الدعام سبتمبري قاتل الإماميين الجدد أمانة لعلي عبدالمغني.. قصة حرب الرضمة والحوثيين
السياسية - Sunday 28 April 2019 الساعة 11:34 pm
الرضمة أولى المديريات التي تنبهت للنهج الإيراني الخطير عابر الحدود الذي تسير عليه مليشيات الحوثي وتحاول فرضه على اليمنيين، واستطاعت المديرية بقيادة الشيخ المناضل عبد الواحد الدعام كبح جماح المد الفكري الإيراني منذ وقت مبكر قبل أن تسيطر على كرسي الحكم في صنعاء وتبدأ في اجتياح البلاد محافظة تلو أخرى، فظل على العهد مقاوماً لها ومضحياً بماله وولده ومنزله.
* خطة الإماميين الجدد للرضمة
أعد الحوثيون العدة مبكراً للاستيلاء على المديرية بإنشاء كيان مليشاوي في المنطقة تحت إشراف نخبة من قيادات الحوثي التي قدمت من صعدة خصيصاً لهذا الغرض في خضم خطواتها الممنهجة للاستيلاء على السلطة في صنعاء والانقضاض على النظام الجمهوري.
واختار الحوثيون الرضمة لتكون أحد أهم معاقلهم في محافظة إب، لأن فيها عدداً كبيراً من أتباعهم (الهاشميين) والمتوزعين على ثلاث قرى فيها، وبحسب الشيخ الدعام فإن الاختيار ليس من فراغ، مبيناً أن مليشيات الحوثي هدفت بخطة عسكرية محكمة للاستيلاء على مناطق ومرتفعات استراتيجية حساسة في المديرية، ما يعني سقوط المديرية بأيديهم.
فقد كلفت المليشيات الحوثية أتباعها من أهل المنجر باعتلاء جبل المعصم، وأهل الذاري جبل شيزر، وأهل العرينة يسيطرون على جبل آزال والمقام، وأهل الأحرم وصباح على هيوه والنظر، وبهذا يسيطرون على المنطقة ويتمكنون من التحكم بطريق صنعاء – عدن الاستراتيجي، وهذا ما تم لهم بالفعل.
* الدعام ابن 26 سبتمبر وأمانة علي عبدالمغني
ويفاخر الدعام أنه كان ممن شارك في ثورة سبتمبر مقاتلاً في صفوفها كي ينعم الشعب بالأمن والاستقرار والعيش الكريم من صعدة إلى المهرة. وأنه شارك في معارك فك حصار السبعين يوماً عن صنعاء، ويتباهى أن ثورة 26 سبتمبر قام بها ثوار ينتمون إلى المناطق الوسطى مثل الشهيد علي عبد المغني، وأيضاً عبداللطيف ضيف الله، وعلي ناجي الأشول... وغيرهم، ضد الكهنوت ومن أجل نزع معاناة الشعب اليمني.
لذا فهو ينطلق في مواجهة الحوثيين (الإماميين الجدد) من مبدأ أن "دماء شهداء ثورة سبتمبر أمانة في عنقه وعنق أبناء المنطقة الوسطى. وقال "سنقاتل من أجل عزتنا وكرامتنا، من أجل أن يعيش أبناؤنا أحراراً لا أن يصبحوا عبيداً يقبلون الركب كما يريدهم هؤلاء المارقون".
* قصة حرب.. وحروب
لقد وقف الشيخ الدعام، الذي سبق الحوثيين بخطوة معرفة أهدافهم بعيدة المدى، سداً منيعاً أمام تلك الغايات الحوثية بادئ الأمر، محذراً من استيعاب القادمين من خارج المحافظة وتسكينهم في قرى بالمديرية يعرف عنها مناصرتها للحوثيين منذ الحروب الست، مستنداً إلى وثيقة قبلية أبرمها كبار مشايخ الرضمة ووجاهاتها الاجتماعية عقب انتهاء ما كانت تسمى (حروب المناطق الوسطى) التي امتدت في الفترة 1978م – 1982م والتي كانت الرضمة أحد ميادينها وراح ضحيتها كثير من أبناء المنطقة.
لم يلتزم الحوثيون بهذه الوثيقة في الرضمة، فحاول الشيخ الدعام وأبناء قبيلته فرض هذه الوثيقة الملزمة لكل قبائل الرضمة بقوة السلاح، وتمكن من القبض على عدد كبير من تلك الكوادر الحوثية المسلحة وتسليمها لأمن المديرية، ثم وصل الأمر ذروته في العام 2013م باندلاع أول مواجهة مسلحة بين القبائل الموالية للشيخ عبدالواحد هزام الشلالي "الدعام"، وآل السراجي، ذراع الحوثيين في الرضمة.
وفي شهر أبريل 2014م اندلعت المواجهات بين مليشيات الحوثي وقبائل الرضمة واستمرت الحرب لأشهر، حتى تدخلت شخصيات اجتماعية وسياسية لإيقاف المواجهات المسلحة، وبموجب وساطة تم الاتفاق بين الطرفين على تسليم المواقع التي كان يتحصن بها كل طرف إلى وحدات من الجيش التي قامت بدورها بالتمركز فيها. وتجددت الاشتباكات بعد فشل وسطات رسمية وقبلية حثيثة سعت لإقناع الشيخ الدعام بالسماح للحوثيين بالمرور نحو المحافظات الجنوبية، والذي أعلن بدوره رفضه القاطع بالسماح للحوثيين بالمرور من الرضمة إلا على جثته، حسب قوله.
كان الدعام متمسكاً بموقفه الرافض لتواجد عناصر حوثية من خارج المنطقة معتبراً تمددهم وتواجدهم في المنطقة بدافع طائفي ومذهبي بدعم من إيران، في الوقت الذي يصر الحوثيون على السيطرة على مديرية الرضمة معتبرين أنها لا تختلف عن بقية المدن والمديريات التي اجتاحوها وفرضوا وجودهم فيها.
وفي أواخر أكتوبر من العام ذاته تجددت المواجهات بين الحوثيين وقبائل الرضمة بقيادة الدعام بعد أن قامت قوات الجيش بتسليم المواقع العسكرية التي استلمتها بموجب الصلح للحوثيين، وشنوا منها هجوماً على القبائل، وأسفرت المواجهات عن مقتل وجرح العشرات من مسلحي المليشيات الحوثية.
ثم قامت مليشيات الحوثي بتعزيز قواتها بعشرين طقماً مسلحاً فرضواً حصاراً محكماً على الرضمة وتحصنوا بالجبال والتلال المطلة عليها وباشروا بإطلاق النار بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة على منازل القبائل الموالية للشيخ الدعام والمواقع التي كان أبناء القبائل يتحصنون بها. ثم شنوا هجوماً واسعاً قتل على إثره نبيل عبدالواحد الدعام، نجل الشيخ الدعام، ودخلت وساطة قبلية خرجت باتفاق يقضي بخروج الدعام من المدينة إلى ريف الرضمة، كما قام الحوثيون بتفجير منزله.
* سأضحي بمن بقي من أولادي
لم تكن تلك نهاية المطاف في حرب الرضمة (الجمهورية) والإماميين الجدد، فقد اندلعت مواجهات عنيفة استشهد فيها عدد من آل البحش وهم يدافعون عن قريتهم حصن كحلان. وأعقب سيطرة مليشيات الحوثي على الرضمة حملة انتقامية ممنهجة ضد أبناء المديرية انتقاماً منهم لمواقفهم الوطنية في مقاومة الحوثيين في الحروب السابقة سواءً التي سبقت 21 سبتمبر 2014م أو التي اندلعت عقب سبتمبر 2014م.
غادر الشيخ السبتمبري عبدالواحد الدعام موطنه ومعه من تبقى من أولاده وأقاربه إلى العاصمة الرياض، فاستقبلته استقبال الأبطال، واحتفت به قبائل قحطان السعودية وأتى شيوخها من كل مكان للقاء هذا البطل القادم من اليمن والذي سبقته إليهم مواقفه البطولية المشرفة وصلابته وتضحيته بالمال والولد في سبيل قضيته وما يؤمن به. وأقامت له فعالية احتفائية ومنحته قبائل قحطان "سيف قحطان للشجاعة" تقديراً لهذا الشيخ الجليل.
ويتعهد الشيخ عبدالواحد الدعام، في تصريح مع "نيوزيمن"، بإعادة الكَّرة مراراً وتكراراً، وبالتضحية بمن تبقى بأولاده فداءً للجمهورية وللتخلص من تسلط واستبداد الكهنوتيين والإماميين الجدد، وسحق مليشياتهم في المنطقة، بل المناطق الوسطى.