من حرب الإمام 1922 إلى الإماميين الجدد 2015.. سيرة أحلاف الزاهر بالبيضاء والحد بيافع

السياسية - Tuesday 30 April 2019 الساعة 11:57 pm
المخا/ عدن، نيوزيمن،تقرير خاص:

تربط قبائل مديرية الزاهر (البيضاء) بقبائل حد يافع (لحج) المتجاورتين روابط وأحلاف قبلية قديمة قام ببعثها أحد مشايخ آل حميقان في سبعينيات القرن الماضي وهو الشيخ سالم عبدالقوي صالح الحميقاني أحد ثوار ثورة 26 سبتمبر والذي تولى مشيخة آل حميقان بعد مقتل والده..

البداية من 1922

اتجه الشيخ سالم إلى ربط علاقات قبلية وثيقة مع قبائل حمير المجاورة لهم بعد الذي كان من قبائل مذحج في حرب آل حميقان مع الإمام يحيى حميد الدين في حرب (مشعبة) عام 1922م والتي اندلعت بعد حصار قبائل بنير وعلى رأسها آل حميقان لجيش الإمام يحيى حميد الدين بقيادة عبدالله الوزير في البيضاء بعد هزيمته في معركة 1921م تكبد هزيمة ساحقة.

> يافع عشرة مكاتب حربية مرتبطة بأحلاف مع البيضاء.. قوات من لحج إلى تخوم الزاهر ونفير في الحد

ثارت ثائرة الإمام يحيى حميد الدين، وأعلن النفير العام، وجمع جيشا كبيرا يعد بعشرات الآلاف بقيادة محمد عبدالله الشامي، حيث اصطفت قبائل مذحج المجاورة لهم مع الإمام في حين تربطها بآل حميقان عهود ومواثيق حماية مشتركة، وقتل على إثرها عدد من مشايخ آل حميقان منهم الشيخ عبدالقوي صالح الحميقاني والد الشيخ سالم في معارك "العادية".

على إثر ذلك وطد الحميقاني سالم علاقته بقبائل يافع وأبنائها ومشايخها وصاهرهم، ووقع معهم وثيقة تحالف قبلي تلزم كليهما بالدفاع عن الآخر في حال أي اعتداء وعدم السماح لأن تكون أراضي أحدهما مرتكزاً للاعتداء على الطرف الآخر. فأضحت بذلك آل حميقان الحزام الأمني والدرع الوقائي لمديرية حد يافع وجبل العر.

كانت الحرب التي اندلعت شطري اليمن سابقاً في عام 1979م أول تحدٍ حقيقي أمام هذا التحالف القبلي.. فالتزمت آل حميقان به ولم تقف في وجه القوات الشعبية القادمة من قبائل يافع باتجاه البيضاء، وسمح لهم الشيخ سالم عبدالقوي الحميقاني بالمرور عبر أراضي القبيلة، وتمكنت تلك القوات من الوصول إلى مشارف السوادية بإسناد المدفعية من رأس جبل العر التي ضربت القيلمة ومطار ذي ناعم..

آل حميقان ومعسكر العر- 2011

وفي عام 2011م مع اندلاع المظاهرات والعمل المسلح ضد نظام الحكم هاجمت قبائل يافع معسكر العر الاستراتيجي الذي يقع في مناطقهم بهدف السيطرة عليه.

من جانبهم منع أبناء قبيلة آل حميقان –الذين تربطهم وثيقة حماية مشتركة مع يافع- القوة العسكرية القادمة من معسكر العمالقة في السوادية ومعسكرات الحرس الجمهوري بصنعاء لتعزيز كتيبة الحرس الجمهوري في معسكر العر بيافع من المرور في أراضي القبيلة.

