نبيل الصوفي يكتب: الحوثي يحارب والشرعية إخوان الفيس وتويتر.. بدون جيش الجنوب ستلحق عدن فرضة نهم

تقارير - Thursday 31 December 2020 الساعة 09:40 pm
نيوزيمن، كتب/ نبيل الصوفي:

هادي بلا جيش، والبلاد في حالة حرب.

ألوية الحماية الرئاسية كانت قياداتها تنهب حقوقها.

والجيش الوطني مقسم بين الفساد وبين الإخوان.

وكل ذلك بعد أن هيكلوا جيشاً سابقاً وأسقطوه أرضاً، أو لنقل سقط لوحده ولم يستطيعوا إنقاذه.

ما هو موجود الآن، نخب وأحزمة ودعم وإسناد والعمالقة ثم المقاومة الوطنية.

وكل هذه القوة ساعدها في بنائها الإشراف الإماراتي المباشر وقت التأسيس، بحيث كافح الفساد في بداية التأسيس، ولا أدري كيف أحوالها الآن.

ثم الروح الجنوبية العامة، روح المجتمعات المحلية التي تجعل الجيش أداة المجتمع كي لا يسقط، بانتظار بناء دولة جامعة، وهذه التجربة التي أثبتت الأحداث حاجة مأرب لها، ولكن بدلاً من بناء جيش لمأرب تفضِّل الشرعية قبائل تحارب وجيشاً يستمر في جيب علي محسن والمقدشي.

فهذه التوجهات (الدعم الشعبي والنزاهة) مبادئ ترفضها الشرعية والإخوان والشمال وكل من يقول إنهم وحدويون.

فإذاً، ما جدوى أكذوبة “الشرعية” وما قيمة بيانات الإدانة والعنتريات؟ كيف ستحاربون؟ كيف ستحمون “عدن” التي تطالبون اليوم أن تعود كما كانت “نهم” مثلاً.. شرعية وجيش وطني؟

الحرب لا تُدار بمنظمات المجتمع المدني، التي تحولت الرئاسة والحكومة والبرلمان مثلها، تطلق البيانات وتفتح صفحات تويتر وفيس بوك.

وبناء جيش يريد توجهات.. ونزاهة.

علي محسن والمقدشي يحاربان الحوثي من وعاد عبدالملك يلعب مع الغنم حق أمه وهو عمره أقل من 10 سنوات.. هي عندهم وظيفة بس.

كبر عبدالملك، وقُتل أخوه، ومات أبوه، وحارب هو ووصل صنعاء وعدن وهزمته عدن.. وهم على ما هم 24 سنة.. 24 سنة وهو ينتصر وهم كروشهم تكبر، وبيوتهم وشركاتهم.. والبلاد تصغر والشعب يزداد إهانة وتشرداً.

الجيش الوطني نوعان: جيش عام لنهب السعودية، وجيش خاص بالإخوان.. والإخوان، كأنهم قرود، تحملهم معك في سيارتك هارباً من النار لتنقذ نفسك وتنقذهم، وإذا بهم يضعون أيديهم على عينيك.. ويستمرون في الصياح (تخيلوا المشهد).

وبدون جيش، جيش حقيقي معه قضية وتوجه ودعم شعبي ونزاهة قيادية، لا قيمة للحديث.. والصواريخ التي فشلت بالأمس ستنجح غداً وبأقل التكاليف.

ضرب الدفوف لشعارات توحيد الصفوف لا تعني إلا تجمعوا إلى جوار بعض، زيدوا اقتربوا.. لا تتعبوا الحوثي يلاحق كل واحد منكم في مكان، سهلوا عليه يلفكم مع بعض من مكان واحد.

