مكافحة الإرهاب بعدن تحبط تهريب طابعات عملة للحوثيين

الجنوب - منذ 3 ساعات و 47 دقيقة
عدن، نيوزيمن:

أعلن جهاز مكافحة الإرهاب في العاصمة عدن، الخميس، إحباط واحدة من أخطر عمليات التهريب التي تستهدف الاقتصاد الوطني، بعد ضبط شحنة طابعات حديثة مخصصة لطباعة العملة، كانت في طريقها إلى ميليشيات الحوثي عبر ميناء الحاويات بعدن.

وقال الجهاز، في بيان رسمي، إن العملية جرت بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة، وبالتنسيق مع مصلحة الجمارك، مؤكداً أن الشحنة جرى رصدها منذ لحظة وصولها، وتم ضبطها تحت إشراف مباشر من رئيس جهاز مكافحة الإرهاب، اللواء الركن شلال علي شايع.

وأشار البيان إلى أن الجهاز بادر عقب التأكد من طبيعة المضبوطات إلى إبلاغ محافظ البنك المركزي اليمني، أحمد غالب المعبقي، الذي وجه بلاغًا رسميًا إلى النائب العام القاضي قاهر مصطفى، لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بالتحفظ على الطابعات، وندب خبراء مختصين لفحصها واستكمال التحقيقات.

وبحسب المعلومات الأولية، فإن الطابعات كانت قادمة من ألمانيا الاتحادية، ضمن خطة تهدف إلى تمكين ميليشيات الحوثي من طباعة كميات كبيرة من العملة اليمنية من الفئات المحلية، في محاولة لضرب الاستقرار المالي وزعزعة السوق النقدية.

وأكد جهاز مكافحة الإرهاب أن التحقيقات لا تزال مستمرة بالتعاون مع النيابة العامة والبنك المركزي، مشيرًا إلى أن الإعلان عن تفاصيل إضافية وأسماء الجهات المتورطة سيتم فور استكمال التحقيقات.

ويأتي هذا التطور في وقت حساس يشهد فيه الاقتصاد اليمني ضغوطًا كبيرة بسبب الحرب والانقسام المالي، ما يجعل أي عملية غير قانونية لطباعة العملة تهديدًا مباشرًا على قيمة الريال اليمني وحياة المواطنين.

وسبق لميليشيات الحوثي أن أقدمت على سكّ عملات معدنية من فئتي 50 و100 ريال، إلى جانب إصدار أوراق نقدية من فئة 200 ريال بطرق غير قانونية، ما أثار موجة رفض واسعة من المؤسسات المالية المحلية والدولية.

وكانت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا كشفت من أن الميليشيات قامت بطباعة نحو 12 مليار ريال يمني من العملات المزورة، أي ما يعادل 21 مليون دولار أمريكي، في إطار محاولاتها المستمرة لتمويل حروبها وإضعاف الاقتصاد الوطني. وأنها تستعد لطباعة عملات جديدة من فئات500 و1000 ريال.

ويرى مراقبون أن إحباط هذه الشحنة يمثل نجاحًا أمنيًا واقتصاديًا مزدوجًا، إذ يحرم الحوثيين من وسيلة جديدة لضرب الاستقرار المالي، ويعزز ثقة المواطنين بالمؤسسات الأمنية والنقدية في العاصمة عدن. كما يشكل رسالة واضحة بأن محاولات الميليشيات لاختراق المنظومة الاقتصادية لن تمر دون رصد وملاحقة.