عقاب حوثي جماعي لسائقي شاحنات نقل بضائع ميناء الحديدة
إقتصاد - Wednesday 15 November 2023 الساعة 08:11 amبين عشية وضحاها أصبح الأربعيني عبدالله الحاشدي -مواليد محافظة عمران- عاطلاً عن العمل، وفقد مصدر دخله الوحيد، على إثر قرار تعسفي اتخذته مليشيا الحوثي مطلع أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قضى بتغيير مسار طريق شاحنات نقل البضائع من ميناء الحديدة (غرب اليمن) إلى صنعاء.
يقول السائق عبدالله الحاشدي، إن مالك الشاحنة التي كان يعمل عليها اضطر لايقافها، وهو الخبر الذي نزل عليه كالصاعقة، إثر تحويل طريق شاحنات نقل البضائع من طريق الحديدة - مناخة - صنعاء الممتد بطول 230 كيلومتراً، إلى طريق الحديدة باجل - مدينة الشرق - آنس - معبر – صنعاء الذي يبلغ طوله متقطعا نحو 290 كيلومتراً، بزيادة قدرها 60 كيلومتراً.
مثل عبدالله تضرّر أكثر من 5 آلاف سائق ومالك شاحنة نقل للبضائع، يعيلون عشرات آلاف الأسر، يعملون على نقل البضائع من ميناء الحديدة إلى صنعاء عبر الطريق الذي بات يمثل شريان حياة لمعظم سكان المديريات والتجمعات السكنية والأسواق التجارية الواقعة على طول امتداد الطريق الذي يعد من أوائل الطرق في اليمن.
ودونما دراسة لجدوى القرار وتداعياته وتأثيراته، أقرت مليشيا الحوثي -الذراع الايرانية في اليمن- في 7 أكتوبر/ تشرن أول الماضي، تحويل مسار شاحنات النقل الثقيل القادمة من محافظة الحديدة إلى صنعاء، إلى طريق (الحديدة باجل - مدينة الشرق - آنس - معبر – صنعاء) والزمت سائقي الشاحنات المتجهة من صنعاء إلى مدينة الحديدة السير عبر طريق (صنعاء - المحويت - الحديدة).
واعتبر الشيخ حمود ناصر الشريف -مالك شاحنتي نقل بضائع- القرار ارتجالياً يستهدف مضاعفة الأعباء المعيشية على شريحة واسعة من المجتمع اليمني، وقال إن الطرق البديلة شديدة الوعورة وشديدة الارتفاعات الجبلية، وغير مهيأة لمرور شاحنات نقل بضائع، وأن الكثير من الشاحنات لا تقدر على المرور فيها.
مشيراً كذلك إلى أن زيادة طول الطريق، سيعني زيادة في استهلاك الوقود، وارتفاعاً في أجور النقل ونفقات التخزين، وبالتالي وقوع زيادة في أسعار السلع والبضائع، في ظل تردي الأوضاع المعيشية وتوقف صرف مرتبات الموظفين وتدني القدرة الشرائية للمواطنين.
وفيما زعمت مليشيا الحوثي أن تحويل مسار طريق شاحنات نقل البضائع من ميناء الحديدة جاء "في ضوء تحليلات الحوادث المرورية والازدحامات التي تتسبب بها شاحنات النقل"، يؤكد الشيخ الشريف تزايد الحوادث المرورية وانقلاب الشاحنات على الخطوط البديلة، ويرى أن مشكلة الحوادث المرورية تكمن في تشقق الطريق وزيادة الحفريات في سطح الطريق، واهماله وعدم اجراء الصيانة الدورية للطرقات، وليس في كثافة مرور الشاحنات.
إلى ذلك يعتقد السائق على نهشل، أن مليشيا الحوثي اتخذت هذا القرار التعسفي كإجراء عقابي لملاك وسائقي شاحنات نقل البضائع من ميناء الحديدة، إثر رفضهم محاولة الجماعة إدخال شاحنات حكومية واخرى مملوكة لقيادات حوثية، إدخالها الميناء وتمكينها من نقل البضائع دون الانتظار ودون الالتزام بنظام الفرزة مثل بقية الشاحنات.
"كنا نظمنا العام الماضي اعتصاماً مفتوحاً بمنطقة الصباحة (غربي صنعاء) احتجاجا على ذلك"، واشار السائق نهشل الى تلقيهم يومها وعوداً بالزام سائقي الشاحنات الجديدة بنظام الفرزة أسوة بالاخرين من عموم محافظات الجمهورية.
معتقداً أن تغيير مسار الطريق تعسفياً يهدف إلى حرمان سائقي الشاحنات القديمة من العمل، وقال: "قطع أرزاق الناس سواء آلاف السائقين أو العاملين في القطاع التجاري على طول امتداد خط الحديدة- مناخة - صنعاء"، وفي حديثه إلى (نيوزيمن) يرى السائق على نهشل أن الأمم المتحدة رفعت الحصار عن ميناء الحديدة لتخفيف معاناة اليمنيين وليس لزيادة معاناتهم.