سياسيون ومحللون منسحقون.. في مهمة قصف عشوائي

تقارير - Monday 15 November 2021 الساعة 08:31 pm
نيوزيمن، كتب/ فيصل الصوفي:

المعارك الدائرة الآن في الساحل الغربي بين القوات المشتركة، وميليشيا العصابة الحوثية، تظهر أن كل ما قيل عن انسحاب عشرة ألوية من المشتركة لم يكن دقيقاً، وأن الهجومات الجوية للتحالف على ميليشيا العصابة التي أماتت اتفاق ستكهولم، لا تبرر القصف الإعلامي المكثف على القوات المشتركة وعلى التحالف، وأن شكوى العصابة من خروق يقوم بها التحالف والقوات المشتركة، تعني أن ما تلوكه وسائل الإعلام القطرية، والموالية لقطر حول قيام المشتركة بتسليم الحوثيين كل مديريات الحديدة عدا اثنتين، كما زعموا، كله كيد يخدم العصابة الحوثية وميليشياتها.. وإلا ماذا نفهم من قول السياسيين والمحللين السياسيين المنسحقين عن النصر الذي تحقق للحوثي؟ وماذا يراد من الهجومات الإعلامية العشوائية المتضافرة على القوات المشتركة.

طالعنا في صفحات الحملة الإعلامية، فلم نجد سوى قليل من القول الرشيد.. كما في قول همدان العليي: لا يجب أن نسمح بجعل ما حدث وسيلة لاستهداف الموجودين في الميدان.. أو عند وليد القديمي وكيل أول محافظة الحديدة -وهو من رجال الشرعية- الذي قال إنه يتوجب على بعثة (أونمها) الإعلان أن ميليشيا الانقلاب الحوثي قد أفشلت ‎اتفاق ستوكهولم بعد أن تجاوزت مواقعها المنصوص عليها في الاتفاق، بينما قال الدكتور عبدالله سالم لملس (وزير التربية السابق في حكومة الشرعية) إن الحوثي أسقط اتفاق ستوكهولم بنفسه، وصار لدى طارق صالح فرصة للسيطرة على الحديدة.

كم خبطوا خبط عشواء! قالوا: لقد انسحبت ألوية العمالقة والمقاومة التهامية والمقاومة الوطنية المنضوية تحت القوات المشتركة المدعومة إماراتيا التي يقودها طارق صالح، وحاليا تدور معارك عنيفة بين الحوثيين والمقاومة التهامية (التي انسحبت!).

وإن القوات المشتركة تشكلت من عشرات الأولوية بقيادة الضابط الإماراتي أبو عمر منتصف عام 2019، ثم سلم قيادتها لوزير الدفاع الأسبق هيثم قاسم طاهر، ومؤخرا برز طارق صالح قائد المقاومة الوطنية التي أنشأتها الإمارات كقائد عملياتي لها.

ويقول لك محللون استراتيجيون: الانسحاب يؤكد أن تدخل التحالف السعودي- الإماراتي في اليمن لم يكن لأجل القضاء على الانقلاب وعودة السلطة الشرعية إلى العاصمة صنعاء، وإنما بهدف تدمير البلاد وإنهاكها في حرب طويلة الأمد.. وإن صمت السعودية حاليا يؤكد أنها متفقة مع الإمارات على ذلك الانسحاب، وأن ما يحدث لا يعدو كونه مجرد تبادل أدوار بينهما لتدمير وتمزيق اليمن.. والانسحاب عرى الإمارات، وكشف الوجه القبيح للسعودية.. والانسحاب نسف كل مزاعم التحالف بدعم السلطة الشرعية.. الانسحاب بداية الافتراق الكبير بين اليمن من جهة، والتحالف السعودي - الإماراتي، من جه أخرى.. فلتقر عيون العصابة الحوثية بهذه الهدايا المغرية.

يقول آخر: الانسحاب صحوة وطنية لدى بعض القوات المشتركة، فقد تمردت على التوجيهات الإماراتية.. ومن محاسن الانسحاب أنه سيجعل حلفاء الإمارات يفقدون الثّقة بها.. والأمر المعجز اللي اكتشفه محلل عبقري هو أن الإمارات خشيت أن تستقل القوات المشتركة بقرارها عن أبوظبي، وأن الإمارات أزعجها توحيد الصف الجمهوري، لأن كلمة جمهورية تثير حنق وغيظ العوائل الخليجية الحاكمة.

ولدينا أيضاً تحليل محير: الانسحاب الذي لم تتضح حقيقته، ولا يعرف من يقف خلفه، يأتي في إطار التخادم والتفاهم غير المعلن بين الإمارات وإيران.. وأيضا، جاء بناء على تفاهم واضح بين إيران والإمارات.. وهذا الانسحاب الذي لم يكشف ما الهدف منه، جاء بهدف تمكين الحوثي من السيطرة الكاملة على الحديدة.

ومحلل كيماوي وجد في الانسحاب معنى واحدا، وهو أن الإمارات تنتظر سقوط مأرب بيد الحوثي، وسقوطها مؤكد، وبعد ذلك يشرع الحوثي في اكتساح الجنوب، والساحل الغربي معا.. كيف هذا؟ مدري كيف؟

أما عملاق قناة الجزيرة في كشف الخفايا فقد زودنا السر التالي: اجتماع في الساحل الغربي ترأسه الضابط الإماراتي مشرف وقائد القوات المشتركة، حضره ممثل عن القوات السعودية، وفيه صدرت الأوامر بالانسحاب دون إبداء أسباب، وقضت الأوامر بانسحاب ألوية العمالقة من مدينة الحديدة، وانسحاب قوات طارق صالح من المنظر وكيلو 16 والدريهمي، بعد انسحابها من الحديدة في وقت سابق، وانتقالها إلى موزع والوازعية في تعز!


أما الغاضبون من حكومة معين عبدالملك بسبب ترحيبها بخطاب العميد طارق بشأن توحيد الصف الوطني، فوجدوا فرصا للانتقام منها.. حرضوا وتساءلوا لماذا هي صامتة، وطالبوا الرئيس هادي بتشكيل لجنة تحقيق في أحداث الانسحاب! وفي الزفة حضر عبد الرحمن حُجري لكن لا يؤبه به، فمثله مثل الدكتور جميح، ومحلل الجمالات الذي اكتشف أن ما جرى يؤكد أن قوات العمالقة وحدها محرر وحامي وحارس الساحل الغربي.