الملف اليمني في الرياض.. مائدة مسمومة لمطابخ الدوحة وطهران بأدوات إخوان الشرعية والحوثيين

السياسية - Friday 28 June 2019 الساعة 12:22 am
المخا، نيوزيمن، مهيوب الفخري:

ذات المطابخ التي تحرك من الدوحة وتركيا وضاحية بيروت الجنوبية الحملات ضد الإمارات هي من توقد نار الحملة المستمرة ضد الرياض وتواجد قواتها في المهرة، وبكثير من تبادل الأدوار تختص الأصوات المتواجدة في الرياض باستهداف الحضور الإماراتي الفاعل، إنسانياً وعسكرياً، ضد مليشيات الحوثي في الجنوب والغرب وضد التنظيمات الإرهابية شرقاً.

يلتقي الإخوان المسلمون مع الحوثيين في استهداف الإمارات، وتصطف الرياض معهم، بعلم أو دون ذلك.. لكن لم نشاهد حملات من حلفاء الإمارات اعلام الانتقالي الجنوبي -مثلاً- تستهدف الرياض، بل يتعامل الانتقالي مع التحالف ككتلة واحدة، وإن كان للإمارات تفضيل ما فهو لدورها المحوري جنوباً كنطاق اختصاص، بينما نطاق الرياض قطاع مأرب.

إطلاق المرحلة الثانية من خطة "إنقاذ الحوثيين" في الحديدة

يتعامل الإخوان بانتهازية واضحة مع الرياض، حيث يدافعون عن تواجدها في سيئون نكاية بالانتقالي والإمارات، ويرفضون حضورها في المهرة نزولاً عند رغبة قطر وتحركاتها في المحافظة التي تشكل نافذة رئيسة لتهريب احتياجات المليشيات الحوثية من الدعم العسكري والتقني الذي يصل عبر مراكز الإنزال الشرقية.

الإخوان ضد الرياض في تعاملها مع إخوان مصر، ومع اردوغان ضد ابن سلمان، ومع الدوحة ضد التحالف، ومع إيران كداعم لحماس، وضد الرياض في موقفها الداعم لحفتر... بينما يقف الانتقالي مع موقف الرياض من قطر، ومعها ضد إخوان مصر، ومعها ضد إيران، ومعها ضد أطماع اردوغان، ومع التوجهات السعودية من ملفات كثيرة وبوضوح وتضحيات كبيرة يقاتل أنصار الانتقالي ضد مليشيات الحوثي وأطماع طهران في صعدة شمالاً، والضالع جنوباً، وتعز والحديدة غرباً.

ومع كل هذا العبث الإخواني الذي يمارس ضد توجهاتها تواصل الرياض، وبمنطق لا يخلو من الغرابة، منح خصومها الحوثيين حلفاء طهران وقطر فراغات كبيرة يحققون منها اختراقات ضاعفت من معنويات المليشيات الحوثية ومن خلفهم إيران، بعد أن كانت الهزيمة المذلة تطرق أبوابهم على أرض الحديدة.

السؤال الذي يفرض وسط هذا العبث.. هل هناك أطراف داخل السعودية تعمل ضد مشروع محمد بن سلمان ولي عهد المملكة، وتستخدم الملف اليمني كسلاح فاعل في تحركاتها.. وهل تسليم الأمير خالد بن سلمان ملف اليمن إدراك بخطورة هذه الأطراف والاختراقات الإيرانية القطرية عبر أدوات من بينها الإخوان ومافيا السلالة داخل الشرعية؟

مؤخراً ظهرت كتابات وتناولات لنشطاء ومحللين سعوديين وبشكل غير مسبوق تقاسمت مهمة استهداف الجنوب والشمال في آن واحد، وكأن هذا النشاط التحريضي أراد استفزاز اليمنيين للانضمام إلى صف الإخوان والحوثيين في الهجوم على الرياض والتحريض ضدها في الشارع خدمة لمشروع مثلث إيران قطر تركيا.

وإيراد هذا النشاط الإعلامي، لأن الجميع يعرف مدى انضباط التناولات الإعلامية في المملكة وفقاً للتوجهات العامة للسياسة الخارجية، وكيف أن هكذا نشاط قد يكون إحدى أدوات العبث بالملف اليمني داخل البيت السعودي خدمة لمن يحاولون عرقلة تحركات ولي العهد محمد بن سلمان.

إلى حد كبير تنجح قطر عبر أدواتها الإخوانية في تخفيف الضغط على مليشيات الحوثي وتفتيت الجبهة المقاومة للمشروع الإيراني، واختلاق قضايا هامشية لتوجية الأنظار إليها وتحويلها إلى ملفات وطنية كمزاعم احتلال الإمارات للجنوب والرياض للمهرة، وتغفل الحديث عن جرائم إيران ومليشياتها في مناطق سيطرتهم.

يتعامل الإخوان ومطابخ الدوحة وتركيا مع وجود العلم الإماراتي على سطح بيت أو في شارع بأرخبيل سقطرى كاحتلال وتجريف للهوية الوطنية، بينما يتحول الفكر الطائفي السلالي والمفاهيم المذهبية التي يتم تنشئة أجيال بكاملها في مناطق سيطرة الحوثيين عليها قضية لا تستحق التناول.