إغلاق الطرق الرئيسية بين المحافظات.. إرهاب حوثي يُقَّطع أوصال اليمنيين

تقارير - Wednesday 18 May 2022 الساعة 08:56 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

وضعت جماعة الحوثي الإرهابية شروطاً جديدة في وجه المطالبات الحكومية والأممية برفع الحصار عن تعز وفتح طرقاتها المفروض من قبل مليشياتها منذ 7 سنوات.

ونشر القيادي بالجماعة محمد علي الحوثي في تغريدة له على "تويتر" شروط الجماعة لرفع الحصار عن تعز، وتبدأ بـ"إنهاء القتال" يليها "رفع المواقع من الجانبين"، وبعد ذلك يتم فتح الطرقات، وفق حديثه.

وبددت هذا الشروط أجواء التفاؤل التي سادت خلال الساعات الماضية بحدوث انفراجة في ملف حصار تعز بعد تدشين أول رحلة تجارية من مطار صنعاء، ما يعجل من فك الحصار عن تعز الخطوة الواجب على جماعة الحوثي اتخاذها وفق اتفاق الهدنة.

وتعاني المحافظة منذ بداية الحرب من إغلاق مليشيات الحوثي للطريق الرئيسي الرابط بين مدينة تعز وبين مناطق سيطرة المليشيات شمال المحافظة، ما أجبر السكان إلى اللجوء إلى طرق فرعية جبلية ووعرة جعلت من الرحلة بين منطقة الحوبان ومدينة تعز تستغرق نحو 6 ساعات في حين كان الأمر لا يتطلب أكثر من 10 دقائق فقط قبل الحرب.

معاناة كبيرة يتجرعها السكان جراء رفض مليشيات الحوثي فتح الطريق الرئيسي، رغم أن جبهات القتال في مناطق التماس حول الطريق بشمال المدينة تشهد ركوداً وتوقفاً منذ 6 سنوات.

وجرت محاولات عديدة لفتح الطريق عبر وساطات محلية وقبلية إلا أنها باءت بالفشل جراء رفض جماعة الحوثي لكل الحلول والمقترحات لذلك.

معاناة أبناء تعز يقابلها معاناة مماثلة يتجرعها المسافرون بين المحافظات الشمالية والجنوبية جراء إغلاق مليشيات الحوثي لأهم الطرق الرئيسية الرابطة بينها، رغم توقف شبه كامل للمواجهات بأغلب الجبهات على خطوط التماس.

ومن أبرز هذه الطرقات، طريق عدن – تعز الذي تم قطعه من قبل مليشيات الحوثي ما بين منطقتي كرش والشريجة منذ عام 2016م بعد أن قامت بحفر الخنادق وإقامة المتاريس وتلغيم المنطقة بشكل كامل، ولا تزال إلى اليوم ترفض إعادة فتحه رغم توقف القتال هناك.

إغلاق هذا الطريق الذي يعد من أهم الطرق التي تربط بين عدن وصنعاء ويعد طريقا رئيسيا لشاحنات نقل البضائع، دفع المسافرين إلى طريق آخر وهو طريق الضالع (قعطبة – دمت – إب – صنعاء) إلا أن الطريق تم قطعه جراء الاشتباكات التي اندلعت أواخر 2018م.

ومع توقف المواجهات بحلول 2020م جرت محاولات ووساطات لإعادة فتح الطريق أهمها الوساطة التي قادتها هيئة التنسيق للتحالف المدني للسلم والمصالحة الوطنية برئاسة الدكتور حمود العودي بين جماعة الحوثي والسلطات في محافظة الضالع.

رفض مليشيات الحوثي للفكرة بشكل مطلق دفع بهيئة التنسيق إلى طرح فتح طريق آخر وهو طريق (الفاخر – إب)، وأعلنت في نوفمبر 2020م التوصل لاتفاق لفتح الطريق بعد موافقة غير مشروطة من قبل محافظ الضالع وقوات المجلس الانتقالي التي تقود القتال هناك، إلا أن جماعة الحوثي سرعان ما أعلنت تراجعها عن الاتفاق رغم تعديله ثلاث مرات لإرضائها.

غلق هذه الطرقات الرئيسية صعَّب من انتقال المواطنين بين المحافظات الجنوبية والشمالية، حيث باتت الطريق المتاح للمسافرين من صنعاء إلى عدن خطا فرعيا وعرا من منطقة الراهدة بتعز عبر جبال القبيطة التابعة لمحافظة لحج، في حين تلجأ الشاحنات إلى طريق جبلي ضيق عبر منطقة يافع للوصول إلى محافظة البيضاء ومنها إلى صنعاء.

تعنت مليشيات الحوثي بإغلاق الطرق الرئيسية جعل الرحلة بين صنعاء وعدن التي كانت تستغرق قبل الحرب من 5- 6 ساعات، تستغرق حالياً عبر الطرق الفرعية من 12 ساعة – 15 ساعة للسيارات الصغيرة والمتوسطة إلى يوم كامل لحافلات النقل الجماعي والشاحنات.

ومن بين الطرق الهامة المغلقة من قبل المليشيات، طريق عقبة ثرة الرابطة بين مديرية لودر بمحافظتي أبين والبيضاء المغلقة من قبل المليشيات منذ أغسطس من العام 2015م، وتمثل الطريق تمثل الشريان الوحيد للمنطقة الوسطى بمحافظة أبين.

وعلى غرار ما حدث بالضالع، جرت محاولات قادها شخصيات اجتماعية ووجاهات من محافظتي أبين والبيضاء العام الماضي لفتح الطريق إلا أنها فشلت بتعنت مليشيات الحوثي، دون إبداء أي أسباب لرفضها تخفيف المعاناة عن اليمنيين.

تعنت المليشيات برز بشكل واضح بعد الخطوة التي قامت بها القوات المشتركة أواخر أبريل الماضي بفتح طريق حيس - الجراحي أمام المسافرين للتخفيف من معاناتهم بعد إصلاح الطرقات والجسور، إلا أن مليشيات الحوثي باشرت في اليوم التالي بإطلاق النار نحو السيارات والدراجات النارية التي حاولت المرور عبر الطريق، كما قامت المليشيات بقطع الخط الإسفلتي بعد منطقة البغيل.