنبوسة واللحوح. 

أن تمر قبيل المغرب قرب مطعم يمني في ماليزيا وخاصة الأكثر شعبية منها فالضجيج والصخب سيجعلك في طقوس كما لو أنك في اليمن.