بعد سنوات من الفوضى.. حملة أمنية تعيد الهدوء إلى الوزاعية

السياسية - منذ 32 دقيقة
الوازعية، نيوزيمن، خاص:

أظهر مقطع فيديو متداول من السوق العام في مديرية الوازعية بمحافظة تعز حالة من الاستقرار والحياة الطبيعية غير المسبوقة، في وقت تواصل فيه الأجهزة الأمنية تنفيذ حملة واسعة لتعقّب عصابة مسلّحة خارجة عن النظام والقانون يتزعمها المطلوب أمنيًا أحمد سالم حيدر، والمتواجدة في قرية الحضارة بمديرية الوازعية.

المشهد اليومي المتناغم للحركة التجارية في السوق، وعودة الأهالي لمزاولة حياتهم دون مخاوف، يعكس بحسب متابعين حجم التحسن الأمني الذي تحقق خلال الأيام الماضية، بعد إطلاق حملة أمنية هدفها فرض هيبة الدولة، وإنهاء الأنشطة الإجرامية التي مارستها هذه العصابة على مدى سنوات.

وأكّد أهالي مديرية الوازعية بأن الحملة جاءت استجابة لمطالبهم المتكررة بإنهاء حالة الانفلات التي تسببت بها العصابة، والتي اتُّهمت بتنفيذ أعمال سلب ونهب وابتزاز للتجار والمواطنين. وأشار الأهالي إلى أن الأنشطة الإجرامية للعصابة أعاقت مشاريع التنمية، وآخرها حادثة الاعتداء على فريق ميداني تابع لوكالة "إدرا" الإنسانية في منطقة الحضارة، حيث جرى نهب أجهزة حاسوب، وكشوفات مستحقين، ومبالغ مالية.

وأوضح السكان أن هذا الاعتداء تسبب في تعطيل مشاريع إنسانية وتنموية يستفيد منها مئات المحتاجين، وهو ما دفع المجتمع المحلي لدعم الحملة الأمنية والمطالبة بمحاسبة المتورطين.

ضبط الأمن

وقال عبدالإله العامري: "ما يحدث في الوازعية ليس حادثًا بسيطًا كما يحاول البعض تصويره، حملة أمنية قانونية جاءت لضبط الأمن والاستقرار والتصدي للجرائم التي ترتكبها عصابة مسلحة.مضيفًا: "نحن أمام فعل قانوني ضد حرابة وجريمة جسيمة تهدد الأمن والاستقرار وتسيء لكل أبناء الوازعية الشرفاء، المؤسف أن نجد من يبرر أو يهون من جرائم تلك العصابة ويقف في صف قاطع طريق وصاحب سوابق، بدلاً من الوقوف مع الدولة والمجتمع الذي يرفض هذه السلوكيات كليًا."

من جانبه الإعلامي أحمد داود سرد تجربته الشخصية قائلاً: "في عام 2021، نزلت مع إحدى المنظمات لمعاينة المنازل المدمرة في الوزاعية بفعل الحرب الحوثية ضمن مشروع إعادة التأهيل، ولكنا احتُجزنا لساعات من قبل مسلحين أرادوا فرض مصالح شخصية على المشروع. اضطررنا لتغيير مسار المشروع، فتوقف العمل بالكامل، وخسرت المديرية فرصة حقيقية لإعادة بناء عشرات المنازل. مضيفًا: ما يحدث اليوم هو فرض للنظام والقانون، وليس استهدافًا لأحد، وهيبه القانون هي التي تحمي الناس وتمنع عودة الفوضى."

في حين أشادت سارة الذبحاني بدور الأهالي: "كل التحية لأبناء الوازعية رجال أثبتوا أن الأمن مسؤولية مشتركة، وأن الوقوف مع الدولة واجب لا يسقط. موقفهم في دعم رجال الأمن بملاحقة المطلوبين والخارجين عن القانون يؤكد أن الوعي حاضر، والرجولة ثابتة، والإرادة أقوى من كل محاولات العبث والفوضى."

