محمد عبدالرحمن
"هادي" و"الجنرال الأحمر" رايات الهزائم والفساد على طول طريق التحرير
أفقنا على فجر يوم صبي، ومضينا في قدرنا المكتوب أن نحارب مجدداً من أجل الجمهورية ومبادئها السامية، ركبنا على جواد الريح وسافرنا على امتداد البلاد نطوي المسافات بأجسادنا ونرتوي من عين الجبل المبتل بدمائنا، أحلامنا زاهية، وجذعنا ضارب في الأعماق، وبلادنا تستحق أن نقاتل من أجلها، ومن أجل الحياة والحرية.
في طريقنا الطويل ونحن نشقها إلى صنعاء التي صارت تصلي على سجادة فارسية وإمام إيراني وفكر خميني، وثقافة سوداء ملتوية على أعناق الرجال وجيد النساء، كانت الجبال وسفوحها، والوديان وأشجارها، والسواحل وشطآنها والصحراء ورملها تمشي معنا وتسندنا وتقاتل بجوارنا، ومع كل معركة ننتصر فيها كنا نتقاسم ذلك النصر بيننا وبينها.
لكن ما لم نكن قد جعلناه في الحسبان البعيد، وما لم نكن نتوقعه على الأمد الطويل، على الأقل والناس تقدم دماءها الزكية في معركة هي أقدس المعارك من أجل الحرية والجمهورية ومن أجل الحياة ضد أطغى جماعة إرهابية عرفتها اليمن "جماعة الحوثي"، كان "هادي" وجنراله علي محسن، ينصبان فخاخهما لإعاقتنا من التقدم.
عندما كنا نخوض المعركة ونحن في مقدمتها وبين نيرانها، يسقط شهيد يتلوه شهيد، ويتعثر جريح ليسعفه جريح آخر، وأعيننا صوب صنعاء وشمس الحرية، كانت هناك بنادق خلفنا تطلق نيرانها يتبعها صوت يلعن "الحوثي" وكأن تلك البنادق تقاتله، لكنها في الحقيقة المُرّة، كانت مصوبة نحو جماجمنا، تطعننا غدراً وتدّعي أنها تقاتل العدو، إنها بنادق "هادي" وجنراله الأحمر وذلك كان صوت جماعة "الإخوان".
فظيع جهل ما يجري، والأشد فظاعة أننا أدركنا في وقت من أوقات المعركة نحو صنعاء، أن "هادي" وجنراله الأحمر يقودان المعركة إلى طريق مسدود، وأن التضحيات وتلك الدماء الزكية يريدانها استثماراً لصالحهما، كانت معركتهما الحقيقية ليست معنا، وبعيدة عن صنعاء والجمهورية، هذا الإدراك المتأخر ندفع ثمنه الآن، توقفت المعارك واستفحل "الإرهاب الحوثي" في مناطق سيطرته.
في الوقت الذي كانت دماء الشهداء في كل الجبهات تروي أرض المعركة، كان "هادي" وجنراله الأحمر و"الإخوان" ينهبون الأموال، ويسرقون الثروات، يمارسون الفساد والتهريب وبيع الأسلحة، كان الناس يتضورون جوعاً، وكانت الشرعية تمارس الغوايات من أجل استمرار الحرب وعدم حسم المعركة.
إن معركة الإخوان و"هادي" والجنرال الأحمر هي معركة الفساد والنهب، معركة من أجل أن لا تنتهي المعركة المقدسة لليمنيين، معركتهم هي أن تستمر الجبهات بدون تقدم وبدون نصر، معركتهم أن يستثمروا في تركيا وأوروبا وأمريكا، معركتهم هي أن لا يسقط "الحوثي" وأن تبقى صنعاء تحت العمامة الإيرانية، لأن ذلك مصدر للكسب والنهب والفساد.
في كل معركة ضد "الإرهاب الحوثي" تحقق فيها المقاومة نصراً كبيراً بعد تضحيات ودماء زكية، كان "هادي" و"علي محسن" يرفعان رايات الهزائم والفساد، يرفضان إنزالها وترك المقاومة تشق الطريق نحو صنعاء والحرية، لكن ذلك الرفض يجب أن لا يستمر، ويجب أن لا يستمر رفع تلك الرايات، ويجب أن لا يستمر صانعو الهزائم والفساد.