الأحمر والمقدشي.. ظهور إعلامي بائس لأدوات العبث بمعركة اليمنيين ضد الحوثي

تقارير - Sunday 14 November 2021 الساعة 08:13 am
مأرب، نيوزيمن، خاص:

خلال أقل من أسبوع واحد ظهر الرجل الأول والثاني المسئولان عن الملف العسكري داخل الشرعية في لقاءات إعلامية بالتزامن مع اقتراب تهديد مليشيات الحوثي لمدينة مأرب وحقول النفط والغاز جراء تساقط مريب لجبهات الشرعية على امتداد ثلاث محافظات.

سخونة المشهد العسكري في مأرب، أضفى أهمية وترقباً لظهور كل من نائب رئيس الجمهورية الجنرال علي محسن الأحمر، ووزير الدفاع الفريق الركن محمد علي المقدشي، لوسائل الإعلام، بحثاً عن إجابة أو تفسير لما تعرضت له جبهات الشرعية مؤخراً، وبحثاً عن رسائل تطمين حقيقية حول مصير المعركة في مأرب.

إلا أن محصلة ظهور الأحمر على امتداد صفحتين في صحيفة "عكاظ" السعودية وظهور المقدشي على امتداد ساعة كاملة على شاشة قناة "اليمن اليوم"، جاءت بعيدة عن ذلك، بشكل أثار السخط والسخرية ضدهما.

فالانهيار المريع في جبهات الشرعية من البيضاء إلى بيحان شبوة وصولاً إلى حريب مأرب، لا تخرج عن كونها "عملية كر وفر طبيعية لأي معركة"، كما يقول المقدشي، الذي يزعم بأن قوات الجيش حققت انتصارات بالمقابل في جبهات أخرى ومنها السيطرة على مساحة 100كم مربع في الجوف، حسب قوله.

وفي حين يقر الأحمر بالتراجع الذي حصل بداية من نهم وصولاً إلى مأرب إلا أنه يقول إن "محاولة إدانة شخص واحد وتحميله مسؤولية ما حدث أمر غير منطقي"، في إشارة إلى الاتهامات التي توجه له بالمسئولية عما حصل باعتباره المسئول عن الملف العسكري داخل الشرعية.

وفي محاولة للتخفيف من هول التراجع العسكري، ذهب كل من الأحمر والمقدشي إلى البحث عن مبررات لذلك عبر تضخيم الإمكانيات التي تملكها مليشيات الحوثي وحجم الدعم الذي تحصل عليه من قبل إيران.

حيث ركز المقدشي على أن جماعة الحوثي ورثت كل تسليح الجيش اليمني ومخازن الأسلحة، وقام بسرد أنواع الدبابات والمدرعات التي كانت بحوزة قوات الحرس الجمهوري، في حين قال الأحمر بأن قوات الشرعية لا تواجه مليشيات الحوثي بل تواجه "خططاً عسكرية يُشرف عليها خبراء مرتزقة، وأسلحة متعددة يتزودون بها بلا انقطاع، عبر ممرات تهريب واسعة".

تضخيم قوة الحوثي يحمل في طياته اتهاماً ضمنياً بغياب أي دعم من التحالف لجيش الشرعية طلية 6 سنوات، وهو ما بات أشبه بحقيقة تكرر لدى إعلام جماعة الإخوان وعلى لسان رموزها ونشطائها وأغلبهم مقربون من النائب والوزير وبعضهم من حاشيتهما المقربة.

وهو ما تنبه له النائب والوزير من خلال حشو حديثهما بعبارات المديح المألوفة لدعم دول التحالف ممثلاً بالسعودية التي قال عنها الأحمر "نحن معهم، وهم معنا، دماؤنا ودماؤهم نزفت على أرض المعركة"، وحتى دولة الإمارات التي قال عنها المقدشي بأن "لها دورا كبيرا، وساهمت في معارك تحرير مأرب وعدن ومناطق أخرى".

وحول مصير المعركة في مأرب فلم يخرج حديث النائب والوزير عن العبارات الإنشائية المكررة في الحديث الرسمي للشرعية وإعلامها، بالحديث عن "عزيمة وصمود المقاتلين والثقة في النصر" وأن "نهاية الحوثي ستكون على أسوار مأرب"، كما يقول المقدشي.


اللافت في حوار الرجلين هو إغفال تقديم تطمينات حقيقية لمصير المعركة في مأرب بالقفز نحو "معركة استعادة صنعاء" التي أكد المقدشي بأنه "متفائل بها الآن أكثر من أي وقت آخر"، في حين يؤكد الأحمر بأن "الدولة (الشرعية) غابت لكنها لم تمت، وستعود صنعاء مشرقة، ونعود، والعدو مدحور، بإذن الله".