محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

من أجل العيد في صنعاء.. نحن الآن في المترس

Friday 14 May 2021 الساعة 06:21 pm

في عيوني شوق لأمي يغلبني كلما لاح ضوء الفجر من خلف الجبل، ويعانق ذروة الحنين كلما ابتلع البحر قرص الشمس أثناء الغروب وكأنها حبة سلبادين تخفف عنه الصداع، تشنقني نسائم البحر عند استقبالها على الشاطئ بعد استراحة قصيرة من المترس، وانتهاء المناوبة الليلية، لبندقية هي الآن بيدي. 

بعيداً عن أمي وكعك العيد، وضحى صنعاء، وخطوات الناس إلى مساجد صلاة العيد، بعيداً عن النعاس الذي يصاحب جفني في أول يوم العيد، في محاولة لضبط الوقت من جديد بعد رمضان، أستند في هذه اللحظات على مترسي، أغنية الآنسي تثير زوبعة في الذكريات، وأمام عيني فقط أرى عدوي والطريق إلى صنعاء.

في المعركة تتساوى الأيام، ويتلاشى الوقت، لا أهمية للأيام والرصاص تلعلع، والمدافع تدوّي، ولا أهمية للأيام والمعركة تتقدم نحو دحر العدو، قد تتساوى الأعياد بالأيام العادية في حالة إذا كنت مقاتل تعيش في المترس تبحث عن الطريق إلى بيتك.

الحرب من أجل العودة إلى البيت ومصافحة الأيام والأعياد فيه، هي فرض لا يقبل التخلي عنه، ولا يمكن أن تكون العودة بدون أدائه بالطريقة التي تكون نتائجها عودة العيد والسعادة الحقيقية لكل بيوت اليمنيين، وذلك بإزالة صهاينة العرب المدعومين من إيران "جماعة الحوثي" الإرهابية.

العيد الحقيقي هو يوم عودة صنعاء إلى ربيعها، ونسائم وردها، وحريتها وديمقراطيتها، يشبه يد سقوط الكهنوت الأول فيها في ضحى سبتمبر التحرير، عيد فيه تتشابك أيادي اليمنيين، في ظل العيش المشترك والوئام ورفض العنصرية والطائفية التي يريد "الحوثي" أن يعمّق جذورها بين أبناء المجتمع، ولذلك أنا هنا في المترس. 

في المترس من أجل حلمي بوطن لا تحكمه الخرافة ولا ثقافة العبودية والخضوع، أرتضيت أن أكون في المعركة بعيداً عن أمي وذلك من أجلها، بعيداً عن أولادي، وذلك من أجلهم، لا أطيق أن أرى ولدي يكبر في ظل سلطة تكّرس أنها جاءت باسم السماء، ولا أطيق أن أرى ولدي يكبر بدون تعليم ولا حرية، ولا تعايش وسلم مجتمعي، ولذلك أنا هنا في مترسي من أجل أمي وأولادي.

صنعاء يا صاحبة الجلالة والأعياد، لا يمن بدونكِ، ولا حرية في وجود الإرهاب الحوثي، ولا ديمقراطية في وجود الاستبداد الكهنوتي، ولا عدالة في وجود العنصرية الحوثية، ولا ضوء في وجود الظلام الحوثي، من أجلكِ يا صنعاء الجمهورية أعيادنا في المتارس، نقود المعركة من أجلكِ يا أم التاريخ وأمنا جميعاً.