بعمر 49 عام.. رحيل مفاجئ لسفير الأغنية المهرية الفنان محمد مشعجل
السياسية - Monday 08 September 2025 الساعة 05:42 pm
ودّعت الساحة الفنية اليمنية، ومحافظة المهرة على وجه الخصوص، الاثنين، الفنان الكبير محمد مشعجل الملقب بـ “سفير الأغنية المهرية”، والذي توفي عن عمر ناهز 49 عامًا إثر مرض عضال ألمّ به خلال الأيام الماضية. وكان الراحل قد نُقل إلى مستشفى الغيضة، قبل أن تتدهور حالته الصحية ويتم إدخاله قسم العناية المركزة، حيث فارق الحياة وسط حالة من الحزن خيمت على جمهوره وزملائه.
الفنان محمد بن مشعجل بن عويضان بن رعفيت، الملقب بـ “أبو أشجان”، وُلد عام 1976 بمدينة الغيضة، ونشأ في بيئة ثقافية غنية بالأنغام والقصائد الشعبية، وهو ما ساعد في تكوين هويته الفنية المميزة. وخلال مسيرته التي انطلقت أواخر تسعينيات القرن الماضي، نجح في نقل الأغنية المهرية من حدود المحلية إلى الساحة اليمنية والخليجية، ليُلقب عن جدارة بـ سفير الأغنية المهرية.
بدأ الراحل مسيرته عام 1998 بأغنية “الا يا طير يا طاير” من كلمات الشاعر المهري محمد سالم عكوش، والتي شكلت انطلاقته نحو الشهرة. ومنذ ذلك الحين، تعاون مع نخبة من شعراء المهرة، مقدمًا أعمالًا غنائية خلدتها الذاكرة الشعبية مثل: “شاشة خيالي”، “يا مهاجر”، “العمر يمضي”، و*“ريم البوادي”*. وقد تميزت أعماله بمزج التراث المهري الأصيل مع أساليب موسيقية عصرية، ما أكسبه مكانة خاصة في قلوب المستمعين.
لم يكن محمد مشعجل مجرد مطرب، بل كان رمزًا للهوية الثقافية المهريـة وصوتًا للأصالة، استخدم فنه لتوثيق الموروث الشعبي ونقله إلى الأجيال. أعماله لم تقتصر على اللهجة المهرية فحسب، بل شملت أيضًا الغناء بالعربية الفصحى، ما جعل إرثه أكثر شمولًا وتأثيرًا.
ونعى وكيل محافظة المهرة بدر كلشات رحيل الفنان، مؤكدًا أن وفاته تشكل خسارة كبرى للمهرة واليمن قاطبة. وقال في بيان النعي: “ببالغ الحزن والأسى ننعى رحيل الفنان الكبير محمد مشعجل، سفير الأغنية المهرية، الأخ والصديق العزيز، صاحب الشعبية الواسعة التي امتدت من المهرة إلى عموم الجزيرة العربية. رحيله خسارة كبيرة على المهرة خاصة واليمن عامة، عزاؤنا واحد ومصابنا عظيم، ونسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.”
شكل خبر وفاة الفنان محمد مشعجل صدمة لجمهوره داخل اليمن وخارجه، حيث نعاه فنانون وشعراء ومحبون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرين أن رحيله يمثل فراغًا يصعب ملؤه في المشهد الغنائي اليمني.
برحيل محمد مشعجل، فقدت المهرة واليمن عمودًا من أعمدة الغناء الشعبي، لكن إرثه الفني الغني سيبقى شاهدًا على مسيرته، وصوته العذب سيظل حاضرًا في وجدان محبيه كجسر يربط الماضي بالحاضر ويحافظ على أصالة الأغنية المهرية.