مصدر إثيوبي عن جريمة حريق الجوازات: الحوثيون يعرضون الجنسية اليمنية مقابل دفن القضية
تقارير - Thursday 11 March 2021 الساعة 10:15 amيجري، حالياً، الحوثيون اتصالات مكثفة مع قادة جالية أروما الإثيوبية في صنعاء، على خلفية جريمة المليشيا في حق الاثيوبيين وعدد من الأفارقة اللاجئين الذين تم إحراقهم في عنبر جوازات صنعاء، الذي تسيطر عليه المليشيا، الأحد الماضي.
وأكد جمدا سوتي رئيس شبكة مستقبل أروميا للأخبار ل"نيوزيمن"، أن الحوثيين التقوا أمس بقادة الجالية الأرومية الاثيوبية في مكان ما بصنعاء سراً، وعرضوا عليهم جملة من الإغراءات مقابل السكوت عن جريمة حرق الحوثيين للمحتجزين".
وذكر جمدا أن الحوثيين اعترفوا أثناء اللقاء بارتكاب الجريمة، وطلبوا من الاثيوبيين في اللقاء فض الاعتصام الذي ينفذه أبناء الجالية أمام مبنى مفوضية شؤون اللاجئين بصنعاء مقابل وعود بمنح الأروميين الأثيوبيين الجنسية اليمنية.
واتهم جمدا المنظمات الدولية ب"التواطؤ" إزاء تجاهلهم هذه الجريمة التي ارتكبت ضد الإنسانية، خاصة وأن هذه المنظمات لم تصدر أي بيان إيجابي لصالح اللاجئين حتى اللحظة.
منتقداً موقف حكومة بلاده إزاء هذه القضية والذي وصفه بأنه "غير مسؤول".
وأشاد رئيس شبكة أروميا للأخبار بدور الناشطين والإعلاميين والجاليات، لافتاً إلى أن ثمة تحركات حالياً لمخاطبة المركز الرئيس للأمم المتحدة في جنيف بخصوص هذه الجريمة البشعة.
ووفقاً لجمدا، فإن الحوثيين كانوا كثفوا مؤخراً عمليات القبض على الاثيوبيين في صنعاء وأودعوهم السجون، وقال إنه "بموجب شهادات موثقة ومثبته لدي" خَيَّر الحوثيون المحتجزين بين القتال -ضد العدوان السعودي- كما يسمون ذلك هم، وبين دفع مبالغ مالية.
وهو الأمر الذي، بحسب جمدا، أغضب المحتجزين ودفعهم لتنفيذ إضراب شامل عن الطعام احتجاجاً على هذه المعاملة.
وتابع: ودخل الحراس وحاولوا إيقاف الإضراب عن الطعام باستخدام العنف والضرب المباشر بالعصي والركل، فاتحد المحتجون وقاموا بإخراج الحراس خارج العنبر.
واستدرك: وبموجبه استدعى الحراس قوات خاصة، أتت من الخارج ورمت إلى العنبر المكتظ بالمحتجزين بقنابل حارقة من النوافذ، الأمر الذي أدى إلى إحراق العنبر ووفاة نحو 450 محتجز حرقاً.
وكانت منظمة الهجرة الدولية ذكرت في الساعة الأولى للحريق الذي شب في محتجز الجوازات في صنعاء التابع للمليشيا الحوثية، عدم معرفتها بالعدد الحقيقي للضحايا، ألحقت ذلك بالإشارة إلى عراقيل من قبل الحوثيين منعتها من الوصول إلى المصابين الذين امتلأت المستشفيات بالمئات منهم محاطين بإجراءات أمنية مشددة.
وذكر ناشطون وشهود عيان عن تهريب الحوثيين عشرات الجثث المتفحمة بعضهم ماتوا لاحقاً في المستشفيات لدفنهم في مقابر سرية جماعية تابعة للمليشيا.
فيما أشارت إحدى المنظمات، في تقرير خاص لها عن هذه الجريمة، إلى تعمد حرق الحوثيين للمحتجزين برميهم بالقنابل الحارقة من نوافذ العنبر الذي تم إيصاد أبوابه بإحكام قبل رمي القنابل.
وكانت الهجرة الدولية أشارت إلى أن 900 إفريقي محتجزون في العنبر الذي جرت فيه الجريمة.
ورغم مرور أربعة أيام على الحادثة ما يزال موقف جميع المنظمات الدولية في اليمن دون استثناء متخاذلاً ومتماهياً مع الجريمة، ولا يوجد حتى اللحظة بيان من أي من المنظمات يدين الجماعة رغم وضوح الجريمة وانتشار مقاطع شهادات لناجين من الحادث وتقارير منظمات محلية تثبت إدانة الجماعة بهذه الجريمة الإرهابية النكراء.
ويستمر أبناء الجالية الأرومية الأثيوبية في الاعتصام أمام مبنى مفوضية شؤون اللاجئين بصنعاء لليوم الرابع على التوالي، مطالبين بتحقيق دولي عادل في الجريمة النكراء التي ارتكبها الحوثيون وذهب ضحيتها المئات من الأفارقة نسبة كبيرة منهم اثيوبيون.