رحلات الموت إلى اليمن.. مهاجرون أفارقة عالقون في أوضاع إنسانية مأساوية
متفرقات - منذ 3 ساعات و 35 دقيقة
عدن، نيوزيمن:
يشهد اليمن تزايدًا غير مسبوق في أعداد المهاجرين القادمين من القرن الأفريقي، ممن تقطعت بهم السبل بعد رحلة بحرية محفوفة بالمخاطر بحثًا عن حياة أفضل، لتتحول أحلامهم إلى مأساة إنسانية على السواحل اليمنية.
وأعلنت منظمة الهجرة الدولية (IOM) أن ما يقرب من 18 ألف مهاجر أفريقي وصلوا إلى اليمن خلال شهر أكتوبر الماضي، في أعلى معدل شهري منذ نحو عام.
وقالت المنظمة في تقرير "مراقبة تدفق المهاجرين الوافدين"، قبل أيام إنها رصدت دخول 17,685 مهاجرًا خلال أكتوبر 2025، بزيادة تقارب 99% عن سبتمبر الذي شهد وصول 8,878 مهاجرًا فقط، مشيرة إلى أن هذا الرقم هو الأعلى منذ ديسمبر 2024 حين وصل أكثر من 20 ألف مهاجر.
وأوضحت المنظمة أن 97% من الوافدين الجدد إثيوبيون، بينما يشكل الصوماليون 3%، ويمثل الرجال 66% من إجمالي المهاجرين، مقابل 17% من النساء و16% من الأطفال.
ووفقًا لمصفوفة النزوح التابعة للمنظمة، كانت جيبوتي نقطة الانطلاق الرئيسية بنسبة 75%، تليها الصومال بنسبة 22%، ثم سلطنة عُمان بنسبة 3%. واستقبلت مديرية أحور بمحافظة أبين النسبة الأكبر من المهاجرين القادمين من جيبوتي (57%)، في حين وصل آخرون إلى ذو باب بمحافظة تعز ورضوم بمحافظة شبوة.
وفي المقابل، رصدت فرق الهجرة الدولية مغادرة 1,825 مهاجرًا إثيوبيًا اليمن في أكتوبر عبر عشر رحلات بحرية من محافظة لحج نحو مدينة أوبوك الجيبوتية. لكن آلاف المهاجرين الآخرين ظلوا عالقين في الأراضي اليمنية دون مأوى أو طعام أو رعاية صحية، في ظل أوضاع أمنية وإنسانية متدهورة.
ودفعت هذه الأوضاع إدارة شؤون الشباب في الحكومة المؤقتة لإقليم تيغراي الإثيوبي إلى توجيه نداء عاجل إلى منظمة الهجرة الدولية والجمعية الإثيوبية للصليب الأحمر، محذّرة من أن المهاجرين الإثيوبيين في اليمن يواجهون "أزمة إنسانية خطيرة ومتفاقمة".
وقالت الإدارة في رسالة رسمية إنها تتابع "بقلق بالغ" مصير الآلاف من شباب تيغراي الذين غادروا بلادهم بحثًا عن فرص عمل، لكنهم وجدوا أنفسهم "محاصرين في ظروف قاسية تهدد حياتهم".
ويحاول معظم هؤلاء المهاجرين العبور من اليمن نحو دول الخليج لتحسين أوضاعهم المعيشية، غير أن الكثير منهم ينتهي به المطاف عالقًا في مناطق نائية، عرضةً للانتهاكات من شبكات التهريب، أو للاعتقال، أو للموت في طريق العودة.
>
