الحمادي: ما زالت خطانا الوطنية ثابتة.. والطلقة الأولى صنعت تحولاً في تاريخ اليمن

السياسية - Monday 30 September 2019 الساعة 10:50 pm
تعز، نيوزيمن:

قال العميد ركن عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع، إن الانحراف في صفوف الشرعية بات يتجلى بمشاهد كثيرة، وأهم تلك المشاهد هو الإصرار المستمر على تفجير الأوضاع في مناطق الحجرية المحررة التي حافظ اللواء عليها منذ خمس سنوات.

وأضاف الحمادي، إن هذا الانحراف نتج عنه في أغسطس الماضي أحداث البيرين التي خطفت القائد البطل فاروق الجعفري والشهيد عمر الحمادي والشهيد عبدالحكيم الهلالي وسبعة شهداء آخرين.

وخلال حفل أربعينية الشهيد فاروق الجعفري، والذي أقامه اللواء، الاثنين، أكد ”الحمادي” تعامل اللواء 35 مدرع مع هذا الانحراف بعقلانية وصبر وحكمة، حيث قام بتشكيل لجنة من قياداته وشخصيات اجتماعية من المنطقة برئاسة العقيد عبدالحكيم الجبزي رئيس عمليات اللواء بالتزامن مع نشر قوات حفظ السلام تفصل بين الطرفين.

وقال الحمادي، إنه بعد ذلك تم الدفع بمجموعة الشهيد فاروق الجعفري، مؤكدين في ذلك أن المفاهيم والقيم الأخلاقية والأسس العسكرية التي تتمتع بها قيادة اللواء 35 مدرع جعلت قيادة اللواء تدرك حقيقة الانحراف، بالإضافة إلى تدخل طرف سياسي وعسكري لا تعنيه مشكلة البيرين، وهذا الانحراف بات واضحاً بأنه يخدم أجندة الحوثيين.

وأضاف، إنه على ضوء هذه المفاهيم القيمية توجد القائد فاروق الجعفري، المعروف بحنكته ورباطة جأشه وشجاعته في منطقة البيرين، بتكليف من قيادة اللواء إلى جانب زملائه الذين سبق الدفع بهم كحل بين المتقاتلين، وذلك لتجنيب النزيف البشري على بوابة الحجرية، غير أن الشر كان متربصاً به بقصد الحرب وتدمير الحجرية.

وأكد ”الحمادي”، أن الشهيد فاروق الجعفري لم يتوان يوماً ما عن تنفيذ كل ما كان يكلف به من مهام عسكرية لا سيما وهذه المهام ذات أفق وطني يتصل بالهدف الذي خرج من أجله الكثير من أبناء تعز الأحرار وهو الدفاع عن تعز واستعادة شرعية الشعب.

وكان اللواء 35 مدرع قد أحيا، الاثنين، في مديرية المعافر أربعينية تأبين الشهيد فاروق الجعفري، الذي استشهد في البيرين منتصف أغسطس الماضي، بحفل فني وخطابي بحضور أركان حرب المحور قائد اللواء 170 دفاع جوي العميد عبدالعزيز المجيدي وعدد من القيادات العسكرية والمدنية.

وقال الحمادي، إنني أقف أمامكم اليوم لأقول الحقيقة التي بات يتنكر لها البعض وهي حقيقة الطلقة الأولى التي صنعت تحولاً في تاريخ اليمن كخطوة وطنية ثابتة في طريق الدفاع عن وطننا الحبيب.. وأدرك الجميع، حينها، كيف لتلك الطلقة التي أوجدت وأسست أفقاً لمشروع الدفاع عن الإنسان والدولة وإسقاط مشروع الكهنوت، وكانت هذه بداية نواة لفكرة وطنية تجسدت للجيش الوطني الذي أصبح أحد أركان الدولة.

واضاف، بعد خمس سنوات حرب ما زالت خطانا الوطنية ثابتة ومبادئنا راسخة، باذلين كل التضحيات والفداء انتصاراً لأنفسنا ولشعبنا وتحقيق ما تعاهدنا عليه، غير أن الآخرين الذين كنا نعتقد أنهم فهموا دروس الماضي ضلوا طريق الوطن مجدداً وذهبوا رافعين بندقيتهم الحمقاء تجاه مدارس وجامعات قد هتف طلابها مبكراً لن ترى الدنيا على أرضي وصيا.. وفي وديان قد كَبُر الزرع فيها وأصبح في كل سنبلة مائة حبة.

وقال الحمادي، على أفراد وصف وضباط اللواء 35 مدرع وأيضاً كل أبناء تعز أن يفخروا بتاريخ هذا اللواء الذي يكتب مجد وكبرياء هذه المدينة، إذ صار شهداؤه المخلدون الذين كسروا الحصار وحرروا الأرض، رجالاً عظماء اقترنت أسماؤهم بعبدالرقيب عبدالوهاب ومحمد مهيوب الوحش وأحمد عبدربه العواضي... وكثير من الأبطال، وأصبحوا اليوم مدرسة وطنية تمنح الأجيال القادمة الوقوف بثبات أمام تقلبات الزمن، وستساهم في فهم سر تحولات التاريخ اليمني.