أكثر من 21 ألف انتهاك.. الحوثي يحوّل طفولة اليمن إلى جحيم مستمر
الحوثي تحت المجهر - منذ ساعتان و 29 دقيقة
كشفت ورقة حقوقية صادرة عن الشبكة اليمنية للحقوق والحريات ورابطة معونة لحقوق الإنسان والهجرة، حجم الجرائم التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي بحق الأطفال، موضحًا أن أكثر من 21 ألف انتهاك طالتهم خلال عشرة أعوام، بما في ذلك القتل والإصابة والتجنيد والاختطاف والحرمان من التعليم.
الورقة التي حملت عنوان "أطفال اليمن بين القتل والتجنيد"، قدمت على هامش الدورة الـ60 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف في سويسرا، وفندت انتهاكات بشعة ارتكبتها الميليشيات الحوثية منها 9914 حالة قتل، و6417 إصابة مباشرة، فضلاً عن أكثر من 30 ألف حالة تجنيد للأطفال تتراوح أعمارهم بين 12 و14 عاماً، و598 حالة اعتقال واختطاف، و51 حالة اغتصاب موثقة في مناطق سيطرة الحوثيين خلال الفترة من يناير 2015 حتى يوليو 2025.
وأضافت أن التعبئة الطائفية والفكرية التي غرستها ميليشيات الحوثي في عقول الأطفال دفعت مجندين صغاراً لتنفيذ عمليات قتل بحق أقاربهم، وهو ما رصدته فرق الشبكة الميدانية عبر توثيق 314 جريمة قتل وإصابة بين الأقارب، منها 189 حالة قتل و125 إصابة. وأشارت الشبكة إلى أن هذه الأرقام لا تعكس سوى جزء ضئيل من الانتهاكات، في ظل التضييق الإعلامي وحجب المعلومات التي تفرضه الميليشيا.
وتحدثت الشبكة والرابطة عن التداعيات الإنسانية المروعة للانقلاب الحوثي، حيث أصبح أكثر من 17 مليون طفل بحاجة لمساعدات إنسانية، فيما حرمت آلاف الأطفال من آبائهم المعتقلين أو القتلى في المعارك، ومن التعليم نتيجة التهجير والتشريد وتحويل المدارس إلى ثكنات ومعسكرات أو مراكز لإيواء النازحين.
كما أجبرت الميليشيا آلاف الأطفال على الانخراط في سوق العمل غير الآمن لإعالة أسرهم، مما جعلهم عرضة للتجنيد الإجباري، حيث تجاوز عدد الأطفال الذين اضطروا للعمل أكثر من مليوني طفل بسبب الوضع الاقتصادي المتدهور وانقطاع الرواتب وارتفاع الأسعار.
وأكدت الورقة الحقوقية ضرورة تدخل المجتمع الدولي لإلزام ميليشيا الحوثي باحترام القوانين والاتفاقيات الدولية التي تحمي الأطفال، والعمل على إدراج القيادات الحوثية المتورطة في انتهاكات الأطفال ضمن القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الطفولة، وفتح تحقيق مستقل وجاد لمحاسبتهم أمام القضاء الدولي، ومنع تكرار هذه الانتهاكات التي تهدد مستقبل ملايين الأطفال في اليمن.
وأوضحت إن استمرار الحرب والانتهاكات الحوثية يُجعل طفولة اليمن مهددة ومستباحة، ويحوّل الأطفال إلى ضحايا مستمرين لصراعات الكبار، في وقتٍ يحتاج فيه العالم إلى التحرك العاجل لحمايتهم وضمان حقهم في الحياة والتعليم والسلام.