خدماته تتعدى ظروف التأهيل النفسي.. "مركز الإرشاد الأسرى بالمخا" يساند الفتيات المتأثرات بأجواء الحرب
المخا تهامة - Saturday 27 August 2022 الساعة 06:27 pmيتميز مركز الإرشاد الأسري والدعم النفسي في مديرية المخا بتنوع أقسامه وتعدد أنشطته كأول مركز خاص بمعالجة الفتيات والنساء من آثار الحرب، في مديريات الساحل الغربي.
وإلى جانب العمل على تحسين الحالة النفسية للمريضات نفسيا وعصبيا فإن المركز يقوم بأعمال أخرى لا تقل أهمية عن دوره الأساسي، وهو إعادة دمج من تم تأهيلهن نفسيا بالمجتمع من خلال تعليمهن مهنا معينة كجزء من خطة استراتيجية تهدف إلى دفع المستفيدة لنسيان تاريخها المرضي.
ويعود الفضل في تأسيس المركز إلى منظمة ديم، وهي من المنظمات الإنسانية الرائدة التي لديها إسهامات طبية كبيرة في مديرية المخا.
ويتميز المركز بأنه يهتم بشريحة أساسية في المجتمع غابت عن أذهان كثير من المنظمات، وهي المرأة والفتيات المتأثرات بأجواء الحرب.
وتقول الدكتورة أمل علي محمد، مديرة إدارة حالة في المركز لنيوزيمن، إن المركز يتفوق بكثير من الخصائص فعلاوة عن تقديم خدمات المعالجة الطبية فإنه يقدم أيضا الحماية للمرأة والدعم النفسي، وفوق ذلك يرشد الفتيات إلى كيفية نسيان الآثار التي تعرضن لها أثناء الحرب كفقدان أحد أفراد الأسرة أو التعرض لمواقف صادمة غير قابلة للتحمل.
وتضيف إن نقص الرعاية المقدمة للمرأة في زمن الحرب عرضها لكثير من الانتهاكات وكثيرا ما كان فقدان فرص العيش وفقدان الحياة السابقة التي كانت تعيشها سببا في دفع المرأة إلى إصابتها بالحالة النفسية والعصبية، مما يستلزم المعالجة الطبية والتأهيل اللاحق لسوق العمل.
وترى أن عوامل كثيرة تدخل في إصابة النساء بالحالة المرضية والذي قد يصل إلى وقوع الطلاق بين الزوجين من بينها فقدان الموارد، والحرمان من فرص العمل، والانتقال من حالة الثراء إلى حالة الفقر بعد النزوح، وتصعب الحياة ما بعد التهجير وظروف العيش الجديدة للأسرة بعد فراق موطنها الأساسي.
وإضافة إلى ما يقدمه المركز من إعادة تأهيل للمصابات بالأمراض النفسية والعصبية، فإنه يقدم أيضا النصائح التي تتمكن من خلالها المريضة، تجاوز ظروف الماضي.
كما يقدم فرصا عدة لأخريات من خلال تعليمهن مهنة جديدة كحياكة المعاوز، وهي مهنة تبدو جديدة بالنسبة للمرأة في المخا قياسا مع مدن أخرى، إضافة إلى دورات في كيفية صناعة العطور والمعجنات، والحقائب النسائية على اعتبار أن الاحتياجات النسائية جدير بأن تهتم بتصنيعها المرأة نفسها كقيمة اقتصادية تستعين بها الأسرة الفقيرة في كسب العيش وتحقيق اكتفاء معيشي مناسب.
ويقول مدير المركز الدكتور كامل الصبري إن المركز يحاول تقديم خدمات قريبة من فئات أساسية في المجتمع وهن النساء والفتيات ممن أصبن باضطرابات نفسية، نتيجة تأثرهن بظروف الحرب وأجواء الصراع، وجعلهن قادرات على تجاوز الظروف السيئة التي مررن بها.
ويضيف إن المردودات والنتائج التي تحققت منذ تأسيسه وحتى اليوم كانت جيدة وأسهم بخروج العديد من المصابات من الدائرة التي فيهن إلى مرحلة التعافي والاستقرار النفسي.
وينتقد الدكتور الصبري، وصمة العار التي تنظر بها بعض الأسر إلى المريضات، داعيا إلى نزع هذه النظرة السلبية من أجل دفع المستفيدات للذهاب إلى المركز لتلقي الخدمات من جميع مديريات الساحل، وإن كانت -كما يرى- تخففت بالآونة الأخيرة بفضل حملات التوعية التي قام بها فريق المركز.
وطيلة السنوات التي أعقبت تأسيسه، حرص المركز على تشغيل النساء بدرجة أساسية ضمن طواقمه الطبية والإدارية لحماية خصوصية المستفيدات، ولتسهيل إجراءات التعامل، وجعل ظروف المعالجات الطبية والتأهيل اللاحق أكثر سلاسة.