العودة إلى الدريهمي.. طريق محفوفة بالألغام ورفض الحوثيين تطبيع الحياة
المخا تهامة - Thursday 25 August 2022 الساعة 10:56 amبعد مرور قرابة عام على إعادة تموضع القوات المشتركة جنوب محافظة الحديدة، ما زالت مديرية الدريهمي تعاني من ألغام مليشيا الحوثي التي تعوق عودة الحياة.
واجتاحت مليشيا الحوثي الدريهمي في نوفمبر 2021 بعد تنفيذ القوات المشتركة للشق المتعلق بها من اتفاقية استوكهولم والذي ينص على إعادة تموضع القوات في مديريتي الدريهمي والتحيتا جنوبي الحديدة.
واستعرضت مليشيا الحوثي خرقها للاتفاق بإنتاج فيلم وثائقي مؤخرًا يصور اجتياحها للدريهمي بعد انسحاب القوات المشتركة على أنه انتصار تاريخي.
وتَمَثل "الانتصار" المزعوم لمليشيا الحوثي في تهجير سكان عشرات القرى التي اجتاحتها وتنفيذ أعمال انتقامية ورفضها نزع الألغام وإعادة تطبيع الحياة في المديرية.
ويروي أحمد صغير بجلي، تجربته بالعودة إلى مدينته الدريهمي قائلا "أن تعود للعيش في مدينتك بعد مغادرتها مكرها لأكثر من أربع سنوات، وبعد كل ما مر عليها من أحداث وكوارث لم يكن يتصورها العقل - هي تجربة وخطوة جريئة أبيت إلا أن أكون من المبادرين إليها".
"بجلي" وهو مدرس ومعتقل سابق في سجون مليشيا الحوثي يصف -في منشور على فيسبوك- تجربته بالعودة إلى مسقط رأسه: "ليلة في الدريهمي أنستني كل مواجعي، فرحة الأطفال بهذه العودة لا توصف"، لكن بالعودة إلى الواقع يتضح مدى سوء الوضع.
ويشير "بجلي" إلى أن هناك نقاطاً يود تدوينها لتطبيع الوضع بالمدينة وتشجيع المواطنين للعودة إليها.
وتحدث المدرس "بجلي" عن ضرورة تدشين العام الدراسي الجديد واتخاذ خطوات جادة لبدء الدراسة في مدينة الدريهمي الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، لافتًا إلى أنه "حتى الآن لا تلوح أية بوادر مشجعة بهذا الاتجاه".
كما تحدث عن أزمة انقطاع المياه وضرورة استئناف العمل بمنظومة الطاقة الشمسية لتوفير المياه بالمدينة، عبر صيانة المشاريع السابقة أو تغييرها بمنظومات جديدة.
وأشار "بجلي" إلى استمرار سقوط الضحايا جراء الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي بكثافة، مشددا على ضرورة "تكثيف عمل فرق نزع الألغام وزيادة العاملين فيه وتزويدهم بالتقنيات الحديثة".
ولفت إلى أهمية صيانة "الخط الرابط بين مركز المدينة والخط الساحلي فهو لا يزيد عن 6- 7 كيلو مترات، لكنه يسبب الكثير من المتاعب لمن يريد الوصول إلى المدينة"، في إشارة إلى تلغيم الحوثيين للطرقات الفرعية والرئيسية.
ويعدد "بجلي" بقية الاحتياجات الضرورية لتطبيع الحياة ومن ضمنها: "الكهرباء، التعويضات، الأمن، المفقودات، الاتصالات، الصحة....".
وكان مدير مكتب حقوق الإنسان بمديرية الدريهمي، أحمد عتيق، قد حذر من مأساة إنسانية إذا استمر السكان بالعودة قبل نزع الألغام والمفخخات القاتلة التي زرعتها المليشيا في كل مكان، داعيًا إياهم إلى التريث بالعودة قبل تطهير المنطقة.
وطالب عتيق، في بيان صحفي سابق، بإنزال فرق دولية إلى المنطقة لنزع الألغام، محملاً الحوثيين كافة المسؤولية عن أرواح المواطنين.