أول أيام العيد وعبدالقادر السقاف ورباب المضواحي ومراد ظافر وعبدالحكيم العفيري وآخرون يقبعون في المعتقل في صنعاء بتهمة التجسس لصالح الموساد والسي اي ايه!
أغلب هؤلاء معروفون للصحفيين والحقوقيين منذ عقدين على الأقل. كانوا على الدوام مثالا للنزاهة والسوية والوقوف في صف الضعفاء والمضطهدين (هل يعقل أن نساهم عبدالملك الحوثي والمعتقلون من قيادات الجماعة في معتقلات النظام السابق؟)
استمعت بعناية للتسجيل الذي وزعه الحوثيون ويتضمن بيانات وأقوال من وصفوه "الجاسوس" عبدالقادر السقاف!
شاهدت "البهرجة" التي سبقت ورافقت التسجيل التلفزيوني علني أرى شيئا يبرر (إذ أن إدانة السقاف غير واردة أصلا) التنكيل بالرجل والتشهير به، فلم أجد شيئا.
لم يقل السقاف إلا واجباته كموظف يمني في سفارة أجنبية. ولو كان في اليمن سيادة قانون لتمت معاقبة كل أولئك الذين ارتكبوا انتهاكات ضد الرجل.
بعد مشاهدتي "أدلة" النفي الحوثية بادرت للتواصل مع أحد أقارب السقاف للاطمئنان على أسرته. وقد صدمني إذ تحدث عن معاناة الأسرة طيلة 4 سنوات!
4 سنوات، لماذا؟
قال إن السقاف معتقل منذ 4 سنوات، وإن أسرته -وكذلك أسرا آخرين- تكتمت نزولا عند وعود السلطات بالإفراج عنهم إذا امتنعت الأسر عن إبلاغ الرأي العام.
السقاف، 73 عاما، لم يعد يعمل في السفارة الأمريكية منذ إغلاقها، وربما قبل ذلك.
يا للمأساة!
يمنيون أبرياء في السجون بتهم مفبركة خدمة -على الأرجح- لأهداف سياسية.
افرجوا عن المعتقلين فمن وصفتموه بأخطرهم (عبدالقادر السقاف) هو مواطن يمني كان في وسعه أن يبقى في عدن قبل 4 سنوات دون أن يمسه أذي، لكنه رجع إلى صنعاء كما يفعل أي يمني عاش في المدينة التي "حوت كل فن" قبل ان يغير الحوثيون من طباعها!