تدخلات الحوثي توقف عمل أطباء بلا حدود في إب

السياسية - منذ ساعتان و 20 دقيقة
إب، نيوزيمن:

بعد نحو تسعة أشهر من تقديم خدمات صحية لأهالي منطقة القاعدة بمديرية ذي السفال في محافظة إب، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، الاثنين، عن وقف استجابتها الطبية الطارئة لحالات الإسهال المائي الحاد، وسط اتهامات وجهها ناشطون إلى قيادات في جماعة الحوثي بعرقلة عمل المنظمة، رغم تصاعد الحالات المرضية في المنطقة.

وقالت المنظمة، في بيان صحفي، إن توقف الأنشطة الطارئة الخاصة باستجابتها لحالات الإسهال المائي الحاد في القاعدة جاء بعد أكثر من ثمانية أشهر من تقديم الرعاية الطبية للمرضى، وأسهمت الاستجابة في احتواء المرض ودعم الخدمات الصحية خلال فترة شهدت ارتفاعًا حادًا في أعداد الحالات.

وأوضح البيان أن فرق أطباء بلا حدود، بالتنسيق مع السلطات الصحية المحلية، عالجت أكثر من 7,358 مريضًا في مركز علاج الإسهال الذي تديره المنظمة في المدينة، وذلك خلال الفترة من أواخر أبريل وحتى 28 ديسمبر 2025.

وأضافت المنظمة أنها ستواصل تقديم الخدمات الأساسية للرعاية الصحية للمجتمع عبر المستشفى العام في القاعدة، حيث توفر الرعاية الطبية الطارئة، وخدمات الرقود والعناية المركزة للأطفال، بالإضافة إلى الرعاية الجراحية الطارئة، في محاولة لتخفيف أثر التوقف الجزئي عن الخدمات.

وفي بيانها، جددت "أطباء بلا حدود" التزامها بالعمل جنبًا إلى جنب مع السلطات الصحية والمجتمعات المحلية في مختلف أنحاء اليمن لضمان الوصول إلى الرعاية الطبية الحيوية، مؤكدة أهمية استمرار الجهود المشتركة لحماية صحة السكان.

ورغم ما حقّقته المنظمة من نتائج إيجابية في احتواء تفشي الإسهال المائي الحاد، أثار قرارها إنهاء الأنشطة الطارئة ردود فعل متباينة على مواقع التواصل وداخل الأوساط المجتمعية، حيث اتهم ناشطون محليون قيادات حوثية بعرقلة عمل الفرق الطبية في مناطق سيطرتها، ما وضع تحديات إضافية أمام تقديم الخدمات الصحية، خاصة في ظل زيادة الحالات المرضية في محافظات مختلفة.

ويُنظر إلى توقف الاستجابة الطارئة في القاعدة كإشارة إلى التحديات الكبيرة التي تواجه المنظمات الإنسانية في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي، سواء على مستوى التمويل واللوجستيات أو التقييد الميداني بالوصول، في بلد يعاني منذ سنوات من أزمة إنسانية واسعة أثّرت بشكل كبير على الحالة الصحية للمواطنين.

واعتبر مراقبون أن استمرار مثل هذه العقبات يمكن أن يقوّض جهود التعامل مع الأوبئة والأمراض المتفشية، ويزيد من معاناة السكان في المناطق الأكثر تضررًا، مطالبين بضرورة تهيئة بيئة آمنة ومستقرة لعمل المنظمات الإنسانية دون معيقات، لضمان استدامة خدماتها الحيوية.