حضرموت تطالب المبعوث الأممي بتمثيل فاعل في التسوية السياسية المقبلة
الجنوب - منذ 3 ساعات و 20 دقيقة
أكد محافظ حضرموت، مبخوت بن ماضي أن المحافظة ستظل واحة سلام واستقرار، وحاضنة لكل أبناء الوطن، مشددًا على ضرورة أن تحظى حضرموت بمكانة مؤثرة في مسار السلام والتسوية السياسية القادمة، بما يليق بثقلها الجغرافي والتاريخي ودورها الاقتصادي.
جاء ذلك خلال استقباله الإثنين في مدينة المكلا، وفدًا من مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، برئاسة السيد مساكي واتانابي، كبير مسؤولي قسم الشؤون السياسية في المكتب، حيث ناقش اللقاء الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في المحافظة، وجهود السلطة المحلية لترسيخ الأمن والاستقرار.
وأضاف أن السبيل الأمثل لإنهاء معاناة اليمنيين هو الحل السلمي العادل والشامل. وقال: "حضرموت كانت وستظل واحة السلام والمحبة والتعايش، وقد حرصنا على تجنيبها ويلات الحرب والصراعات، لتبقى نموذجًا في إدارة الأزمات بالحوار والحفاظ على مؤسسات الدولة وسيادة القانون".
وأضاف المحافظ بن ماضي أن الاستقرار الذي تنعم به حضرموت مكّنها من استقبال مئات الآلاف من النازحين من مختلف المحافظات، الذين اندمجوا في الحياة العامة بصورة طبيعية، مؤكدًا أن هذا النموذج الإنساني يعكس وعي المجتمع وفاعلية مؤسساته في احتواء الجميع دون تمييز.
وتطرّق المحافظ إلى التحديات الاقتصادية التي تواجه المحافظة نتيجة استهداف الميليشيات الحوثية للمنشآت النفطية في ميناء الضبة، ما أثر سلبًا على الإيرادات العامة وجهود التعافي الاقتصادي، داعيًا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى دعم مشاريع التنمية المستدامة في مجالات الخدمات والبنية التحتية لتخفيف الأعباء عن المواطنين.
وفي جانب الأمن، شدد بن ماضي على أن حضرموت أثبتت للعالم قدرتها على دحر الإرهاب وطرد تنظيم القاعدة منذ العام 2016 بفضل تضحيات قوات النخبة الحضرمية وبدعم من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكدًا أن هذا الإنجاز جعل من المحافظة "نموذجًا يُحتذى به في مكافحة التطرف".
وقال بن ماضي في ختام حديثه: "حضرموت التي حافظت على وحدة نسيجها الاجتماعي وقدّمت نموذجًا للتعايش، تستحق أن تكون شريكًا فاعلًا في التسوية السياسية المقبلة، وأن يكون لها حضور يوازي مكانتها وتاريخها وإسهامها الوطني".
من جانبه، عبّر رئيس الوفد الأممي السيد مساكي واتانابي عن تقدير الأمم المتحدة لجهود قيادة حضرموت وسكانها في ترسيخ الأمن والنأي بالمحافظة عن الصراعات، مؤكدًا أن مكتب المبعوث الأممي ينظر إلى حضرموت بوصفها شريكًا أساسيًا في بناء السلام، وأن زياراته المقبلة ستُركز على الاستماع لمختلف المكونات والسلطات المحلية لتعزيز الشراكة في المسار السياسي.