السلوك الدميم للحوثيين حيال قيم الجمهورية ومبادئها ورموزها، وبخاصة إمعانها في التمييز بين اليمنيين طبق المعيار السلالي (العنصري)، وباسم الإسلام وبدعاوى الاصطفاء والولاية وامتيازات آل بيت الرسول، يفسر، إلى حد بعيد، النفور الشائع من مظاهر التدين، في الستينات من القرن ال20، لدى أغلب رجال الإصلاح في اليمن وبخاصة ثوار سبتمبر في الشمال.
كما يساعد على الإمساك بمحركات العنف _من دون تبريره على أية حال_ الذي استهدف، بالحق وبالباطل، حفنة من رجال "الحكم الكهنوتي المباد" في الأسبوعين التاليين على ثورة سبتمبر المجيدة!
عبدالملك الحوثي يؤجج نار الفتنة في اليمن، النار التي ستحرق اليمنيين دون تمييز سلالي أو مذهبي... فالحرائق، كما الأوبئة، لا تكترث لما يقوله خبراء جينات ولا يهمها أباطيل علماء الأنساب!
* * *
الاشتغال على تنشيط هويات بائدة من قبل البعض في مواجهة دعاوى الحوثيين بالاصطفاء والولاية، هو ضرب من التخبط في غياب مشاريع يمنية جامعة.
هزم "عنصرية" الحوثيين لا يكون بالاستنفار العبثي _الباعث على الشفقة، وأحيانا الضحك_ ل"القحطانية" وغيرها من الهويات البائدة، وإنما بقيم العصر وقوانينه وأدواته النضالية.
* * *
معسكر "الشرعية" يتحول بانصرام السنين وتعاقب الانتكاسات و"الاستنقاع" في الرياض وغيرها من عواصم الإقليم، إلى "مكتب تنسيق" لترتيب فرص وظيفية (وهمية بالطبع) لأعضاء مكوناته الحزبية والقبلية!
مطالبة البعض، قبل سنتين، بإصلاح هذا المعسكر (رئاسة وحكومة وسياسات) توارت خلف المصالح الشخصية الفورية للأحزاب التي صارت "شلل"، وفي أحسن الأحوال "جماعات مصالح"!
* جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيس بوك