سقوط بيحان.. هل تكفّل الحوثي بمعركة "الإخوان" في بلحاف؟

تقارير - Saturday 25 September 2021 الساعة 09:17 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

بعد خمسة أيام من سيطرتها على بيحان؛ في شبوة (جنوب شرقي اليمن)، بعد مناوشات محدودة مع مقاتلين محليين، تمضي مليشيا الحوثي قدما في تثبيت مواقعها في المنطقة، بينما تلتزم سلطات الإخوان على المحافظة، موقفا أقرب ما يكون إلى "مباركة صامتة".

والأسبوع الماضي، سيطرت مليشيا الحوثي، على "عين وعسيلان والعليا"، في شبوة بالتزامن مع استيلائها على مديريتين في محافظة مأرب المحاذية، دون قتال، حيث انسحبت قوات "الإخوان" المحسوبة على الحكومة اليمنية الشرعية، من تلك المناطق قبل وصول مقاتلي الحوثي.

ورأى محللون عسكريون تحدثوا لـ"نيوزيمن"، أن 4 أيام وقت كاف لإعادة ترتيب صفوف القوات المحسوبة على الحكومة اليمنية، في شبوة، وشن هجوم معاكس لاستعادة المديريات الثلاث، من أيدي الحوثيين.

بيد أن التقارير الواردة حتى اللحظة، على الأقل، من المحافظة الغنية بالنفط، تشي إلى أن هناك "تسليما ضمنيا من جانب سلطات الإخوان المدنية والعسكرية، وأيضا قياداتهم في هرم الشرعية، بالواقع الجديد الذي فرضه الحوثيون دون خسائر تذكر".

وخلال الأيام الأخيرة، سوقت وسائل إعلام تابعة لحزب الإصلاح، الفرع اليمني لتنظيم الإخوان، سوقت خلال الثلاثة الأيام الماضية، أخباراً عن اشتباكات في محور "بيحان"، إلا أنها تراجعت لاحقا عن تلك المزاعم، وبدأت ترويج مزاعم أخرى عن ترتيبات عسكرية من جانب قوات الإخوان في شبوة، لاستعادة المناطق الثلاث.

وفي وقت سابق، ظهر المحافظ الموالي للإخوان محمد صالح بن عديو، في مقطع فيديو، يمسك سلاحا آلياً ويقر بتسليم بيحان للحوثيين، وفي ذات الوقت يتوعد بتحريرها مجدداً.

لكن حديث المحافظ "ابن عديو" بدا -بنظر محللين- مجرد "جرعة تخدير" للتغطية على "صفقة"، فتح بموجبها "الإخوان"، الذين يسيطرون على القرار العسكري للقوات الحكومية، ثغرات لعودة الحوثيين إلى شبوة، بعد قرابة 4 سنوات من طردهم.

ويعزز هذا عدم وجود مؤشرات إلى تحرك عسكري، على الأرض، لجهة استعادة السيطرة على المديريات الثلاث التي سقطت في يد مليشيا الحوثي، إضافة إلى انصراف حزب الإصلاح إلى اختلاق الذرائع ومحاولة إلقاء مسؤولية "التسليم" على كاهل خصومه غير الحوثيين.

"بلحاف".. كلمة السر

ويقول محللون، إن سيطرة الحوثي على بيحان دون قتال لم تكن مفاجئة، بقدر ما هي انعكاس لمشروع واضح المعالم ومحدّد الأهداف ترعاه وتعمل على تنفيذه أطراف إقليمية تتخذ من الجماعتين (الإخوان والحوثيين) وكلاء محلّيين وأدوات لتنفيذ مآربها في اليمن.

في حين لا يستبعد هؤلاء، أن فتح الباب أمام مليشيا الحوثي، للعودة إلى محافظة شبوة، مرتبط بالتصعيد الكبير، لحزب الإصلاح الإخواني، ضد قوات النخبة والقوات الإماراتية، المتمركزة في بلحاف.

وترجح المصادر، وجود تفاهمات معينة، بين الطرفين، بشأن ملف شبوة، برعاية من دول إقليمية كقطر وإيران وتركيا، بحيث يفتح الطريق أمام وصول الحوثيين إلى بلحاف، باعتبار إخراج القوات الإماراتية الرمزية، نقطة تلتقي عندها مصالح هذه الأطراف مجتمعة.

وتؤمن قوات من النخبة الشبوانية، إلى جانب قوة إماراتية ضمن التحالف العربي في اليمن، المنشأة الغازية، منذ 2016 عندما كانت معظم محافظة شبوة تحت سيطرة تنظيم القاعدة.

وفي منتصف العام 2015، توقفت المنشأة النفطية التي تديرها شركة "توتال" الفرنسية، عن العمل بعيد اندلاع الحرب في اليمن، وأجلت موظفيها بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد.

وبينما تتذرع سلطة "الإخوان" بزعامة المحافظ محمد صالح بن عديو، بإعادة تشغيل المنشأة، لتبرير التصعيد الذي تنفذه ضد قوات التحالف العربي، في بلحاف، فإن هذه المهمة من اختصاص الشركة الفرنسية بموجب اتفاقيات رسمية موقعة مع الحكومة اليمنية.

ونهاية أغسطس الماضي، دفعت سلطات شبوة الموالية للإخوان، بمجاميع مسلحة معززة بآليات عسكرية، لمحاصرة القوات المحلية المسنودة بقوة إماراتية ضمن التحالف العربي، في بلحاف، واستحدثت نقاطاً حول المنشأة الغازية.

ومن وقت مبكر يتابع الحوثيون بارتياح انسحاب الإخوان المهيمنين على السلطة اليمنية الشرعية، بقيادة الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، من المواجهة العسكرية ضدّهم وارتدادهم على أطراف أساسية في تلك المواجهة وتحويل أهدافهم من المشاركة في استعادة الأراضي التي تسيطر عليها المليشيا الحوثية، إلى بسط السيطرة على أراض أخرى منتزعة من سيطرة الأخيرة أو لم يسبق لهم أن دخلوها.

وفي إطار التقريب بين الإخوان والحوثيين وبالتالي التوفيق بين المشروعين الإيراني والتركي في اليمن، رعت قطر اتصالات سرّية بين الجماعتين، أفضت إلى حالة السلام غير المعلنة بينهما والتي أتاحت للحوثي التفرّغ لمقارعة التحالف العربي وفصائل المقاومة الوطنية، والعودة للسيطرة على مناطق فقدها قبل 5 أعوام.