محافظة إب.. فساد أنيق لكن بدون "ربطة عنق": السلام يغادر المحافظة (3)

السياسية - Saturday 17 October 2020 الساعة 11:55 am
إب، نيوزيمن، تقرير خاص:

فضيحة المساهمة المجتمعية

مؤخرًا تدارست المليشيا فرض رسوم على جميع أصحاب المحلات التجارية من أجل ترميم وإصلاح شوارع وأرصفة المدينة، جاء ذلك بعد استهجان واسع من قبل المواطنين تجاه البنى التحتية المتهالكة.

مراقبون وناشطون اعتبروا أن هذه المساعي ليست سوى باب جديد من أبواب الفساد؛ التي تسعى إلى فرضها المليشيا بمساعدة السلطة المحلية الخاضعة لسيطرتها.

وكانت المليشيا قد افتتحت (صورياً) خلال الفترة الماضية عشرات المشاريع لكنها لم تقم بتنفيذها، بالإضافة إلى مصادرتها مساعدات خارجية بالملايين.

تلك المساعي التي لم تبدأ بعد تقرر فرضها تحت مسمى "مساهمة مجتمعية"، والسؤال البديهي أين يذهب ما يقارب ملياري ريال سنويا إيرادات المحافظة.


>> محافظة إب.. أين تذهب إيرادات 20 مديرية؟

>> محافظة إب.. مقابر للبيع وشهداء بدون عائل

هذا وتشهد المديريات الشرقية كالعدين وحزم العدين والفرع ومذيخرة ارتفاعا في حالات الفقر وانهيارا في الخدمات الأساسية، واختفاء المشتقات النفطية والغاز المنزلي.

إلى جانب ذلك تعاني مدينة القاعدة والنادرة والقفر والعود وحبيش وبني عواض والسياني من نفس المشكلات بحيث لا تعكس الايرادات شيئا على هذه المناطق.

واتخذت مليشيا الحوثي من هذه المحافظة بقرة حلوباً تأخذ كل مقدراتها إلى صنعاء تحت ذريعة رفد الجبهات ودعم المقاتلين، مع تزايد وتشجيع السوق السوداء التي انهكت كاهل المواطن والمزارع.

أسر الشهداء والقوافل المسيرة

سنويًا تصرف ملايين الريالات بتوجيهات عليا من أجل إقامة "أعياد دينية" خاصة بالولاية ويوم الغدير، وعاشورا، ويوم الشهيد، والمولد النبوي.

تأخذ محافظة إب نصيب الأسد من هذه الأعياد والفعاليات، ترفع فيها آلاف اللوحات والشعارات، التي تأتي على حساب مئات الآلاف من الفقراء والموظفين في قطاع الصحة والتعليم والجامعة والأشغال، والقطاع الأمني والنيابات والمحاكم.. حيث يصبح الأمر تقليدا سنويا لمزيد من نهب المواطنين والمراكز التجارية والمحلات، بالتزامن مع إقامة "الدورات الثقافية" الخاصة بالحركة الحوثية، والتي تركز عليها بشكل كبير.

هذا وتعاني أسر ما يسمون بالشهداء من غياب المعيل وغياب تام لأبسط الحقوق ومنها اعتماد راتب شهري أو معونة لأسرة الضحية. 

اعتداءات متكررة

تداخلت مهام الجهات الأمنية وجهات التحصيل الضريبي والجمركي، والمحصلين والمتعاونين، الأمر الذي أدى إلى تجاوزات واعتداءات على المواطنين وصلت حد القتل.

نزلاء السجن المركزي تم الاعتداء عليهم قبل شهر تقريبًا بإطلاق الغاز المسيل للدموع والضرب بالهراوات بعد احتجاجهم على مصادرة إدارة السجن لهواتفهم الذكية.

حالات انتحار عديدة حدثت بسبب استمرار توقف الرواتب وانعدام مادة الغاز المنزلي أو توزيعه بصورة غير عادلة، ونهب المواد الإغاثية.

كما رصد ناشطون وإعلاميون من نفس المحافظة انتهاكات صارخة بحق مواطنين عزل، ورجال قضاء ومحامين، واقتحام منازل والتهجم على النساء.

كما تم الاعتداءات على المنشآت الرياضية العريقة، واعتقال بعض موظفيها ومنهم أحمد البريد كابتن المنتخب الوطني ونادي اتحاد إب لكرة القدم. 

قضايا جنائية

بداية أبريل من العام الجاري تعرض شابان للقتل على يد مسلح مجهول بالقرب من إحدى النقاط الحوثية في مديرية العدين ولم يتم تحديد الجاني حتى اليوم.

بعدها في مايو، تعرض اثنان لرمي قنبلة يدوية قتل أحدهما وجرح آخر في مديرية مذيخرة ولم يعرف الفاعلون حتى اليوم.

قبل أكثر من شهر تعرض 5 لكمين أدى إلى مقتلهم جميعا بالقرب من مفرق حبيش شمال المدينة.

منذ مطلع يناير من العام الجاري 2020 رصدت تقارير وسائل الإعلام في محافظة إب ما يقارب 100 حالة، من حوادث اعتداءات وصلت حد القتل وحالات انتحار، وإصابات بالرصاص الراجع الذي يطلق في الأعراس وبعض المناسبات.

هذا غير الذين يقتلون في الجبهات سوء الطرف الذي يقاتل مع الشرعية أو مع مليشيا الحوثي.