حروب الحوثي ضد اليمنيين.. من دماج وحتى "ضربات الفجر".. اعتذر لوطنك يا عبدالملك

تقارير - Friday 12 January 2024 الساعة 09:56 am
المخا، نيوزيمن، كتب/ نبيل الصوفي:

منذ اللحظة الأولى لإطلاق الحوثي رصاصات إيران ضد الدولة اليمنية في 2004، واليمنيون يخاطبونه: تدحن الشر، لا تدخل البلاد في حروب ودماء ودمار.

ومن يومها وحتى فجر الجمعة اليوم حيث تسبب بهجوم 20 دولة قصفت 60 هدفاً في مناطق مسلحة إيرانية على أرض اليمن، وهو يرد بنفس النغمة، معتبراً الفتنة والدم بطولة وجهاداً ومواجهة لليهود والنصارى.

وموجع أن يتقاتل العالم على أرضك ووطنك وأنت مشرد مطارد لا يراك من استولى على بلادك إلا عميلاً خائناً، فيما أنت لم تسبب شيئاً من ذاك، لا كنت حوثياً إيرانياً ولا شاركت العالم في قصفه، فبلادك متضررة موجوعة في كل الأحوال..

في طريق الحوثي الدموي إلى صنعاء، اعتبر كل يمني يعارض دمويته وصلفه "يهود ونصارى وإسرائيل وأمريكا".

كل ما دمره في اليمن من مساجد ومدارس ومستشفيات ومصانع ومدارس وطرقات وأسواق، بل منازل عائلات وممتلكات خاصة، كلها اعتبرها "أمريكا وإسرائيل".

لم يكترث لعمامة عالم ولا للحية متدين ولا لسجادة مصلٍ، ولا لمكانة شيخ قبلي ولا لقيمة رئيس أو مرؤوس.

لم يستطع أي يمني، إقناع عبدالملك الأرعن أن هذا طريق مميت، يقتل اليمن التي هي بلادنا كلنا، ولقرابة ربع قرن والحوثي يردد نفس النغمة أنه يقاتل أمريكا وإسرائيل، بل يؤكد أنه ينتصر عليهما وسيمسحهما من على وجه الدنيا، في تسطيح بليد موجع مؤذٍ.

أسقط الحوثي الدولة اليمنية، واعتبر كل اليمنيين يهوداً ونصارى.. وهدد مصالح المنطقة فتولى تحالف عربي حرباً عليه لسنوات، دول عربية يجمعها باليمني الدين والدم واللغة.. فواصل الحوثي زعيقه ودمويته وولاءه لخرافات الحروب الشيعية ضد السنة، والفارسية ضد العرب، وها هو اليوم يسبب دائرة أبعد من دول العالم التي كانت تقف معه ضد اليمنيين وضد العرب.

ضربات الفجر، ليست نهاية المعركة، هي فقط تشل قدرات الحوثي وتمنعه من الإضرار بالملاحة الدولية، بدأ الحوثي ضرره باليابان.. تتخيلون أول دولة أصابها الأذى كانت اليابان.. دولة صديقة مسالمة لم نعرف منها شراً، ولا تكترث بصراعات الأديان ولا لها دور في حشود المليشيات السنية ولا الشيعية، حتى وصل ضرره إلى 50 دولة، العالم يعيش على النقل البحري، والنقل البحري تشاركي لا يمكن أن تدعي أنك تستهدف دولة واحدة طالما وأنت استهدفت سلوكاً عالمياً في منطقة صغيرة محددة كالبحر الأحمر.

وقبل هذه الضربة حتى إيران سحبت بارجتها من البحر الأحمر، لأنها عاجزة عن الدفاع عن ما ساقت الحوثي إليه.

ضربات ردت إلى أسماع اليمنيين أصوات القصف الذي سمعه السوريون من الروسيين والأتراك، وسمعه العراقيون من تحالف عالمي مماثل شارك فيه الحشد الشعبي الإيراني نفسه، لم يقل الحشد ولا قال شيعة الحرس الثوري الدعي إنها ضربات ضد العراق بل شارك فيها وسيطر على العراق بدعم وحماية أمريكا.

تفاوتت مواقف اليمنيين فجر اليوم، تبعاً لمشاعرهم المحبطة أو الولائية العدمية.. أو رؤيتهم الوطنية.. لكن الحوثي لن يكترث إلا بمن سيبايعه على الموت في سبيل أيديولوجية الخرافة الإيرانية، وكل من لديه اختلاف سيعتبره يهودياً نصرانياً.. وسيستمر الوجع اليمني حتى يتمكن اليمنيون من غسل وجه عاصمتهم ويعيدوا إليها دولتهم ويعترفوا ببعضهم ويلتزموا قدرتهم وحدودهم وحاجة بلادهم.. ويحموها من المهالك بعيداً عن إيران وأمريكا، أما إسرائيل فهي جبهة حرب تاريخية للعرب والمسلمين، لن يهزمها عربي أو يمني أو مسلم بمفرده فضلاً عن أن يكون فقيراً كل ما بيده هو سلاح عتيق وكومة شعارات تتيح له قتل شعبه ومواطنيه.

قصفت أمريكا العراق متسلحة بفتوى السيستاني وجنود قاسم سليماني وعيال مهدي المهندس.

وذهب قاسم سليماني بنفسه إلى موسكو مستجلباً الطيران الروسي لمساندة مقاتلي الفصائل الشيعية في سوريا.

حاول العرب تجنيب اليمن حرباً دولية، وأبقت مشكلة اليمنيين في إطار عربي فرفض الحوثي وإيران.

اليوم العالم وإيران يتقاتلون في برنا وبحرنا..

إن كان الحوثي وطنياً، فليصالح اليمنيين، وليدعُهم إلى عاصمتهم، ويلف خِرَقه وشعاراته ويقول لهم: أنا منكم، لا تسلموني للغريب.

مطلوب الحوثي يعود لليمن واليمنيين، لتجاوز محنة الصراع مع العالم إن كان يراها فعلاً محنة وطنية، أما وهو يراها فرصة يريد إدخال اليمنيين تحت أيديولوجيته فكل الطرق هي دمار يسحق بلادنا بذراع المستعمر الإيراني أو المستعمر الأوروبي..