1- بعض الأشخاص تشعر أنه في 2011 فتحوا رأسه بمطرقة حداد ثم صبوا له مادة لا تتحلل أبدا مكتوب على العلبة التي كان فيها المادة طول العمر، ينتقدك في العام بقلة حياء لمجرد رأي أو لأنك عبرت عن حبك لفلان الذي هو في نظره الشيطان الرجيم، لا يكتفي بذلك بل يذهب إلى الخاص ويشتمك ويتهمك بالعبودية وانك خلقت من نار السموم، اتمنى احيانا أن افك شفرة هؤلاء كيف لهم أن يعيشوا أعمارهم بهكذا خطاب وهكذا روتين يعتقدون أنه مبدأ فيما الحقيقة أنه نمط حياة مقرف ومرض اكتسبوه حين شعروا أنهم غير قادرين على الإنتاج وظلوا خائفين من تغييره لأنهم مكبلين بالجهل الذي لا يتزحزح..
2- والبعض خاصم حين خاصموا الرجال وتغير أصبح متحفظ جدا حديثه مؤدب وخطابه رزين وشرفه محترم، تشعر أنه من الداخل صاحب مسؤولية يجامل ان اضطر مراعاة للاوضاع يضع يده على الأخطاء يستشعر المخاطر يعترف بمكان الخطأ يحاول التصويب لا يفجر ولا يسرف في الجدل لا يتحامل ولا يؤجج متزن يحاول أن يتصالح مع نفسه ومحيطه، يراعي ظروف الآخرين ومشاعرهم وما حدث لهم من انتكاسات وهزائم قاسية، فلا يعلوا عليهم ولا يسوق ضدهم الإتهامات السخيفة..
هؤلاء للأسف محدودين جدا وربما يعدوا بالاصابع نحن نتحدث عن من نعتقد أنهم محسوبون على النخبة السياسية والثقافية أو ممن نعتبرهم متعلمون أعرف الكثير منهم بالاسم لديهم مشروع لمواجهة التطرف والعنصرية والأفكار الظلامية ولهم ترفع القبعات.
مر من العمر خمسة عشر عاماً كانت كافية لأن نقيم وزناً لما فقدنا من أحلام واحبة وأقرباء وجغرافيا وملامح أرض وبنون لكن للأسف الكثير لا يتعلم وليس لديه استعداد لفهم ما جرى وكيف يمكن له أن يتغير فقط كل الذي حفظه هو تغير الذي فوق لكنه غير مستعد للحظة واحدة أن يغير من نفسه وأن يخرج السائل الذي صب في رأسه.
أقول هذا الكلام اليوم لأن القلب ممتلئ والنفس محتسبة، والامال مشتاقة لأن يجبر خاطر الاماكن وتهدأ الأرواح من تعب السنين التي مرت..
نحن أمام خيار واحد مواجهة الجهل والموت واستعادة الحياة بكل ممكناتها والدفاع عن قناعتنا التي تؤسس للسلام والمحبة وتفادي كل ما يعكر المزاج ويكسر الخواطر ويفتح نوافذ الفتنة لمزيد من الجراحات والانقسام..
الحياة مدرسة والكبير ليس بما يحمل من شهادات وافكار ونظريات إنما بما يقدم من رؤى وما يواجه من محن بصبر وحكمة وزهد ونضج وجبر للخواطر في أبسط تفصيلة.
اياكم والعُقد وتضخيم الأنا والشعور بالنقص، هذه الطباع مدخل من مداخل الانحراف وإفساد الحياة التي هي أبسط مما نتصور، والبناء لا يستقيم مع الخراب والفكر المضروب والانانية المفرطة والمريضة
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك