خذلان العبدية.. خيانة "إخوانية" لإخماد مقاومة اليمنيين لذراع إيران

تقارير - Tuesday 12 October 2021 الساعة 11:18 am
مأرب، نيوزيمن، خاص:

"ذنب هذه المديرية أنها رفضت المشروع الإيراني وانحازت لأمتها العربية والإسلامية والحرية والكرامة، ولم تكن يوماً محسوبة على حزب أو جماعة".

بهذه العبارة يلخص أبناء مديرية العبدية جنوبي مأرب، مأساوية الوضع مع دخول الحصار الذي تفرضه مليشيات الحوثي على مناطقهم أسبوعه الرابع، وسط خذلان من قبل قيادة الشرعية، كما قالوا في بيان صادر عنهم.

خذلان دفع بهم إلى الاستغاثة بقادة السعودية والإمارات للتدخل العاجل لإنقاذ الجرحى وإمداد المقاتلين وإغاثة 35 ألف إنسان، تفرض عليهم مليشيات الحوثي خيار الموت أو الاستسلام.

وجاءت هذه المناشدة مع تضاؤل الآمال بإمكانية فك الحصار عن المديرية، مع استمرار مليشيات الحوثي تقدمها في مديرية الجوبة المجاورة وباتت تقترب من مركز المديرية، رغم محاولات قبائل مراد التصدي لها إلا أن كثافة الحشود البشرية من المقاتلين الذين تدفع بهم مليشيات الحوثي يصعب من الأمر.

محاولات الصمود الذي تبديه قبائل مراد والعبدية يأتي بعد أن باتت هي من تتولي المعركة بوجه الحوثي، ولم يعد هناك بشكل عملي أي دور لجيش الشرعية، كما تقول مصادر قبلية التي تؤكد بأن طيران التحالف بات العامل الوحيد الذي يساند القبائل في إعاقة تقدم مليشيات الحوثي.

وهو ما أكده التحالف العربي وقال بأنه، نفذ 118 غارة جوية بالعبدية خلال الـ96 ساعة الماضية، مؤكداً بأن عملياته الجوية على مدى 18 يوما، أوقفت اقتحام الحوثيين لها، وأكد في بيان لاحق بأنه ينظر في جميع الخيارات الإنسانية والعملياتية لفك الحصار عنها.

مشهد الخذلان في العبدية يعيد إلى الأذهان تجربة مقاومة قبائل حجور بحجة مطلع عام 2019م، والتي دامت لنحو شهرين رغم الحصار المطبق عليها من قبل مليشيات الحوثي، إلا أنها سرعان ما انهارت بسبب الفارق في التسليح والكثافة البشرية والافتقار لخطوط إمداد.

وفجر سقوط حجور يومها موجة غضب عارمة ضد قيادة الشرعية، بعد أن ظلت قواتها في محور حرض - ميدي متوقفة على مسافة 20كم دون التقدم لإسناد قبائل حجور، وتكرر الأمر مع قبائل الحيمة بمديرية التعزية شمال محافظة تعز أوائل العام الحالي.

تكرار مشاهد الخذلان من قبل قيادة الشرعية وجماعة الإخوان المتحكمة في قرارها، كما يرى مراقبون، بأن لها آثارا خطيرة لا تقتصر على ربح مليشيات الحوثي للمعركة على الأرض بل تصل إلى أنها تمثل رسالة سلبية تقتل روح المقاومة لدى القبائل والمجتمع سواء في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي، أو المهددة بخطر المليشيات.


كما يحذر المراقبون من تداعيات خذلان مقاومة العبدية، واستغلالها من قبل جماعة الحوثي لمحاولة الضغط على قبائل مأرب وشن حرب نفسية ضدهم بعدم جدية مقاومة المليشيات والقبول بالاستسلام المغلف بشعارات "تجنيب مناطقهم الحرب" وفتح الطريق لها إلى حقول النفط والغاز.