المخا.. المدينة الساحلية تنهض من جديد وتستعيد مجدها التجاري
المخا تهامة - منذ ساعتان و 3 دقائق
المخا، نيوزيمن، خاص:
تشهد مدينة المخا الساحلية على البحر الأحمر حراكًا تجاريًا متناميًا، جعلها واحدة من أبرز المدن المحررة التي تشهد تعافيًا اقتصاديًا سريعًا بعد سنوات الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي، المدعومة من إيران. ويعزى جزء كبير من هذا الانتعاش إلى الاستقرار الأمني والبيئة الجاذبة للاستثمار التي وفرها عضو مجلس القيادة الرئاسي، الفريق الركن طارق محمد عبدالله صالح.
ومن يتجول في شوارع المخا يلاحظ اتساع النشاط التجاري يومًا بعد يوم؛ فمحال جديدة تفتح أبوابها في مختلف القطاعات، من مواد البناء والحديد، إلى الأسواق الكبرى ومكاتب الصرافة التي تجاوز عددها العشرات. كما ارتفعت الإيجارات نتيجة الطلب المتزايد على المحال التجارية والمساكن، ما يعكس نمو الحركة الاقتصادية في المدينة.
كما شهد القطاع الفندقي والخدمي توسعًا ملحوظًا، مع افتتاح عدد من الفنادق والمطاعم الحديثة التي تستقبل الزوار والتجار القادمين من محافظات عدة، ما يعزز قطاع السياحة الداخلية والخدمات المرتبطة بها.
دعم رسمي ومبادرات استثمارية
يُتوقع أن يسهم ميناء المخا، الذي استقبل مؤخرًا أول سفينة حاويات، في إنعاش حركة الاستيراد والتصدير وتخفيض تكاليف النقل البحري، ما شجع التجار على توسيع استثماراتهم داخل المدينة. كما يمثل مطار المخا الدولي إضافة نوعية للاقتصاد المحلي، بعد انطلاق أولى رحلاته الرسمية عبر الخطوط اليمنية، فاتحًا الباب أمام فرص جديدة في مجالات النقل والخدمات اللوجستية والسفر والعلاج في الخارج.
وساهمت توجيهات الفريق الركن طارق صالح في تحويل المخا إلى نموذج للمدن المحررة والاستثمارية، عبر تسهيل إجراءات التراخيص، وتطوير البنية التحتية من طرق وكهرباء ومياه، ضمن خطة لتحويل المدينة إلى مركز تجاري مزدهر على البحر الأحمر.
وقال مدير عام مديرية المخا، الشيخ سلطان محمود، في تصريح لـ"نيوزيمن": "المدينة تسير بخطى ثابتة نحو استعادة مكانتها الاقتصادية، بدعم من قيادة المقاومة الوطنية التي جعلت التنمية أولوية بعد الأمن والاستقرار".
وأضاف خلال افتتاحه مركزًا تجاريًا جديدًا: "افتتاح مشاريع كهذه يمثل مؤشرًا واضحًا على انتعاش الحركة الاقتصادية في المدينة، ويسهم في خلق فرص عمل جديدة للشباب ودعم القطاع الخاص كمحرك رئيسي للتنمية المحلية".
مشاريع نوعية وسوق مزدهر
وأوضح مالك مشروع "خياط الخليل"، صالح المشولي، أن الهدف من المشروع هو تقديم خدمات خياطة راقية تناسب مختلف الأذواق، بالاعتماد على أحدث الماكينات والخامات، مؤكدًا أن افتتاح الفرع في المخا جاء استجابة للطلب المتزايد على خدمات الخياطة الحديثة في المدينة والمناطق المجاورة.
وأشاد الحاضرون بمستوى التجهيزات وجودة الخدمات التي يقدمها المشروع، معتبرين أن "خياط الخليل" يمثل إضافة نوعية إلى سلسلة المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تعزز النشاط التجاري في المدينة.
مع بدء تشغيل الميناء والمطار، واستمرار توفير الطاقة البديلة بشكل مستقر، انتعش السوق، وازدادت المؤسسات التجارية والبنوك والفنادق، لتبرز المخا اليوم كمدينة يمنية واعدة تعيد بناء مجدها التجاري القديم وتستعيد قهها التاريخي، بعد سنوات من الركود والانقطاع عن الحركة الاقتصادية بسبب الحرب.

>
