يمنيون: الحرب للحوثي مفتاح البقاء وحجة لنهب إيرادات الدولة وجيوب الشعب

الحوثي تحت المجهر - Tuesday 22 June 2021 الساعة 11:33 am
صنعاء، نيوزيمن، جلال محمد:

في ظل الحراك الدولي الرامي لإحلال السلام في اليمن، يبقى اليمنيون على درجة من اليقين برفض الحوثيين للسلام، وتعنتهم ورفضهم لأي حلول تطرح، كون الحرب هي مفتاح بقائهم، والسبيل الوحيد الذي يمكنهم من السيطرة على الحكم، بالإضافة إلى أنها باب رزق يدر مئات المليارات وحجة كبرى للاستمرار في نهب إيرادات الدولة وجيوب المواطنين، شأنهم في ذلك شأن المنتفعين والفاسدين من الجماعات الإسلامية المتطرفة، والفاشلين الانتهازيين في جناح الشرعية.

الحاج محمد الرعيني -في العقد الخامس من عمره- يقول لنيوزيمن: "اليمن جوهرة في يد فحام، لم تجد من يهتم بها، ويمنحها حقها من الحب والاهتمام والوطنية الصادقة، كنا من أول بلد الإيمان أما اليوم فنحن بلد الحرب والدمار".

ويعلق على دعوات السلام وإمكانية استجابة الحوثيين لتلك الدعوات بلهجته الشعبية "اقروا التاريخ، وشوفوا قد وقعت ان امامي سلم بسلام، وعاش مع الناس من جيزهم، اذا لقيتوا هذا فالحوثي بيعترف بالسلام، واذا ما في فهذا على نهج ابوه وجده حق حروب وخراب، لو هم حق سلام ما قرحوها حرب، والمثل قال لو في شمس كانت أمس".

لم يكن الحاج الرعيني هو المتذمر الوحيد، والموقن بعدم قبول الحوثي بالسلام، فهناك الكثير ممن يشاطرونه هذا الرأي، يقول علي قشاشة -موظف حكومي- السلام مطلب وحلم الشعب الذي مل من الحرب والمشاكل على مدى عشر سنين (2011-2021)، لكن من يسمع الشعب ويحترم تطلعاته؟ لا أحد.

ويضيف: "أما الحوثي فهو مكيف ومنسجم بالحرب، ما دام والخسارة على اليمن ومن اليمن فهو لا يهتم، هو مجرد منتقم لا أقل ولا أكثر".

ويؤكد قشاشة أن للحوثي مفهوما خاصا بالسلام، فالسلام عنده أن يسيطر على كل اليمن، ويأخذ ثرواتها له ولسلالته، وأن تخضع له كل القيادات السياسية، هذا هو السلام الحوثي، وقال ساخراً "مجانين يشتوا الحوثي يقبل بمشاركتهم ويجنح للسلم، يا خبره هذا يعتبر كل شيء حقه من عند ربي، منحة إلهية، ما قد اقتنع أنه آدمي مثلنا، كيف بيقبل يشارك احد في السلطة".

من جانبه يجيب يوسف راجح -طالب دراسات عليا بجامعة صنعاء- علق على سؤال إمكانية تحقيق السلام وجنوح الحوثي للسلم بقوله: السلام ينحصر بفتح المطار والميناء، وكل مرفق يمكن الحوثي من الحصول على موارد سواءً مالية او لوجستية وخبراء، غير هذا هو شر مطلق، في نظره.

وأشار لقضية المرتبات قائلاً، من المعروف ان معاناة الشعب جاءت نتيجة غياب الخدمات وغلاء الاسعار، وانقطاع مصادر الدخل، فهل رأيت الحوثي يتحدث عن المرتبات كأولوية وضرورة لتخفيف معاناة الناس؟! هل تحدث عن وضع الناس ومعاناتهم، اطلاقاً فالشعب ومعاناته ليس في حسبانه، كل ما يهمه هو تنفيذ ما تطلب طهران فقط.

وأشار راجح إلى أنه لا يمكن إحراز تقدم في مسألة السلام، ما لم تحقق طهران تطلعاتها من المفاوضات الجارية والخاصة بالاتفاق النووي، عندما تحقق مبتغاها ستعطي الضوء الاخضر للحوثيين بالتجاوب مع دعوات السلام.

اما ما يجري اليوم فهو حرث في الماء، وزراعة للريح، وطلب السلام ممن لا يؤمن به.

يعيش اليمنيون أوضاعا قاسية، وظروفا صعبة، الا انهم يمتلكون قدرة كافية لمعرفة حقيقة الحوثي، ويفهمون غايته ونفسيته، وبذلك يتفقون على (حكومة بلادهم الشرعية) والتي استسلمت للمماحكات والانتقامات السياسية، وتحولت إلى منقذ للحوثيين في اغلب الأوقات نكاية بهذا الطرف أوذاك، متناسية انها تمتلك دعما واسنادا يجعلها في موقف قوة ويمكنها من دحر الحوثي اذا ما امتلكت الارادة السياسية وأسندت الأمر للكفاءات العسكرية الوطنية غير المؤدلجة، ولأصبح الحوثي هو من يستجدي السلام وينشده، لا أن يرفضه.