احتفاء خصوم الانتقالي بمجلس حضرموت.. الجنوب والنفاق "الوحدوي"

السياسية - Friday 23 June 2023 الساعة 08:26 pm
حضرموت، نيوزيمن، خاص:

شكل إعلان "مجلس حضرموت الوطني" بالعاصمة السعودية الرياض، حدثاً لافتاً أثار الجدل بشكل واسع حول الهدف الحقيقي وراء تشكيل هذا الكيان الذي يأتي في ذروة الصراع السياسي الذي تشهده المحافظة منذ أشهر.

صراع سياسي تخوضه مشاريع متعددة على خارطة المحافظة، على رأسها المشروع الذي يقوده المجلس الانتقالي الجنوبي تكون فيها حضرموت إقليماً في إطار دولة جنوبية فيدرالية وهو ما يحظى بتأييد شريحة واسعة من أبناء المحافظة، يقابله مشاريع أخرى متعددة يقف رموزها اليوم كمؤسسين للمجلس الجديد.

ورغم عدم الإعلان رسمياً عن أسماء أعضاء المجلس باستثناء الإعلان عن انتخاب وزير النقل الأسبق بدر باسلمة رئيسا لهيئته التأسيسية، إلا أن وثيقة المجلس التي حددت أعضاء المجلس بعدة فئات، وضعت على قائمة أعضاء المجلس أعضاء الوفد الحضرمي المشاركين في مشاورات الرياض 2023، والذي تمخض عنها المجلس.

حيث يتكون هذا الوفد من شخصيات تعبر عن خليط من المشاريع التي تقف في مواجهة مشروع الانتقالي، بدءًا بالمشروع الأقل حظاً وهو مشروع بقاء حضرموت في إطار الدولة الاتحادية اليمنية وصولاً إلى المشروع ذي الصوت المرتفع بشعار "دولة حضرموت".

وهو ما يفسر الاحتفاء الكبير بالمجلس "الحضرمي" من قبل خصوم الانتقالي وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين والتي سارعت عبر ذراعها المحلي (حزب الإصلاح في حضرموت) إلى إصدار بيان رسمي ترحيباً بالمجلس واعتباره "حاملاً سياسياً معبراً عن طموحات المجتمع الحضرمي".

هذه الطموحات التي يتحدث عنها ذراع الإخوان السياسي، تشير لها الوثيقة السياسية والحقوقية الحضرمية الصادرة عن إشهار المجلس، والتي تؤكد على دعم "أي إجراءاتٍ تدريجية تسعى لمعالجة المظالم وإيجاد آلياتٍ متوافق عليها للانتقال إلى التسوية السياسية النهائية، دون إلغاء رغبات المجتمعات المحلية في إعادة تقرير مصائرها عبر مؤسسات الحكم المختلفة". 

الترحيب والاحتفاء الإخواني وبعض نخب الشمال بالمجلس الحضرمي رغم إشارته الواضحة إلى حق "المجتمعات المحلية في إعادة تقرير المصير"، يفضح مزايدتها طيلة السنوات الماضية باسم الوحدة في وجه المجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بحق تقرير المصير واستعادة الدولة الجنوبية.

ولم يقف الأمر عند حد المزايدة السياسية، بل كانت لافتة "الوحدة" شماعة لهذه القوى لخوض معارك على الأرض ضد الجنوب كما حصل خلال عامي 2018م و2019م، ومثلت حينها أكبر خدمة لذراع إيران في اليمن المتمثل بجماعة الحوثي، في حين تجاهر هذه القوى اليوم بتأييد حق حضرموت في تقرير المصير نكاية بالمجلس الانتقالي. 

وفي حين يهدف هذا التأييد والاحتفاء بمجلس حضرموت الوطني إلى دفع الانتقالي للصدام معه، كان لافتاً تأكيد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي على انتهاج الانتقالي لخيار الحوار مع كافة المكونات في الجنوب، تعليقاً على الموقف من إعلان مجلس حضرموت الوطني.

الزُبيدي وفي ندوة استضافها المعهد الملكي البريطاني "تشاتام هاوس" في العاصمة لندن الخميس، أكد بأن المجلس الانتقالي لن يُقدم على أي إجراءات أحادية لإعلان الاستقلال، وأنه سيعمل على تحقيق ذلك من خلال عملية سلمية تحت إشراف الأمم المتحدة.

ورغم تشديد الزُبيدي على مشروع الانتقالي في استعادة الدولة الجنوبية إلا أنه أشار في حديثه إلى "أن المسؤولية الأخلاقية، والإنسانية، والأخوية، تحتّم على الجنوبيين عدم ترك أشقائهم من أبناء الشمال ضحية للمليشيات الحوثية"، في موقف قوي يدين عبث ونفاق نخبة "الوحدة" الساعية إلى ضرب وحدة الجنوب في الوقت الذي تجدد فيه قواه وعلى رأسها الانتقالي التأكيد على المعركة الأساسية ضد مليشيات الحوثي الإرهابية.