إلتفاف مع الدولة 

نجاح الأجهزة الأمنية في استمرار حملتها وملاحقة عناصر العصابة، يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاستقرار في الوزاعية، ما يمكّن السكان من استعادة نشاطهم الاقتصادي والاجتماعي دون تهديدات متكرّرة. كما أن إعادة الأمن قد تهيّئ الأرضية أمام مزيد من المشاريع التنموية والإنسانية التي من شأنها تعزيز جودة الحياة والاعتماد على الدولة كمؤسسة قادرة على حماية المواطنين.

ويؤكد عمر رباش الحيقي على أهمية الالتفاف حول الدولة. مضيفًا: "في الوازعية، لا خيار لنا سوى الوقوف مع الأمن والاستقرار، ومع الدولة التي تمثل النظام والعدالة، بدون الأمن لن تصل المنظمات الإنسانية، ولن تتحقق التنمية، ولن تصان الكرامة. الطريق الوحيد هو احترام النظام والقانون، والالتفاف حول مؤسسات الدولة الشرعية."

فيما جهاد يحيى ركز على الحقائق الواقعية.موضحًا: "الحملة الأمنية خرجت ضد المدعو أحمد حيدر وعصابته المتقطعة المتهمة بالحرابة وجرائم قطع الطرق وتهديد حياة الناس. رجال الأمن تحركوا لحماية المواطنين، وليس للاعتداء عليهم، ومن يحاول تزييف الحقيقة اليوم إما جاهل أو له مصلحة في بقاء الفوضى، الأمن ثابت والحق أقوى من كل الضجيج."

الأوضاع تحت السيطرة

من جانبه أكد مدير أمن مديرية الوازعية بمحافظة تعز، المقدم رامي رشيد الصباري، أن الوضع الأمني في المديرية مستقر وتحت السيطرة، مشيرًا إلى أن الأجهزة الأمنية تواصل عملياتها المنظمة لتعقب العصابة المسلّحة التي تمارس نشاطها منذ أكثر من خمس سنوات.

وقال الصباري إن العصابة ارتكبت سلسلة طويلة من الجرائم، بينها الشروع في القتل، والسطو المسلح، والاعتداء على ممتلكات المواطنين، إضافة إلى واقعة إطلاق النار على فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا وإصابتها في ساقها اليسرى. كما شدّد على أن العصابة تورطت في الاعتداء على منظمة إنسانية ونهب وثائق وأجهزة خاصة بالمستفيدين، معتبرًا أن هذه السلوكيات تمثّل تهديدًا مباشرًا للسلم الأهلي وتضر بالجهود الإنسانية في المنطقة.

وأشاد مدير الأمن بموقف أبناء الوازعية، واصفًا إياهم بـ"رجال على قمم الجبال"، مضيفًا أنهم وقفوا إلى جانب الأمن ودعموا جهود الدولة في ملاحقة العصابات وفرض الاستقرار. ولفت الصباري إلى وجود أصوات مأجورة تحاول إثارة البلبلة والتشكيك بعمل الأجهزة الأمنية، مؤكدًا أن تلك الحملات الإعلامية تهدف إلى "زعزعة الأمن في الساحل الغربي عمومًا، والوازعية على وجه الخصوص".

وتعكس هذه التصريحات الأمنية والشعبية والقبلية دعم المجتمع المحلي للحملة الأمنية، وتوضح أن السكان لم يعودوا على استعداد للتسامح مع العصابات المسلحة التي عطلت التنمية وهددت حياة المدنيين. كما تشير التعليقات إلى وعي المجتمعات المحلية بأهمية القانون في حماية الحقوق وإعادة الأمن والاستقرار، مع التأكيد على أن أي جهود تنموية أو إنسانية لن تتحقق دون وجود بيئة آمنة.