"يافع" كتاب السيطرة على اليمن من البحر الأحمر إلى بحر العرب

ودارت بين الطرفين مواجهات سقط على إثرها 3 من آل حميقان، لكن رغم ذلك لم تتمكن تلك التعزيزات من الوصول لتعزيز كتيبة الحرس الجمهوري في العر فكان هذا سبباً رئيساً أدى إلى سقوط المعسكر بيد قبائل يافع في 2 مايو من العام ذاته.

وفي منتصف الشهر ذاته ذهب أكثر من ثلاثين شيخاً وشخصية اجتماعية من مشايخ وأعيان يافع وشخصياتها الاجتماعية في موكب كبير إلى منطقة لجردي بمديرية الزاهر للتعزية في شهداء آل حميقان وشكرهم على موقفهم مع أبناء يافع.

وكان الشيخ عبد الله سالم عبدالقوي الحميقاني في مقدمة المستقبلين، وقدم موكب يافع ثلاثة بنادق إلى أسر الشهداء تعبيراً عن شكرهم وعرفاناً بالجميل لأسرهم.

قالها للإماميين الجدد: لن تمروا

وبعد دخول الحوثيين مديرية الزاهر في عام 2014م وقفت قبائل آل حميقان ضد الإماميين الجدد متجاوزين مسألة الدفاع عن أنفسهم إلى حماية يافع من أطماعهم، ثم قدمت لجنة ممثلة للحوثيين من صنعاء منتصف فبراير 2015م لعقد اتفاق مع مشايخ وأعيان البيضاء للسماح لمسلحي الحوثي بالمرور من أراضي تلك القبائل إلى جبل العر يافع جنوباً.

عرضت اللجنة خلال اجتماعها بمشايخ آل حميقان وآل مظفر مبلغ 100 مليون ريال وعدداً من السيارات مقابل السماح للمليشيات بالمرور، لكن مشايخ آل حميقان وآل مظفر رفضوا هذا العرض.

وفوجئت لجنة الحوثيين برد الشيخ عبدالقوي سالم عبدالقوي الذي خلف والده في زعامة آل حميقان بعد وفاته عام 1999م بالتزامه بتلك المعاهدة التي وقعها والده مع قبائل يافع.

ورد على طلب اللجنة بالقول: " لن تمروا ولن تدخلوا لو انطبقت السماء على الأرض". فغادرت لجنة الحوثيين الاجتماع دون تناول طعام الغداء تعبيراً عن الحنق لعدم الاستجابة لمطالبها.

ترجمات حلف وطيد

وترجمة لهذه العلاقات والروابط القبلية بين القبيلتين يقود مشايخ آل حميقان بين حين وآخر وساطات قبلية لحل مشكلات تظهر بين الحين والآخر بين قبائل يافع.

وكان منها وساطة قبلية مطلع أغسطس 2014 لحل خلاف كاد يفضي إلى اشتباكات مسلحة بعد عودة سلطان "بن هرهرة" من منفاه بالسعودية ورفض الأهالي بالمنطقة عودته خشية إحياء نشاط السلاطين في المنطقة.

حيث حاصر رجال القبائل بمنطقة الحد بيافع السلطان الذهب بن صالح بن عمر هرهرة، وهو ابن آخر سلاطين سلطنة أهل هرهرة بمنطقة الحد إبان الاستعمار البريطاني، مطالبين برحيله، وأفضت الوساطة إلى التوصل لاتفاق قبلي يقضي بإخراج سلطان "بن هرهرة" من يافع.

وبالمثل يقود مشايخ يافع وساطات قبلية لحل خلافات قبلية بين أبناء البيضاء المجاورين لهم، كان آخرها نهاية أغسطس 2018م قام بها عدد من مشايخ مديرية الحد ومعهم وكيل محافظة لحج صلاح الداؤوي لاحتواء فتنه قبليه كادت تنفجر بين آل حميقان الناصفة مديرية الزاهر وآل عمر مديرية ذي ناعم والتي راح على إثرها قتيل من آل حميقان، حيث تمكن مشايخ يافع بعد عدة لقاءات بعدد من مشايخ الطرفين من حل المشكلة.