استئناف تصدير النفط.. معركة حاسمة لـ"الرئاسي" لا تقبل الهزيمة

إقتصاد - Thursday 27 October 2022 الساعة 08:09 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

وسط ضجيج التفاعلات مع قرار مجلس القيادة الرئاسي بتصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية وتداعيات هذا القرار، غاب عن المشهد الحديث عن القضية الأساسية التي قادت لهذا القرار وهو هجوم الجماعة على ميناء الضبة النفطي في حضرموت.

فالهجوم جاء كتنفيذ لتهديدات الجماعة الإرهابية بمنع تصدير النفط المنتج من المحافظات المحررة، لفرض شروطها بتقاسم عائدات تصدير النفط، متوعدة عقب الهجوم بالتمادي في هجماتها من خلال التلميح باستهداف حقول الإنتاج.

ما يجعل من القضية الأساسية هي قدرة المجلس الرئاسي في منع تحقيق هدف جماعة الحوثي الإرهابية من الهجوم وهو وقف عملية تصدير النفط الخام، بسرعة استئناف تصدير الشحنة المخزنة حالياً في منشأة الضبة، جراء مغادرة سفينة النقل اليونانية NISSOS للميناء عقب قوع الهجوم الجمعة الماضية.

مغادرة السفينة بشكل نهائي جاء على عكس تصريحات محافظ حضرموت عقب الهجوم، والتي قال فيها بأنه تم إبعادها فقط كإجراء احترازي، على أن يتم استئناف عملية ضخ النفط للسفينة خلال الساعات القادمة.

لتمر 5 أيام على الهجوم دون توضيح رسمي يؤكد عزم الحكومة على تصدير الشحنة كرسالة تحد بوجه تهديدات جماعة الحوثي الإرهابية، وهو ما يهدد بتداعيات تزيد من هشاشة الوضع الاقتصادي في المناطق المحررة.

أولى هذه التداعيات بدأت بالظهور سريعاً بتقارير إعلامية نقلت عن موظفين في شركة بترومسيلة النفطية التي تدير منشأة الضبة وحقول إنتاج النفط في حضرموت بأن قيادة الشركة أبلغتهم بأنها لن تكون قادرة على دفع رواتبهم مع توقف عملية تصدير النفط.

في حين يهدد توقف عملية تصدير النفط بتداعيات أكبر على الاقتصاد بالمناطق المحررة، باعتبار عائدات النفط هي المورد الرئيس للعملة الصعبة للحكومة وللبنك المركزي، وهو ما قد يهدد بنسف الاستقرار الذي تعيشه العملة المحلية أمام العملات الصعبة منذ أشهر.

كما أن توقف عملية تصدير النفط يهدد أيضاً توقعات صندوق النقد الدولي خروج الاقتصاد اليمني هذه العام من الانكماش إلى نمو متواضع بنسبة 2 في المئة تقريبًا، وترتكز هذه التوقعات على عدة عوامل أهما زيادة عائدات النفط جراء ارتفاع أسعارها وزيادة كميات الإنتاج.

مخاطر وتداعيات لا حصر لها تهدد في مجملها بنسف كل خطوات المجلس الرئاسي بتحسين الوضع الاقتصادي والخدمي في المناطق المحررة، ما يجعل من منع توقف تصدير النفط تحدياً حقيقياً بل أشبه بمعركة حاسمة وفاصلة للمجلس في مواجهة جماعة الحوثي، سترسم نتائجها تفاصيل المشهد في اليمن خلال المرحلة القادمة.