بين انتصار وسُكينة.. القذف والتشهير سلاح ذراع إيران ضد المرأة في اليمن

تقارير - Sunday 15 January 2023 الساعة 07:16 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

لا يتوانى ذباب ونشطاء مليشيا الحوثي الإرهابية، الذراع الإيرانية في اليمن، عن قذف أعراض اليمنيات ووصفهن بأبشع الأوصاف طالما وأنهن لا يتجاوبن مع أهدافها أو تنفذ رغباتها.

وفيما لا تزال الفنانة انتصار الحمادي تقبع في معتقلات المليشيات في صنعاء بعد توجيه تهم الترويج للمخدرات وممارسة الدعارة دون وجود دليل واحد يثبت ذلك، تتعرض الناشطة اليمنية سكينة، ابنة القيادي البارز في مليشيا الحوثي، ووزير الشباب في حكومتها غير المعترف بها، حسن زيد، لأبشع حملة يمكن أن تستهدف أي امرأة في العالم.

هذه الحملة ليست جديدة بل بدأت منذ اغتيال والدها وسط صنعاء أواخر العام 2020م برصاص مسلحين مجهولين، وتصاعدت مع كل تغريدة تنشرها الناشطة وتكشف فيها تفاصيل ربما قد تساعد في معرفة من يقف وراء جريمة اغتيال والدها.

وعرضت سكينة صوراً لردود على تدويناتها في تويتر، بدأت بتهديدات ووصلت إلى حد القذف بعرضها وشرفها.

وقالت سكينة، "ما زلت أتلقى التهديد ومن ضمنها التهديد بتلفيق ملفات لي!والاتهام والاستفزاز والسخرية واخرتها يقذفني واحد هكذا بكل وضوح! وانا لا ادري ما جريمتي؟! إلا انني بنت حسن زيد! ولن ينصفني او يحميني احد، فالتصرف الوحيد الذي احفظ به كرامتي هو استقالتي من حزب الحق لانه حليف للسلطة في صنعاء".

وطالبت سكينة السلطات الأمنية بتحديد هوية من يقوم بقذفها على صفحتها وحملته مسؤولية أي مكروه قد يصيبها، مؤكدة في الوقت نفسه أنها تقدمت بالعديد من البلاغات بشأن تهديدات وإساءات تعرضت لها، لكن سلطات صنعاء الأمنية والقضائية لم تتجاوب معها. 

وكانت تقارير دولية صادرة في أوقات مختلفة من العام الماضي 2022م تحدثت عن ما تتعرض له المرأة اليمنية من انتهاكات تصل إلى حد الاختطاف والإخفاء القسري والابتزاز الجنسي وتشويه سمعتهن.

وأشار بيان صادر عن المركز الأمريكي للعدالة في اليوم العالمي للمرأة 8 أغسطس 2022م، أن النساء في اليمن يتعرضن لانتهاكات ممنهجة تمارسها المليشيا الحوثية، منها إصدار لأحكام الإعدام خارج القانون، واختطاف وإخفاء قسري وإهانة، بل إن تلك الانتهاكات وصلت حد الاغتصاب والاستغلال والابتزاز الجنسي داخل وخارج مراكز الاحتجاز، وتشويه سمعتهن، ودفع ذويهن إلى التخلي عنهن والتبرؤ منهن.

فيما وثق تقرير صادر عن فريق الخبراء المعني باليمن التابع للجنة مجلس الأمن، في فبراير من العام الماضي، عدداً كبيرا من انتهاكات المليشيا الحوثية بحق النساء في اليمن، من بين تلك الأعمال: اختطاف وإخفاء الناشطات، والاغتصاب، وتلفيق اتهامات كيدية، ومحاكمات صورية بحق المهنيين في القطاعات المختلفة.

واستشهد التقرير بتسع حالات قام فيها الحوثيون باختطاف واحتجاز نساء ناشطات سياسياً أو مهنياً، بسبب معارضتهن لآرائهم الأيديولوجية، أو توجههن السياسي.

وأفاد التقرير بأن الحوثيين استخدموا مزاعم "الدعارة" ذريعة للحد من تقديم الدعم المجتمعي للمعتقلات السابقات، ومنع مشاركتهن النشطة في المجتمع المحلي، وضمان عدم تهديدهن لنظام الحوثيين.

وقال التقرير إن المليشيات، وتحقيقاً لهذه الغاية، سجلت فيديوهات مخلة بالآداب، واحتفظت بها لمواصلة استخدامها كوسيلة ضغط ضد أي معارضة من هؤلاء النساء، ووسيلة لردع القيادات النسائية الأخرى، وتخويفهن من الوقوع في المصير نفسه.