برد الشتاء يقسو على نازحي الحديدة في صنعاء

المخا تهامة - Monday 23 December 2019 الساعة 11:08 am
صنعاء، نيوزيمن، جلال محمد:

في دكان صغير بصنعاء يقيم عبدالرحمن وأسرته المكونة من 8 أفراد بعدما نزحوا من منزلهم بمديرية التحيتا محافظة الحديدة، جراء المواجهات، قبل أكثر من عام ونصف.

تعاني أسرة عبدالرحمن ظروفا معيشية صعبة، فقد فقدت مصدر رزقها، وأصبحت نازحة، لكن منسوب معاناتها ارتفع بفعل الطقس البارد في فصل الشتاء بصنعاء.

عبدالرحمن أب لـ6 أطفال، ولدان وأربع بنات، ويعاني صغاره من أمراض ناتجة عن تقلب الطقس، فهم قادمون إلى صنعاء ذات الطقس البارد، من محافظة الحديدة الساحلية.

تقول الطفلة فاطمة عبدالرحمن (13 عاما) وتعاني من سعال شديد جراء إصابتها بنزلة برد شديدة، "لم نحس بالدفء منذ وصولنا صنعاء، بسبب اننا جئنا من منطقة حارة ولا يوجد معنا ملابس ولا فرش أو بطانيات كافية، بالإضافة أن أبي يعمل "بالمتر" -دراجة نارية- بالكاد نسدد الإيجار".

وتعاني أخواتها وأخواها من نفس أعراض البرد والسعال الشديد، برغم مراجعتهم لأحد المراكز الطبية في حي شملان وتناولهم عددا من الأدوية لكن دون جدوى، ويعود السبب في ذلك لضيق مكان السكن وانعدام التهوية اللازمة الأمر الذي فاقم المعاناة وحول مرضهم إلى عدوى متبادلة بين الأب والأبناء والجد.

خابت ظنوننا

من جانبه يقول عبدالله محمد، نازح أخر من الحديدة - المدينة- "نزحت أنا وأسرتي من شارع صنعاء في الحديدة مع اقتراب المعارك وكنا نتوقع أن تحسم الأمور سريعاً وتؤمن الحديدة بكاملها كما تم تأمين حيس والخوخة، وظننت أن النزوح لن يطول شهرين إلى ثلاثة، إلا أن الواقع خيب ظنوني، ولم يتغير شيء فلا اتفاق السويد نُفذ ولا الحسم اكتمل حتى نتمكن من العودة لمنازلنا بدلاً عن العذاب الذي نلاقيه من الطقس أو التنمر في الإيجارات ضد النازحين".

ويضيف: أسكن في شملان في شقة كان إيجارها سابقاً 20 ألف ريال، ولكن للأسف أصبحت أدفع 45 ألف ريال بعد أن رفع المؤجر سعر الإيجار مستغلا ظروف النزوح.

ويمضي في سرد معاناته قائلاً: لدي خمسة أطفال ومنذ دخول البرد وهم يمرضون ما بين الحين والآخر بسبب البرد الذي لم نعتده ولا نجد ما يحميهم من الأمراض في الوقاية المناسبة بالفرش والملابس الثقيلة، والتغذية السلمية التي تحمي الأطفال من الأمراض وهذا أكثر ما يتعبنا، لأنني أعمل بالباص الخاص بي وبالكاد أتمكن من دفع الإيجار وشراء العلاج لزوجتي المصابة بالسكري.

وبين سندان البرد ومطرقة التشرد والفقر والاستغلال يعيش المئات من الأشخاص النازحين في دكاكين أو شقق ضيقة بل إن البعض اضطر أن يفترش الشارع دون أن يجدوا سقفاً يحميهم من الريح والبرد وتقلبات فصول السنة، وتزداد قساوة معاناتهم في فصل الشتاء حيث يفتك البرد بأجسادهم النحيلة، ويوجعهم أيضاً خذلان الرصيف لهم في برودته، ويبقى الحال على ما هو عليه في مدينتهم وقراهم لتستمر معاناتهم.