شويللاه أبين.. تحمل ترانيم الأطفال فرشاة البراءة والطهر ليصبغوها بألوان البهجة والفرح

متفرقات - Tuesday 30 March 2021 الساعة 11:30 am
أبين، نيوزيمن، عبد الله البحري:

تنطلق مع بدايات نسمات الصباح وتغاريد الأطيار جموع الأطفال في ربوع مديرية أحور محافظة أبين، رافعين أصواتهم بأناشيد المحبة والوئام، لابسين الجديد من الثياب في لوحة بديعة يرسمها الأطفال ببراءة وعذوبة، وذلك في عادة وعيد "الشويللاه" الذي يعتبر عيداً من أعياد البلدة الجنوبية. 

يحتفل أطفال محافظة أبين، تحديداً مديرية أحور كالعادة في مثل هذا اليوم من كل عام هجري بعيد "الشويللاه" الشعبي الذي خصص ليكون يوما وعيدا للطفولة تكتسي فيه البيوت بحلة من الجمال وتعلو فيه آيات الفرح والبهجة ويتدفق فيه من الأطفال ينبوع ابتسامات وشلال حب وأمواج أهازيج. 

شويللاه شويللاه

شي لله يا العمودي 

شويللاه شويللاه

ألا يا قيلة لا تعودي 

بهذه الكلمات الخالدة تتعطر الأجواء بهذا الترتيل الذي ينساب رقراقا عابقا بعبير من الوداعة، إنه اللحن الذي صيغ بأنفاس تنشد السلام وترغب في إشاعة الفرح والسرور بين الناس. 

الباحث والمختص بالموروثات الشعبية الاجتماعية بمديرية أحور، سعيد الخضر بن علي العمودي رئيس منتدى أحور الثقافي الاجتماعي الدعوى، يقول لنيوزيمن: "عيد الشويللاه بأحور مناسبة للبهجة والجمال ما يزال عبق التاريخ وأريج العراقة يتضوع مسكاً في ربوع المدينة وقراها وأوديتها وما يزال عبير الأسلاف ممتزجا بنسيم أحور العليل، يتجسد ذلك جليا في الاحتفالات الشعبية التي تقام عفويا في الرابع عشر من شهر شعبان من كل عام هجري. 

وأضاف، يخرج الأطفال في الصباح الباكر وقد لبسوا الجديد والجميل من الثياب ويجولون في المدينة والقرى حاملين السًِلال وهم يزورون كل بيت لتلقي الهدايا المعتادة (شوكلاتة، بسكويت، تمر، مكسرات). 

مشيرا إلى ما ستكون عليه الصورة البهيجة في يوم الرابع عشر من شعبان في أحور، إذ يستمر الأطفال في الطواف بالمنازل حتى استكمالها في كل حارة أو قرية على حدة صباح يوم 14 شعبان ويكون موعدا للأهازيج وهي تنساب من حناجر الأطفال كجدول رقراق.. 

صباح 14 شعبان هو موعد للابتسامات الصادقة وهي ترتسم على شفاه الأطفال، فتطبع في قلوب الكبار محبة وحنانا، حيث يحمل فيه أطفال أحور فرشاة البراءة والطهر ليصبغوها بألوان البهجة والفرح والسرور كي يرسموا لنا لوحة عنوانها السعادة والجمال. 

 تنصت الدنيا للسيمفونية التي اعتاد أطفال أحور عزفها سنويا وسيشنف الجميع آذانهم بلحنها الخالد وموسيقاها الأصيلة النابعة من عفوية صوت الأطفال وتموجات تراتيلهم، ويختلط جمال الأزهار وألوانها بوجوه الأطفال وترانيمهم المحلاة بالحب المتجذر في القلوب، ويتحد خرير السواقي وتغريد الأطيار بأصواتهم العذبة وهي تملأ الفضاء وداعة وودادا. 

أما بالنسبة إلى "الثقيلة"، يقول العمودي إنها كناية عن مرض ووباء انتشر بين الأطفال في أحور قديما وحصد أرواح الكثير منهم. 

وسبب الاحتفال بهذه المناسبة تعود إلى نفس ووقت انتشار الوباء، حيث جاء من حضرموت رجل صالح من آل العمودي ورأى ما حل بالبلاد من وباء، فاقترح على الأهالي أن يلبسوا أطفالهم كساء جديدا ويخرجونهم ويطوفون بهم حول المنازل ويتم التصدق بالتمر أو الحلويات عليهم، وأوصاهم أن ينشدوا البيتين المذكورتين آنفا عند طوافهم بالبيوت.