زكريا الدهوة.. مشوار حافل بالعطاء بين البحث العلمي والإبداع الأدبي والعمل

السياسية - Sunday 04 October 2020 الساعة 11:30 am
القاهرة، نيوزيمن، خاص:

حين تلتقيه يستقبلك بابتسامة عريضة يُعرّفك بنفسه، لا تأخذه النرجسية إلى زوايا ضيقة ولا يحيطه الغموض كما لو أنه لغز، متطبع بطباع الروح الجميلة، متميز وبلا حدود.

زكريا الدهوة النحلة التي تبقيك دائماً محلقا في سماء الواحات على علو منخفض والحدائق الخضراء والغناء، تدرك في حركته نشاطًا مليئا بالإبداع والعطاء.

سيرة خلاقة

التقيناه هنا في القاهرة، تشاركنا معه الحديث وللوهلة الأولى كنا نقف أمام شاب بشوش طموح، يجمع بين كتابة الشعر والقصة والبحث الأكاديمي.

بالإضافة إلى كونه مصورًا محترفًا يظهر ذلك من خلال بعض اللقطات التي يشاركها في وسائل التواصل الاجتماعي من وقت لآخر.

يعمل مدرسا مساعدا للغات والترجمة "قسم اللغة العربية" جامعة إب، وحاليًا يحضر رسالة الدكتوراه في كلية الآداب "جامعة عين شمس" في علم الأصوات.

سبق وأن حصل على درجة الماجستير من كلية الآداب "جامعة المنوفية" بتقدير ممتاز مع التوصية بطباعة الرسالة وتداولها بين الجامعات.

نشاطات وجوائز

شارك الدهوة ونشر عددًا من الأبحاث المحكمة الخاصة باللهجات اليمنية، والدراسات الصوتية واللغوية، واللغويات الحاسوبية، كما شارك في الكثير من الندوات حول التخصص نفسه.

عمل في مجال الإعلام كمذيع سابق في المؤسسة العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون "قناة اليمن" بين 2007- 2008م.

حصل على جائزة رئيس الجمهورية للشعر عام 2004م، كما شارك في مسابقات شعرية عربية "شاعر العرب" قناة المستقلة - بريطانيا 2007م.

فائز بالمركز الأول في "مهرجان الشعوب" جامعة عين شمس في الشعر الفصيح في دورتين 2016 و2018م.

في سبتمبر الماضي فاز الدهوة ب 3 جوائز في مهرجان المنصورة الرقمي الأول للمواهب 2020م.

المهرجان جاء برعاية وزارة التعليم العالي المصري "جامعة المنصورة"، وقد شمل المجالات التالية: الشعر الفصيح، القصة القصيرة، تصوير المعالم الأثرية.

للدهوة إسهامات مميزة في مجال التصوير فقد نشرت له العديد من الصور في مجلة "ناشيونال جيوجرافيك" (العربية)، وقد تم تداول الصور في موقع المجلة الإلكتروني وعلى وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم.

وهج لا ينطفئ

الباحث زكريا يعتبر من الأشخاص الذين لديهم القدرة على العمل والبحث وتقريب المسافة بين المعلومة المفيدة والمتلقي.

قدم العديد من الحلقات على "يوتيوب" حول اللغة العربية وعلاقتها بالعامية، كما قام بشرح وتوضيح العديد من المفردات التي تستخدم في الحياة اليومية، واصلها في اللغة والمجتمع.

من أنشط الشباب اليمني في جمهورية مصر العربية وله علاقات واسعة في الأوساط الثقافية والإبداعية مع عديد من الجاليات.

مَثّل اليمن في أكثر من محفل وما زال يتقدم الصفوف الأولية في الندوات والمعارض، مجتهد ومثابر بصورة تبعث الدهشة والبهجة معًا. 

مخلص لعمله وتخصصه يتطلع لتقديم أكبر قدر من العلوم والمعرفة للباحث والمتلقي والقارئ العربي واليمن.

رسائل متنوعة للباحث

رسالتي لكل يمني وعربي، الوطنُ وإن نفثوا في هوائه الدخان وغلفوه بالرماد؛ الرياح الموسمية كفيلة بأن تزيح هذا الغبار.

الشباب ليسوا بحاجة لوصف، لأنهم أفعال وصناعة، لدينا شباب وطاقات هائلة وإبداعات كبرى، لن يستطيع أحد تجميد هذه الطاقات.

التطور الحديث منح الجميع أفقًا أوسع من الخروج عن القوقعة. لا يوجد عائق أمام الشباب المبدع مهما وجدت أرضه مكلومة.

الجراحات تُرمَّم والطين مرن يُعاد تشكيله كيف شئنا وكيف شاء الشباب.

مهما حاولوا إقصاء التعليم والمتعلمين سيظل التعليم هو المخرج من هذا الإقصاء، ويظل العلم أفقًا لا يقبع فقط فوق كرسي وقلم في سبورة.

البحث هو أساس الوجود، وبه بدأت تساؤلات العلماء والفلاسفة والمفكرين حين كانوا أشبالا، والإنترنت الآن هو الميدان الذي يعيدك لمسارك العلمي.

نصائح مهمة

نصيحتي لكل أبناء الجاليات اليمنية والعربية، الغربة والخروج عن البلد هو مسار آخر يجب أن تدركه منذ انحراف عجلة الطائرة عن ثباته، علينا أن نتعلم كيف نصحح أخطاءنا وأخطاء مجتمعنا؛ عبر رؤيتنا للعالم والحفاظ على الموروث الفكري الصحيح.

علينا أن نحمل بلداننا وأوجاعها في قلوبنا ونصنع منها صورة جميلة بأفعالنا وعلمنا، وأنا نتحمل مسؤولية ما يحدث بشجاعة لتصحيح المسار.

وأخيرًا.. المجد لا يأتي دفعة، بل هو ثمرة لبذرة زرعتها ذات جوع، وسقيتها وبذرت بذورها وتكاثرت وأصبحت مجدًا يذكر.