سقوط "بيحان شبوة" خنق مأرب ويهدد سواحل بحر العرب ومنابع النفط والغاز

تقارير - Tuesday 19 October 2021 الساعة 07:51 am
مأرب، نيوزيمن، خاص:

بتسلّم مليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- مديرية بيحان بمحافظة شبوة أواخر سبتمبر/ أيلول الماضي، دونما مواجهات عسكرية من قبل السلطات الرسمية الموالية لجماعة الإخوان هناك، تكون ذراع إيران قد سيطرت بذلك على مفترق طرق هام يجمع بين محافظات مأرب، البيضاء، شبوة، فيما يعد أهمية استراتيجية تفتح الباب على مصراعيه أمام مليشيا الحوثي لتحقيق المزيد من التوسع والسيطرة في إطار المحافظات الثلاث.

وتقع بيحان البالغ مساحتها 616 كيلومتراً مربعاً في الجهة الشمالية الغربية لمحافظة شبوة، وتبعد حوالي 210 كيلومترات عن عاصمتها مدينة عتق، وبجوارها من الشمال تقع مديرية عسيلان، وتضم محافظة شبوة 17 مديرية وتعتبر المحافظة الثالثة في اليمن من حيث المساحة.

وسيطرت مليشيا الحوثي، يوم الثلاثاء 21 سبتمبر/ أيلول الماضي على مديريات بيحان بمحافظة شبوة (عين والعليا وعسيلان) بعد انسحاب الفصائل المسلحة المحسوبة على الشرعية دون مواجهات.

وحسب مصادر محلية تحدثت إلى "نيوزيمن"، فإن المليشيا الحوثية أسقطت المديريات الثلاث في غضون ساعة واحدة، مستفيدة من انسحاب قوات الإخوان، قبل وصولها، واصفة ما حدث بأنه "خيانة وتسليم واستلام".

ووفق خبراء عسكريين فإن من شأن سيطرة الحوثيين على بيحان في محافظة شبوة -وفي ظل سلسلة هزائم الشرعية وهروبها المتتالي- فتح شهية المليشيا للتقدم جنوباً باتجاه ساحل البحر العربي (يبلغ طول الشريط الساحلي لمحافظة شبوة 300 كلم)، والسيطرة على منفذ بحري لتسهيل عمليات التهريب لشحنات السلاح القادمة من إيران الذي تستخدمه في مواصلة حروبها الداخلية، إضافة إلى شحنات النفط المستخدم في تمويل أنشطتها الحربية، وبيع جزء آخر في السوق السوداء.

كما أن خطورة سيطرة المليشيا الحوثية على مديريات بيحان بمحافظة شبوة، تكمن أيضاً في تمكين المليشيا الحوثية من تضييق الخناق على قوات الشرعية في مأرب، وذلك بمحاصرة المليشيا لمحافظة مأرب من جهة الشرق، بعد أن حاصرتها من جهات الجنوب والغرب والشمال الغربي.

ويرى خبراء عسكريون في سيطرة مليشيا الحوثي على بيحان والمديريات المتفرعة عنها (عسيلان والعليا) أهمية استراتيجية أخرى تكمن في امتلاك هذه المناطق حقولا نفطية وغازية، أهمها حقل جنة (من أهم حقول النفط والغاز اليمنية الواقعة بين مأرب وشبوة)، لطالما استماتت الميليشيات الحوثية في  سبيل السيطرة عليها.

وكشف استلام المليشيات الحوثية لمديرية بيحان التي كانت تحت سيطرة القوات الإخوانية عن التفاهمات بين الجماعتين بصورة أوضح للمواطنين والمتابعين للحرب في اليمن، حيث تركت الشرعية الإخوانية، معاقلها في بيحان لمليشيات الحوثي، بعد انسحابها إلى عتق عاصمة محافظة شبوة، في حين التزم هادي وقياداته العسكرية الصمت تجاه الخطر الحوثي. 

وفي وقت سابق حمل التحالف الموحد لأبناء شبوة الشرعية مسؤولية سقوط بيحان بيد الحوثيين، مؤكداً أن ما حصل في بيحان مسرحية هزلية، قامت بها الشرعية بتسليمها مديريات بيحان للحوثي دون قتال أو أي مقاومة تذكر، رغم وجود ترسانة عسكرية ضخمة، تحت سيطرتها في الجبهات.

وتكمن أهمية شبوة باعتبارها ثالث أكبر محافظة يمنية مساحة، وفي بنيتها القبلية الوازنة، وثرواتها النفطية، وموقعها الهام عند منتصف الساحل الشرقي، وطريق الإمداد التجاري نحو مناطق شمالي البلاد. 


وتضم المحافظة أكبر شركة لتسييل الغاز في اليمن، و3 حقول نفطية تنتج 50 ألف برميل يومياً على الأقل، ويوجد في  شبوة 3 مطارات هي مطار عتق ومطار بيحان ومطار بلحاف، إضافة إلى 3 موانئ بحرية هي ميناء بئر علي وميناء قنا وميناء مجدحة.