تتواصل التظاهرات في تعز للمطالبة بصرف المرتبات المتأخرة، وتحسين الخدمات المنهارة، في ظل تجاهل متعمد من سلطة تعز لتلك المطالب الحقوقية ولمعاناة التعزيين الذين يعيشون تدهورًا في شتى المجالات الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية، ويرزحون تحت وطأة ظروف معيشية مزرية للغاية والجميع غافل عنهم ولا حياة لمن ينادون بوجود سلطة لا تنظر لتعز إلا من مكان عالٍ وترى أنها الصح وكل المواطنين غلط.
في تعز وجع ومأسٍ كارثية ممزوجة بأنين وقهر وجوع التعزيين الذين ينتهجون الطرق السلمية المتمثلة بالمظاهرات الراقية لتقابلها سلطة لا تحرك ساكنا رغم كل ما تراه وتسمعه من هتافات تقصم ظهور الحجارة إلا من يجلسون على كراسٍ فارهة قد عميت قلوبهم قبل أبصارهم، وهم أشد قسوة من الحجارة.
في تعز، أصبحنا نجهل ما الذي تريده سلطة الحكم فيها حتى نفعله لتقوم بمسؤولياتها تجاه كل العذابات التي نعانيها..
في تعز، تصرفات السلطات والمسؤولين تجعل من المواطن يلجأ للقوة والانخراط في عمليات منافيه للقانون كما حدث مؤخرًا في قضية أحد الجرحى، وكيف أن زملاءه وقفوا معه وقطعوا الطريق لتنفيذ مطالب تسفير وعلاج زميلهم الجريح.
في تعز تُجبرك الظروف وعدم المسؤولية لدى المسؤولين أن تأخذ الحجارة وجالونات الزيت التي ينقل بها أبناء تعز المياه من حارة لأخرى لرميها في وجه كل مسؤول متورط في معاناة تعز.
في تعز قمامة متناثرة ومجارٍ طافحة ومسؤولين لا تنادى فيهم الحياة يحتاجون لأن يفترشون أكياس القمامة ويغتسلون بالمجاري الطافحة.
سنظل نكتب عن تعز، إما أن تنجو من كل ويلاتها وكوارثها أو نهلك دونها.
سنظل نكتب عن تعز ولتعز رغم جوعنا لشهرين بلا رواتب والواحد الروتي ب 100 ريال، ورغم عطشنا وظمأنا والوايت الماء ب 80 ألف، ورغم لظانا بلا كهرباء وحرارة الصيف تكوي أكبادنا قبل أجسادنا، وتشوي أرواحنا قبل وجوهنا و رؤوسنا المثقلة بهموم السنين الغابرات، رغم اشتعال الأسعار ورخص قيمة التعزي أمام مزاد النخاسين وحارقي الأبخرة والسدنة والمطبلين من سلطة محلية ومن محافظ ومن إصلاح، رغم أمن متواطئ مع المجرمين يحمي القتلة واللصوص ويستقوي على الضعفاء الذين بلا ظهور تسندهم او سقوف تأويهم أو لقمة تقيهم رمقهم الأخير.
تنجو تعز أو نهلك دونها.