فعلى من أنتم راكنون؟

هل لو أن الحوثي شمّر عن ساعديه كما فعل في نهم والجوف والبيضاء ومارب، ستدعون جيش الإمارات والسلفيين والروح الجنوبية العامة مرة أخرى كي تحميكم وتحارب لكم من جديد؟ هل هذا ممكن؟

هل انتم مدركون ما حدث ويحدث؟

أين هو جيشكم للحرب والانتصار على الحوثي؟ 

وأنا أتحدث عن الروح الجنوبية، لأنه بالنسبة للروح الشمالية، مقسومة نصفين، وحدوية كما تدعي وذي لا تختلف مهمتها عن مهمة الحوثي.. كلهم يتنافسون، كل واحد يريد يكون هو الذي يحكم الجنوب باسم الوحدة، أما شمالاً لا توجد حرب وحدة. مع العلم أنه إن سيخضع الجنوب للشمال مرة أخرى فإذا سيكون الشمال الحوثي، وليس مشردين هاربين محاطين بالفساد والأطماع وعديمي الوطنية.

ثم أي روح شمالية لمحاربة الحوثي يقفز لها الإخوان وشرعيتهم يصفونهم بعملاء الإمارات.. حراس التغيير الديمغرافي.

بدون جيش، لن تحموا الجنوب ولن تحرروا الشمال.

وبناء جيش للحرب، يحتاج أولاً اقتناع الإخوان أنهم “مش حق حرب”، هم “حق معارك كلامية”.. ولذا يحتاجون جيشاً يحميهم من الحوثي.

وبناء جيش يحتاج العودة لنهج الإمارات كإخوة وأشياء، في بناء وحدات تمثل المجتمعات والقضايا، تحترم بعضها وتتعاون ضد أي خطر مشترك، الحوثي والإرهاب.

صحيح هذه الطريقة ستعيد بناء شكل اليمن من الأساس وتحرم الأشكال النمطية كالإخوان وحتى المؤتمر والاشتراكي من الهيمنة الوطنية.. لكن هذا هو المطلوب، استفادة من أخطاء الماضي كما أنه هو الوحيد الذي سيفتت الحوثي ويسقطه، ويبني دولة كما تدعون اتحادية بحق وحقيقة.

صباح الخير يا عدن

الصراع في عدن الآن، بين: مدرك لخطورة الحوثي، ولهذا سيكون حريصاً على إذكاء الروح الجنوبية في مواجهة ذراع إيران، والبحث عن طريق لتحفيز الروح الشمالية لتلفت شمالاً وتغض بصرها وسمعها عن أكاذيب الشرعية والدولة وذا الكلام الذي ما يسوى.

وبين من يرى أنها الفرصة السانحة لإدخال عدن تحت عباءة شرعية الجيش الوطني.. تلك الشرعية التي أوصلها التحالف إلى نهم ثم عادت هاربة إلى المجمع في مأرب.

الشرعية التي كانت في دمت، ثم كاد الحوثي يصل عبر هزائمها إلى الضالع..

الشرعية التي قالت حررت "قيفة" ثم فتحت الباب للحوثي يوصل ماهلية والعبدية في مأرب من البيضاء.

شرعية "الخطاب الإخواني" الذي تلاقونه يقول: ما حدث في المطار يؤكد حاجتنا للدولة.. كأنه ما كان يحتفل بأنه الدولة منذ 10 سنوات.

الصراع بين رؤية ترى الحوثي، خطراً ماحقاً ولا مجال للخفة في التعامل معه.. وبين من يهرج بالشعارات فيما أعماله تؤسس للحظة ينهار فيها كل شيء ونرى الحوثي يرقص مرة أخرى على أطراف "عدن".. يعاتبني الكثير أني أتحدث عن جنوب وشمال، ويريدون خطاب تعبئة باسم الوحدة.. تعرفون ما يعنى هذا؟ يعني حرماناً، نخسر الجنوب ولا نكسب الشمال. لا الجنوبي سيقاتل لأجل “وحدة” 1994، وشمالاً لا يعني الحديث عن الوحدة إلا احتلال عدن.


صباح الخير يا عدن.. اليوم آخر أيام 2020.