صورة الجنرال في وسائل التواصل وتوقيت الظهور على حساب المستجدات
تقارير - Sunday 07 November 2021 الساعة 05:01 pmجاءت المقابلة الأخيرة التي أجراها الصحفي سام الغباري مع نائب رئيس الجمهورية اللواء علي محسن لصحيفة "عكاظ السعودية" بمثابة نفض غبار الانكسارات التي جلبها العجوز غير المتقاعد لمعارك مصيرية لو أن الذي يقودها عسكري آخر.
سخرية واسعة وردود أفعال طبيعية قادها عدد من الناشطين حول حوار لم يراع حجم الكارثة التي وصل إليها البلد، عبر عنها المتابعون لمشهد تساقط المحافظات، فيما لا يزال الجنرال العجوز بكامل أناقته وقوته وقت الجلوس ووقت النهوض من على الكرسي، إضافة إلى أنه يعشق وجبات أهمها الفتة.
حاول سام لفت الأنظار بمقدمة أدبية كما يفعل أصحاب البرامج الثقافية في تقديم شخصيات كالشعراء والكتاب والسياسيين، ولم يكن يعي أبدا أنه أمام شخصية يفترض أنها تمثل ما تبقى من الميري العسكري والطير الجمهوري المتلاشي أمام ضربات أذرع إيران.
إجماع على الفساد
يقول محمد السدح -ناشط- شخصياً انتظرت حوار سام مع محسن في هذا التوقيت الحساس والذي تمر فيه بلادنا بأصعب الظروف، وكنت أتوقع أن النائب سيقول كلاما ينتظره كل الناس ويوضح للجميع حقيقة ما يدور، ويحدث الناس عن مصير جيشهم، ويخبرهم كيف تبخر وضاع وتحول إلى كشوفات وهمية، وكيف تساقطت البلاد.
وأضاف، انتظرت حوارا يوضح لنا كشماليين ما هو مصيرنا وما هو مستقبل 6 ملايين مشرد شمالي ينتظرون حضرة النائب يحرر لهم بلادهم من أجل يروحوا بيوتهم.
وقال السدح، قلوب الناس مكلومة، والقهر يسابق خطواتهم، والرجل يظهر في لقاء لنسمع كلاما لا يغني ولا يسمن من جوع.
إذاً هناك إجماع على أن سير المواجهات بتلك الصورة ضد مليشيا الحوثي لها أسباب كثيرة أدت إلى تراجع الشرعية في وقف زحوفات المليشيا منها هذه القيادات المعاقة والفساد الذي أحاط بها وبكشوفاتها الوهمية.
إضافة إلى استمرار التعيينات في مناصب أمنية وعسكرية في حضرموت وشبوة بذات الصورة وكأن هناك من يمهد الطريق أمام الحوثي وربما القاعدة وغيرها من الجماعات التي تحاصر البلد بأفكار بالية.
هادي وخلط الأوراق
أراد الرئيس هادي هو الآخر خلط الأوراق فظل يدير محافظات التماس بعقلية المتآمر يبارك ذلك من خلفه شلة من المستشارين العجزة ومكتبه الذي يمتد مباشرة بساحات الربيع العربي التي فشلت فشلا ذريعا في تصدير حتى قائد واحد في السياسة أو في إدارة المعارك العسكرية.
تمسكه بسلطان العرادة في مأرب التي احتفظ فيها جيش من التربويين بالنصيب الأكبر من الجغرافيا والوظيفة بل كل النصيب، واتجه نحو شبوة وعين صالح بن عديو الذي ظهر بعقلية الشيخ الزنداني الوعظية ونسي ما ينتظر المحافظة من مخاطر.
لم تستفد الشرعية ورأس نظامها مما حدث في محافظة تعز من صراع بسبب تغييب وتهميش الكوادر والقيادات القادرة على الحسم وإدارة المرحلة والاستجابة لتغيير المحافظين بما يتناسب مع مطالب حزب الإصلاح، بل دفعت بالأمور نحو التشظي ليأتي اغتيال العميد عدنان الحمادي تتويجا لقرارات تعمد هادي الإبقاء عليها دون تغيير.
البلد أمام تشوهات خطيرة
لم تكن المقابلة بالمجمل وبحسب الكثير من المتابعين، سوى تجميل للتشوهات التي صاحبت المرحلة الماضية، وربما مقدمة لأي طارئ، وإلا ماذا يعني هذا الظهور في وقت الحوثي يزحف على آخر معاقل الشرعية في الشمال.
البلد أمام تشوهات مخيفة لا يريد الاعتراف بها أحد من قيادات الشرعية والجيش، وهناك خسائر فادحة منها السياسية مع التحالف العربي، ومنها التمسك بوهم التضحيات على حساب التنوع الذي كان يمكن أن يخلق جدار صد منيعاً أمام هجمات الحوثي وبأقل كلفة.
الواضح أن هناك لعبة إقليمية يقودها في الداخل طرف الإخوان المسلمين تسعى لإغراق الشمال والجنوب بالصراعات الجانبية من خلال الحوثي انتقاما من عدم وصولها للحكم على طريقة "أنا ومن بعدي الطوفان".