أمين الوائلي
صالح ومن يتلبس بالرئاسة لأوقات الانحطاط
كان علي عبدالله صالح رئيسا، قبل الرئاسة وبعد الرئاسة.
فيه هذا بالخلقة، أنه رئيس.
حال تلبسه بالرئاسة منحها الشرف وكبرت به ورست ورسخت.
تفتقد الرئاسة الرؤساء كما يفتقدهم الناس والتاريخ والشعر والألحان والأيام والأعياد الوطنية وجرائد الصباح والنشرات المسائية وأيام المواطنين الخالية من صوت الرئيس المواطن العظيم.
كان علي عبدالله صالح جنديا في المخا عندما كتب سندا ووقع أمرا وأعطى توجيها موقعا باسم رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح.
أحدهم، لعله في المخا، جاء الرئيس بتوجيهه الذي خطه له أيام الجندية على قصاصة من علبة سجائر، كان بصرف سيارة عوضا عن سيارته التي ذهبت في خدمة المعسكر... احتفظ بالقصاصة كل تلك السنوات، وحصل على سيارته.
وهناك من يتلبس بالرئاسة ويطيل بها، ولا يفتقده في الدنيا والعالم شيء كما تفتقده الرئاسة.. بل لم تسمع به.
مثلما تكافأ الرئاسة برؤساء، فإنها تعاقب وتهان بآخرين تدخرهم الأقدار لأوقات الانحطاط وتدفع بهم ولسان حالها: "زمن القحط إن سخا... عزز الغث بالأغث" (بردونية).
* * *
باختلافات نسبية، التطابق لا يتخلف بين مواسم التهييج والتعبئة الدعائية والعدائية، وبالقدر نفسه من الفجور، كما اختبرناها في 2011؛ لإسقاط النظام، والبلد.
وفي 2021، كأنها هي؛ لإسقاط ما تبقى من تعايش.
هذه الشيطنة للانتقالي الجنوبي مخدومة بخبرات مطبخية لا تجهلها عين مبصر ولا خبرة بصير.
* جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك